كونك رائد عمل تجاري أو صاحب مؤسسة، هل تساءلت يومًا: كيف يمكن أن تحقق النجاح الذي تصبوا إليه لا سيما في ظل المنافسة الشرسة بين المؤسسات في العمل التجاري وعلى كافة الأصعدة؟ حقيقةً لن يتأتى ذلك إلا من خلال معرفة عوامل نجاح فريق العمل الذي نحن بصدد الحديث عنها اليوم.
عوامل نجاح فريق العمل
ثمة مجموعة من العوامل التي تضمن نجاح فريق العمل من فشله، وهي على النحو التالي ذكره:
التواصل الفعال
التواصل الفعال من أبرز عوامل نجاح فريق العمل، وفي الوقت ذاته يتم التغافل عنه من قبل الرؤساء وقادة الأعمال لمجرد أنهم يميلون إلى إيلاء الاهتمام البالغ للعوامل الأخرى التي يتوقف عليها نجاح المؤسسة، ومن الأولى ألا يستهين بمدى التأثير الفعال الذي قد يحدثه التواصل الفعال على العلاقات بين كل عضو من الفريق، ناهيك عن جني ثمار مجدية وإنتاجية أعلى.
في حال كان هناك اتصال بين القائد وفريق العمل، ستترتب على ذلك نتائج إيجابية من حيث القدرة على منع أي سوء تفاهم قد يحدث وتجنب أي مواقف محرجة، بالإضافة إلى النتائج الفورية، إذ سيتمكن كل عضو على دراية بما ينبغي فعله وأيضًا سيصبح القائد على علم بما يمكن لفريق العمل فعله.
يعد هذا العامل من عوامل نجاح فريق العمل والأكثر أهمية، إذ يحدد التناغم بين القائد والأعضاء نجاح أو فشل المؤسسة بشكل كبير، بمجرد تعزيز الثقة والنزاهة والالتزام بين كل عضو وتواصل المدير بشكل فعال مع فريق العمل، فإن العمل سيسير وفق أداء عالٍ ومتميز، خلاصة القول إن العلاقة التكافلية هذه سيتوقف عليها النجاح والتميّز.
الإبداع والابتكار
إذا كنت صاحب عمل وترغب في التميز عن الآخرين في نفس مجالك، فاعلم أن العمل بجانب وجود رؤية محددة وجلية وتعزيز روح الابتكار والإبداع من جانب الفريق ككل، من الأمور الأساسية لنجاح المؤسسة وتقديم الأفضل، بالإضافة إلى التنافس الشديد بين كل عضو على صناعة التميز وتميز الصناعة في الوقت نفسه.
وليس بالأمر الحتمي أن يكون الشخص على درجة عالية من الابتكار والإبداع، ولكن ينبغي لك تعزيز هذه القيم وترسيخها في أذهان كل عضو، وتحفيزهم على التفكير بشكل ابتكاري واعتماد هذا الإبداع.
هذان المكونان لهما عظيم الأثر في تحقيق نجاح المؤسسة، إذ يعتبران مصدر إلهام لكل عضو بما في ذلك الرؤساء والمدراء، على سبيل المثال لا الحصر: قد يأتي وقت ولا تحقق أي مبيعات أو لم تنجح في تقديم خدمة ما للجمهور، لكن العصف الذهني في التفكير في طريقة جديدة لتقديم باقات هدايا أو خصم على الخدمة المقدمة قد يرفع من الإنتاجية ويحافظ على سير العمل على النحو المراد، كما أنه يحفز الفريق للمضي قدمًا.
اقرأ أيضا: صور ملهمة عن الجانب الخفي لكل وظيفة
العمل الجماعي
يكمن السر وراء نجاح أي شركة في العمل الجماعي، ينبغي لك كقائد تعزيز العمل الجماعي في مؤسستك، قبل أي شيء لا تستطيع أن تصبح مديرًا أو قائدًا إلا إذا كنت تتمتع بفريق عمل، ولا يمكن أن يكون لديك فريق إلا في ظل العمل الجماعي، والذي يهدف إلى ترتيب وتنسيق الأعمال التي يقوم بها كل عضو مع تقييم مهاراتهم الفريدة ومعارفهم التي تزودوا بها.
مما سبق نستنتج أن العمل الجماعي يخلق تآزرًا مع كل عضو ملتزم ويعمل بجد واجتهاد بغية تحقيق أهداف مشتركة، كما أنه يزيد من نقاط القوة الفردية لأعضاء الفريق لتقديم وإخراج أفضل ما لديهم؛ لهذه الأسباب وجب على كل قائد عمل أن ينمي مهارات العمل الجماعي للعاملين لتحقيق النجاح المنشود، إذ إن التأثير المشترك بين أفراد الجماعة أكبر بكثير من الجهد الفردي.
تحمل المسؤولية
من المهم أن تكون جديرًا بتحمل المسؤولية بمعنى أن كل الأشخاص يستطيعون إصدار الأوامر، ولكن ليس الجميع لديهم الشجاعة على الاعتراف بأي أخطاء أو خسائر وتحمل المسؤولية الكاملة، كونك رئيسًا أو قائدًا، ينبغي لك أن تتفهم مدى أهمية إظهار مثال لفريق عملك وتعترف بأخطائك، على سبيل لمثال: يمكن أن تتخذ قرارًا ويترتب عليه انخفاض في الإنتاجية أو حجم المبيعات، في هذا الوقت لا يجب أن تلوم فريقك على هذه النتائج، لأنه قرارك أولًا وأخيرًا، يمكن لموقف مثل هذا أن يبين كم أنت قائد جدير بتحمل المسؤولية.
شاهد أيضًا: التواضع.. وأبرز ملامح الشخصية القوية
وضع أولويات واضحة
تؤدي الأولويات المتضاربة إلى تطبيق فريق العمل أساليب وإستراتيجيات متضاربة أيضًا، ولكن في حال تحديد أولويات العمل بشكل جلي، حينها ستصبح جميع الأمور واضحة لفريق العمل وما الذي ينبغي إكماله أولاً، وبالتالي يتمكن من اتخاذ إجراءات بشكل مركز.
وبالمثال يتضح المقال؛ قد تمنح المؤسسة أو الشركة الأولوية لتعزيز معدلات رضا عملائها الكرام، على الفور يشارك الرؤساء الفعالون جميع التجارب التي مروا بها والتي تعبر عن مدى نجاحهم وتفوقهم، وذلك لتحفيز فريق العمل، يقومون بذلك عن طريق إيصال إرشادات واضحة وأمثلة حية تبين الأسباب الكامنة وراء اتخاذ الإجراءات.
الاستعداد للانخراط في مناقشة حول الأفكار
من عوامل نجاح فريق العمل أن يصبح القائد على أهبة الاستعداد للانخراط داخل مناقشات بشأن أفكار الأعضاء المقترحة، إذ قد تؤدي هذه النقاشات إلى صراع، ولكن قد يكون مجديًا، لأنه في حال لم يقدم الفريق أفكاره ومناقشتها، سيفقد فرصًا جيدة لإيجاد الحلول للمشكلات، بذلك ستتطور مهارات كل عضو في الفريق ويصبح النقاش مفيدا ومُجديا في النهاية.
شاهد أيضا: الفرق بين القائد والمدير.. أيهما أفضل للعمل؟
رؤية للمستقبل
أغلب رؤساء العمل الذين أثبتوا كفاءة وجدارة في عملهم يضعون رؤية واضحة للمستقبل، إذا كنت قائدًا، ينبغي لك أن تدرك أنه لا يمكن تحقيق تقدم إلا في حال تطور عملك وتغيره بطريقة ما، وحتى إذا خضت التجربة مرارًا وتكرارًا، فعلى الأرجح قد ينتج عن ذلك كارثة إذا لم تمتلك الأفكار حول ما ترغب في القيام به.
تمنحك الرؤية الواضحة للمستقبل وفريق العمل هدفًا تسعى إلى تحقيقه، بالتأكيد بصفتك قائد لا ترغب في أن يتباطأ سير العمل، أو أن يصبح الفريق غير مكترث بتطوير ما يفعلونه حقًا، ستمنحك فكرة المكانة التي تريد أن تصل إليها أو أن يكون عملك فيه بعد مرور عام، هدفًا للاستمرار والمتابعة لحظة بلحظة.
التوجيه نحو الأهداف
قد يكون صنع القرار هو الأصعب على الإطلاق في كونك قائد عمل، لكن من الأولى أن تكون هادفًا لاتخاذ خيارات صعبة، هذا العامل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحصول على رؤية واضحة للمستقبل؛ لأن الأمر بالكامل يرتبط بالبحث عن قرب لما قد يصبح عملك عليه بعد ذلك وليس ما هو عليه الآن.
وبما أنك تبذل قصارى جهدك في تحقيق الأهداف المتشبث بها، فهذا يعني أنك مخلص لعملك وشغوف به، وفي الوقت ذاته شخص مجتهد لن يعرف للاستسلام طريقا؛ حتى يتمكن فريق العمل من تحقيق أهداف المؤسسة، باختصار أنت القوة الرئيسة لعملك.
ختامًا… ركزت السطور أعلاه على عوامل نجاح فريق العمل التي تودي في النهاية إلى تحقيق أهداف المؤسسة التي تسعى إليها، وننوه كرة أخرى إلى أن النجاح يعتمد على جوهر الفريق أي الطريقة التي يتصرف بها في انسجام وتناغم، ويصبح وكأنه يغني كجوقة بدلاً من أداء منفرد، فور أن يصل الفريق بأكمله إلى النقطة التي يعمل فيها بأكمله كشخص واحد، حينئذ نقول إن هذا الفريق ناجح، ولا ننسى أن كل العوامل مترابطة ببعضها البعض، ولا بد من تحقيقها كاملة.