ذوو الاحتياجات الخاصة هو مصطلح يستخدم للأشخاص غير القادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، نتيجة ظروف صحية تمنعهم من ذلك، كما يحتاجون لكثير من الدعم حسب الإعاقة سواء جسدية أو حسية أو فكرية، وتكون بأساليب صحيحة تحت رعاية الأطباء المتخصصين، لذلك سنتناول بعض النقاط الهامة لكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وأهم الإستراتيجيات الصحيحة.
ما المقصود بذوي الاحتياجات الخاصة؟
يقصد بذوي الاحتياجات الخاصة، الأشخاص المصابين بحالة مرضية معينة تحتاج إلى عناية واهتمام خاص سواء من الناحية التربوية والتعليمية والصحية، لاختلافهم عن الأشخاص العاديين نتيجة الإعاقة التي يعانون منها.
ونتيجة ما تتعرض له تلك الفئة من مخاطر التنمر والعنف وسوء المعاملة، دفع الخبراء في تطوير الأساليب والطرق لكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل سليم، حيث تتضمن الحماية والسلامة الشخصية، كما تشتمل أيضًا على التحديات التي تواجه تلك الفئة من إعاقة فكرية أو جسدية أو إعاقة في النمو أو مشاكل عقلية.
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة للأطفال
إليكِ عزيزتي بعض الخطوات البسيطة التي تساعدك في التعامل مع طفلك إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يصبح قادرًا على التعامل مع زملائه والتفاعل معهم، دون أن يشعر باختلاف أو خوف وهي:
التفاعل مع الطفل
هناك بعض الفئات المجتمعية من الأسر التي تتجاهل التعامل مع أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، من حيث عدم التفاعل أو التواصل معهم وذلك خطأ شديد يجب الانتباه إليه، وذلك بالتحدث معهم بلغة بسيطة ليتمكنوا من فهمها، والحرص دائمًا على أن يتواجدوا معكم في كل مكان للاختلاط بالأهل والأصدقاء واللعب، فهذا يساعد كثيرًا على تطوير مهاراتهم العقلية والحركية.
كما أكدت العديد من الدراسات الطبية والنفسية أن التحاق الطفل بحضانة تتبع أنظمة الدمج تساعد في تنمية المهارات لذوي الاحتياجات الخاصة.
اقرأ أيضًا: باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.. خمسة صنعوا التاريخ!
مراقبة تصرفاته
يفضل أن تكوني أنتِ ذات الخبرة بالنسبة لحالة طفلك، فيجب أن تقرئي كثيرًا عنها وتتعرفي عن أهم الطرق التي تتبع للتعامل معه بشكل صحيح، وما هي أهم الأنشطة التي تناسب حالته، بالإضافة إلى التواصل مع الطبيب المختص لمتابعة ما يصل إليه طفلك من تطورات.
متابعة تصرفات الطفل من خلال معرفة ما هي الأشياء التي تساعده، والأشياء التي لا يريد فعلها هي أفضل الطرق للتواصل، إضافةً إلى ذلك يمكنكِ أن تتعرفي على نمط سلوكه فهذا يساعد كثيرًا في معرفة أهم التغيرات النفسية التي يمر بها أو التصرفات غير الطبيعية التي تصدر منه.
تعزيز الثقة بالنفس
ابتعدي تمامًا عن التقليل من شأنه أو إشعاره بأنه ليس بمستوى أصدقائه، وحاولي بقدر الإمكان التقليل من خوفك الزائد عليه، ورفضك لعبه مع أصدقائه، أو الخروج عن الحدود المطلوبة خشية أن يتعرض للأذى، فذلك يجعل الطفل ضعيفا وغير قادر على مواجهة الحياة، امنحيه دائمًا الثقة بنفسه، مع ممارسة التمارين الرياضية وتعزيز الأنشطة.
اقرأ أيضًا: قوة الشخصية والثقة بالنفس.. علامات تكشف عنها ونصائح لاكتسابها
تعزيز مهاراته الاجتماعية
الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى معاملة بحكمة وعقل، فعليكِ ألا تركزي كل مجهودك على تنمية مهارات طفلك الدراسية، وحالته الصحية فقط، وتبتعدي عن المهارات الاجتماعية فهي من أهم الأساسيات التي تساعده في الاختلاط بمن حوله، كما تعد من أهم التحديات التي يواجهها الطفل ذو الاحتياجات الخاصة.
تابعي دائمًا مع مدرسي أطفالك للتواصل معهم بشكل جيد، ويفضل أن يشاركوا في الأنشطة والرحلات المدرسية وأن يتحاور معهم.
كما يمكن تطوير قدرات طفلك من خلال اتباع الوسائل التكنولوجية، فهناك بعض التطبيقات والبرامج التي تم تصميمها لذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم لتنمية مهاراتهم.
إستراتيجيات التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
بسبب ما يعاني منه الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة دائمًا نبحث عن بدائل وإستراتيجيات لحل المشكلات والمضايقات التي يتعرضون لها، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع والأسرة، مما يوجب على كل الجهات والمؤسسات تقديم المساعدة، لكي يتخطوا كل الحواجز والعقبات التي يقعون فيها، ورسم ملامح مستقبلهم.
اقرأ أيضًا: كيف نفرق بين الحياء والخجل عند الأطفال
إستراتيجية الأسرة
تقع على الأسرة مسؤولية كبيرة ومنها تبدأ أولى الخطوات الأساسية التي يبنى عليها نجاح أي خطة علاجية لذوي الاحتياجات الخاصة، فعليهم أن يقتنعوا بطفلهم مهما كان نوع الإعاقة، وذلك من خلال مجموعة من الأساليب أهمها:
- الشعور بالواجب نحو أطفالهم والذي يبدأ بالحماية والاحتواء.
- الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة دون استحياء.
- بذل كل مجهود يساعدهم في الاندماج مع الحياة العامة والاجتماعية، وأن يشاركوا في المناسبات العائلية، فهم جزء لا يتجزأ من الأسرة.
- الشعور بوجودهم وإبعاد فكرة الإعاقة، فعلى الأسرة أن تبذل كل ما في وسعها لتنمية الروح المعنوية والمداعبة وعدم التقليل من شأنه، لينمو بداخله أنه مواطن قادر على تحقيق أهدافه.
إستراتيجية التربية والتعليم
أكدت العديد من الدراسات، أن البيئة الاجتماعية المحيطة بالطالب ذي الاحتياجات الخاصة تساعد على تحسين مستوى السمات الشخصية والسلوكية واللفظية، وتحسين الحركات الزائدة والتمرد والعصيان، فهناك بعض الإستراتيجيات التي تساعد المعلمين في التعامل مع ذوي الإعاقة في المدارس ومنها:
تعديل المناهج وطرق عرضها
يتم استخدام مناهج وأساليب تعليمية تركز على أن يكون المنهج مثيرا للطالب، كما يكون للمعلم دور كبير في عرض تلك المناهج باستخدام الوسائل التي تزيد من اهتمام الطالب مما تدفعه نحو التعلم.
اقرأ أيضًا: الشخصية الإدمانية.. عندما تأتي فرص النجاح من رحم المعاناة
تمثيل الطلاب داخل البلاد وخارجها
يفضل إتاحة الفرصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة لاستكمال تعليمهم عند الوصول إلى التعليم الجامعي في الخارج، حتى يتم الاستفادة منهم وعدم تهميشهم، كما يمكن أن تتاح الفرصة لهم بالمشاركة في عدد من المؤتمرات الداخلية للبلاد، حتى يصبحوا قادرين على الإبداع في كل الواجبات المكلفين بها.
إستراتيجية وزارة الصحة
إذا تحدثنا عن مهام وزارة الصحة لتلك الفئة، سوف نجد أنها لا تقل أهمية عن وزارة التربية والتعليم، حيث يقع عليها مسؤولية كبيرة منها الاهتمام بصحتهم وتوفير الدواء، وإنشاء ملفات صحية لكل شخص يعاني إعاقة معينة، وإعطائهم فرصة للتأمين الصحي، وعدم استثناء أي شخص منهم.
إعطاء دورات تدريبية وتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة، ويمكن إعطاؤهم فرصة للتوظيف بالقطاع الصحي.
فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
يحتاج ذوو الاحتياجات الخاصة إلى رعاية خاصة ومعلمين متخصصين، وذلك باتباع طرق سليمة وأساليب لائقة لا تشعرهم بالاختلاف، وهذا يقع على عاتق الكبار والصغار ومنها:
فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الكبار
هناك بعض القواعد للتعامل مع الأشخاص الكبار الذين يعانون احتياجات خاصة:
- رسم الابتسامة عند التعامل معهم.
- دائمًا يكون الحديث معهم بشكل إيجابي، وأن يبتعد تمامًا عن أي مضايقات أو مشاحنات أثناء الحديث.
- تقديم النصائح بشكل هادئ وتعليمهم عدم المبادرة بالقيام بأي عمل دون سؤال الآخرين.
- إذا كان الشخص يعاني إعاقة سمعية يفضل لمس كتفه حتى يلفت انتباهه بأن أحدا يتحدث معه.
- في حالة الإعاقة البصرية فمن الأفضل لمسه حتى يعرف أن هناك شخصا يتحدث معه، كما يفضل أن يوصف المكان الذي يتواجد فيه وذكر أسماء الأشخاص المحيطين به.
فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الصغار
يفضل تنبيه الأطفال الصغار والمراهقين الذين يتعاملون مع أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بأن يتعاملوا معهم بطرق صحيحة وهي:
- ننمي دائمًا داخل أطفالنا أن الإعاقة ليست أمرا مخيفا وأنه شخص طبيعي.
- التعامل معهم بشكل طبيعي وعدم شعورهم بالتفرقة.
- التحدث معهم بنفس الطريقة التي نتحدث بها مع الأطفال الطبيعيين.
- الاهتمام بنقاط القوة لديهم وإظهار مواهبهم والتعامل معها وتشجيعها.
- إعطاؤهم الفرصة من أجل مساعدة الآخرين، وذلك لمن يحتاج المساعدة من حولهم.
- تشجيعهم على استخدام أدواتهم والظهور بها بشكل طبيعي، وعليهم تقبل حالتهم، كما يفضل تعليم من حولهم أن يتقبلوا هذه الاختلافات.
التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو الإعاقات الذهنية قد يكون شاقا على الأسرة وبالأخص الوالدين، ولكن بمجرد معرفة الحالة الصحية التي يمر بها أبناؤهم وطريقة التعامل معها، سوف يكون الأمر سهلا مع قدر من الصبر والاحتواء للأطفال وتعزيز الثقة بالنفس، حتى يصبح شخصا فعالا داخل المجتمع.