مفيد أن تتذكر أن سلوكك مع ابنك المراهق يمكن أن يزيد من هوة الخلاف بينكما أو يقرب وجهات النظر، لذلك من المهم أن تكون قدوة جيدة له وألا تتصرف معه بعدوانية مفرطة أو تحاول توبيخه على أمرٍ ما أمام أحد، هنا تجدون بعض النصائح التي تجيب على تساؤل عن كيفية التعامل مع المراهقين.
كيفية التعامل مع المراهقين وأهم النصائح
في حالة تعاملت بعدوانية وطلبت من ابنك المراهق أن يستجيب لأوامرك، ثق أن هذا لن يحدث، حيث يشيع الخوف بين المراهقين من أن يفقدون السيطرة على الأمور أو يواجهون ما يفقدهم ثقتهم في ذواتهم، لذا يمكنك تجربة هذه النصائح، والتي حتما ستأتي بنتائج إيجابية في علاقتك مع الصبي المراهق أو الفتاة المراهقة:
- لا تدع الغضب يسيطر عليك، حيث يمنحهم غضبك دفعة جديدة نحو التمرد والتهديد.
- أظهر له رغبتك في الاستماع لما عنده، سواء كان يحكي مشكلة ما تواجههه أو يحاول توضيح وجهة نظره لك.
- امنحه مساحة من الحرية الشخصية ولا تحدق في عينيه مباشرةً.
- لا تُطل في الجدال معه، ومن الأفضل أن تمنحه فرصة لو وجدت أن الجدال بينكما يحتدم ويخرج عن السيطرة، واتركه مدة نصف ساعة حتى تهدأ الأمور.
- في حالة وجدت الشاب المراهق يأخذك في طريق يدعو لأن تستشيط غضبًا، فأنت بحاجة إلى تمارين التنفس، بحيث تأخذ نفسًا عميقا وتحبسه داخلك 5 ثوانٍ قبل أن تزفره.
- وجِه ابنك المراهق هو أيضًا نحو استخدام تلك التقنية للسيطرة على غضبه في الوقت المناسب.
- لا تستسلم لصراخه في وجهك من أجل تلبية رغبة معينة لديه، لأن هذا السلوك بالطبع سوف يجلب لك متاعب شتى معه ومع إخوته الصغار الذين يعتبرونه قدوة.
شاهد أيضًا: فصام المراهقة.. وكيف يمكن علاج الشيزوفرينيا المبكرة؟
السلوك العنيف لدى المراهقين وكيف تتعامل معه
من المحتمل أن تتحول العدوانية عند المراهق إلى عنف، مما يستوجب التعرف على بعض طرق التعامل مع المراهقين في هذه المرحلة، وفي نفس الوقت يجب أن يعلم المراهق أن العنف غير مقبول على الإطلاق، لذا تابع تلك التقنيات التي تساعدك في مواجهة عنف المراهق إن استدعت الأمور:
- في البداية حاول التأكد من أن تلك السلوكيات العنيفة لا تصدر عن ابنك المراهق في مدرسته ومع زملائه.
- لا تستخدم العنف أمامه عندما يكون غاضبًا، فهذا يعطيه مثالًا إيجابيًا على أن العنف غير مقبول.
- ضع حدودًا واضحة أمام المراهق بأنك لن تقبل منه أي سلوك عنيف.
معنى المراهقة في علم النفس
إنها حقًا مرحلة في غاية الصعوبة، ومعظمنا يبحث عن إجابة واضحة حول كيفية التعامل مع المراهقين، حتى لا ينقلب المنزل إلى ساحة معركة بين الأبناء المراهقين الباحثين عن الاستقلال، وبين الآباء الراغبين في توجيه الأبناء ولكن بطرق غير مدروسة، لذلك لا بد من فهم ماهية تلك المرحلة، ويمكن تلخيصها في:
شاهد أيضًا: التعامل مع الشخصية العدوانية.. وكيف نتخطى التحدي الأصعب؟
فهم المراهقين
يتغير جسم المراهق العادي بمعدل ينذر بالخطر، حيث تتغير الهرمونات وتندفع، ويكون الجسم والدماغ والعواطف في حالة اضطراب دائم، وترجع المشاعر المتطرفة التي يمر بها المراهقون جزئيًا إلى الهرمونات، حيث يتأقلم الأولاد مع كميات كبيرة من هرمون التستوستيرون الذي يتدفق عبر أجسامهم بينما يتعين على الفتيات التعامل مع التقلبات المزاجية المصاحبة للإستروجين.
علم نفس المراهقين
الهدف النفسي للمراهقة هو الاستقلال عن الوالدين وإنشاء هويتهم الخاصة ومكانهم داخل المجتمع، يتضمن ذلك اختيار أصدقائهم والتحكم في استجاباتهم العاطفية دون أدنى توجيه، واتخاذ قراراتهم وخياراتهم الأخلاقية على أساس العواقب والضمير وليس الخوف من العقاب، ووضع خططهم للمستقبل دون تدخل من الكبار.
إنه وقتٌ مثير للمراهقين بالفعل، ولكنه أيضًا وقت مخيف للغاية وصعب، حيث يعد دعم الآباء وتشجيعهم أمرًا ضروريًا للانتقال الناجح إلى مرحلة البلوغ.
أهم تقنيات التعامل مع المراهقين
كن إيجابيًا
احرص على أن تكون صوتًا إيجابيًا في حياة أبنائك المراهقين، فإن الأشياء عادةً ما تتغير، فلا تفترض الأسوأ دائمًا، حيث يمكنهم الحصول على مستقبل إيجابي حتى لو كانت الأمور صعبة الآن.
تذكر صفاتهم الجيدة
حاول فصل السلوك عن الشخص وتذكر كل صفاتهم الجيدة وحاول ألا تتغلب على ما لا يعجبك في سلوكهم في الوقت الحالي، فقد يتصرف ابنك المراهق بشكل سيئ ولكن هذا لا يجعله شخصًا سيئًا، وعما قريب سوف يتخطى المرحلة ويتحسن سلوكه.
كن موجودًا
على عكس ما قد يبدو عليه الأمر في بعض الأحيان، يريد المراهقون التحدث إليك، لذا استمع إلى أفكارهم وقتما أرادوا التعبير عنها، لا تقاطعهم أو تحاول إخبارهم بما يجب عليهم فعله.
كن مطمئنًا
الكثير من المراهقين يخافون من المشاعر التي يمرون بها والموجة الجديدة من المسؤوليات التي يتعين عليهم تحملها، إنهم يحتاجون إلى الكثير من الطمأنينة من جانب الآباء، الذين هم الداعم الأول لهم.
كن واضحًا
ضع حدودًا واضحة ومتسقة بحيث تحترم شخصيتهم، وادعم شعورهم بالأمان أثناء وجودهم في حالة اضطراب داخلي، لا تتردد في مناقشة الأسباب المنطقية وراء ما يصدر عنك من سلوكيات وما تضعه من قواعد، فهم يتعلمون منك كيف تفكر كشخصٍ بالغ، ولكن دون أن يعترفون بذلك.
تحلَّ بالصبر
المراهق يحاول إيجاد التوازن الصحيح بين السلوكيات والاستقلالية، لذا قد تجده يتأرجح في الاتجاه المعاكس، ولكن مع مرور الوقت سوف يستقر البندول في وضع أكثر راحة، وتستقر الأمور للمراهق بعد فهمه لنفسه.
كن لطيفًا ومحبًا
عواطف ابنك المراهق لا تزال هشة وضعيفة، مهما حاول إظهار غير ذلك، فتعامل معه بمنتهى الحذر، هو لا يزال بحاجة إلى عواطفك تجاهه كأب، حتى لو بدا أنه يدفعك بعيدًا عنه.
شاهد أيضًا: أنواع طيف التوحد وكيفية التعامل مع أعراضها
كن صريحًا
في بعض الأحيان ستكون أنت كأب بحاجة لأن يتعرف ابنك المراهق على ما تمر به من توتر في حياتك العملية أو الأسرية، فالحياة لا تسير بمثالية مفرطة لدى الكبار كما يتوهم بعض المراهقين وعليهم أن يعايشوا ذلك بأنفسهم.
النفس الطويل
إدارة الصراع بينك وبين الشاب الصغير الذي يرغب في الحصول على استقلاليته من خلال التمرد في بعض الأحيان، يستوجب أن يكون لديك نفس طويل لتصلح علاقتك بابنك المراهق بدلًا من أن تجعل الأمور تخرج عن السيطرة.
كن متفائلًا
إنها مرحلة مؤقتة ليس أكثر، وكما يبتعد المراهق الآن عن والديه ويرفض أي تدخل منهما في حياته، سوف تمر تلك المرحلة ليعود ويطور علاقته بهما طوال حياته القادمة.
تلك كانت بعض نصائح التعامل مع المراهقين وكيفية إدارة العلاقة بشكلٍ جيد بين الآباء والأبناء، وحتى تمر المرحلة بسلام، دع نُصب عينيك دائمًا أن التغير الهرموني في مرحلة البلوغ له تأثير قوي للغاية على سلوكيات ابنك المراهق، ولكنها مرحلة مؤقتة على كل حال.