قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، هذه الآية القصيرة تحمل في مكنونها بعض دلالات وأسس مقومات الزواج الناجح، القائم على جمع الشمل والتآلف بين قلبين غريبين والعيش في سكينة وطمأنينة، وهذا ما نسعى إلى تقديمه في سطور موضوعنا هذا، فتابع معنا، وقراءة ماتعة نرجوها لك.
الزواج
الزواج هبة عظيمة منَّ الله بها على خلقه ورغب فيه، ولكن يجب أن يكون كلا الطرفين على يقين تام بأسس ومقومات الزواج الناجح حتى تقوى العلاقة بينهما.
إذ يتوقف نجاح الزيجات على الزوج الصالح الذي يعد الأساس المتين للأسرة ومصدر قوتها، والزوجة الصالحة التي تتمتع ببعض الصفات الحميدة والتغاضي عن الأخرى التي تعكر وتكدر صفو الحياة، وحتى إذا كنت مقبلا على الزواج، فاكترث باللبنات الأساسية لزواج ناجح وسعيد.
مقومات الزواج الناجح
بعض الأشخاص يعتقدون أن مشاركة الحياة مع شخص آخر قد تكون عائقًا كبيرًا أو تمثل تحديًا صعبًا، لا سيما إذا لم يكن لدى المرء خبرة في التعامل مع الآخرين، تتطلب الزيجات السعيدة والناجحة بعض المفاتيح السحرية والتي تشكل أهمية بالغة في حياة الزوجين للعمل عليها كل يوم لإنجاح الزواج والعيش في سعادة غامرة ومودة ورحمة، وهذا لن يتأتى إلا من خلال اللبنات الأساسية الآتية:
اقرأ أيضًا: لمسة الحبيب مسكن قوي وتخفف آلام الولادة!
الحب
أول مقومات الزواج الناجح، إذ يعد في جوهره قرارا بالبقاء مع الشخص الآخر طيلة العمر، إنه أكثر بكثير من مجرد عاطفة عابرة مثلما تتم قراءتها في الروايات الرومانسية أو عرضها في التلفزيون، في الحقيقة تأتي المشاعر وتذهب، ويبقى يقينك وإيمانك الكامل بتمسكك بقرارك الحقيقي بالبقاء مع شريكك هو الأقوى ويدوم إلى الأبد، وهذا ما تبنى عليه العلاقة البناء والمثمرة.
إن الالتزام بقرارك خلال العثرات وعندما تصبح الأمور على ما يرام وبعد خوض كثير من تجارب الحياة المؤلمة، نابع بشكل أساسي من الحب الحقيقي للطرف الآخر.
التواضع
من منا لم تكن لديه نقاط ضعف! جميعنا لدينا عيوب تظهر بشكل أو بآخر في ظل وجود ميثاق متين ألا وهو الزواج، ولكن القدرة على الاعتراف بأنك لست الشخص المثالي، وأنك حتمًا سترتكب أخطاء وتحتاج إلى من يسامحك، من أسس ومعايير الزواج الناجح، في حين أن تمسكك بموقف التفوق على شريكك ستكون عواقبه الاستياء ويعرقل المضي قدمًا.
قف مع نفسك برهة، وإذا كنت بالفعل تعاني هذا، فيمكنك تجربة طريقة سهلة في التخلص منها من خلال تدوين 3 أشياء يفعلها شريكك بشكل أفضل منك، هذه الطريقة تساعدك على البقاء متواضعًا.
اقرأ أيضًا: أعراض التوحد عند الكبار.. وما تأثيرها على الزواج؟
الترابط بين العائلتين والأصدقاء
أحد مقومات الزواج الناجح أيضًا، ولكن يتم التغاضي عنها من قبل كثيرين، ولكن إنشاء رابطة قوية مع الأشخاص المقربين لشريكك وسيلة لتوطيد العلاقة بينكما والوصول إلى قلب شريكك، إذا كنت تتناغم مع المحيطين وتجيد التواصل مع الآخرين، فهذا يساعدك على جعل حياتك الزوجية أكثر سعادة، ناهيك عن تقوية الرابطة بينكما.
التواصل الفعال وبشكل متكرر
أحيانًا قد يكون مصير بعض الزيجات الانفصال، ويرجع ذلك إلى افتقار عنصر التواصل الفعال في العلاقة بين الشريكين، إذ يعد التحاور من اللبنات الأساسية للحفاظ على زواج ناجح، حاول أن تأخذ الصراحة مسلكًا لك وتعبر عن ما ينتابك من مشاعر أو بشأن ما يراودك من أفكار، لكن ينبغي لك أن تكون لطيفًا وعلى قدر كبير من الاحترام عند التواصل مع شريكك.
جنبًا إلى جنب، جزء من التواصل الجيد هو أن تكون مستمعًا جيدًا وأن تعطي نفسك الوقت اللازم لإدراك وتفهم ما يريده شريكك ويحتاجه منك، لا تجعل الاقتصار على الحديث فيما بينكما على أشياء كفواتير الكهرباء والاحتياجات المنزلية أو الأطفال، ولكن اجعل خطوط الاتصال مفتوحة عن طريق الحديث كثيرًا ومشاركته كل ما يدور في ذهنك من أفكار، أو ينتابك من مشاعر.
إظهار الامتنان لشريكك
معيار آخر من ضمن مقومات الزواج الناجح وهو إخبار شريكك بأنك ممتن لوجوده في حياتك، من خلال تقدير بعضكما البعض، على سبيل المثال: عندما يقوم شريكك بطهي العشاء أو التسوق أو مساعدة الأبناء في واجباتهم، من المهم قضاء بعض الوقت كل مساء ليبوح كل منكما للآخر بشيء واحد كنت تقدره في يومه هذا وعدم إيصال فكرة أنه واجب عليه، لأنه في حال أحس أنه واجب عليه، سينجم عن ذلك محو كل ذرة حب رويدًا رويدًا إلى أن يضمر تمامًا.
تخصيص وقت لكما كزوجين
في ظل الانغماس في دائرة الحياة وكثرة الأعباء اليومية من مهام العمل أو الأسرة، قد يصبح من السهل فقدان عامل الرومانسية والحميمية بينكما، ولكي تستعيدا الانتعاش والاسترخاء والاستمتاع بصحبة بعضكما البعض، يمكن أن تخطط في المناسبات الخاصة للخروج في نزهة.
اقرأ أيضًا: التواضع.. وأبرز ملامح الشخصية القوية
توفير مساحة من الخصوصية
تخصيص وقت معين شخصي لا يقل أهمية عن العامل السابق، يحتاج كل شريك بمفرده إلى بعض الوقت لإعادة التفكير والاسترخاء والتمتع ببعض الأنشطة المفضلة، عادةً ما تتغاضى عن هذا الوقت عندما تكثر الأعباء الأسرية لا سيما في وجود أطفال، ولكن حاول بقدر المستطاع أن توفر ساعة على الأقل أسبوعيًا للخروج مع أصدقائك أو القيام بعمل تطوعي، أي شيء تفضل القيام به وتجده مثريًا لك.
الاهتمام
بين الفينة والأخرى اللمسات الحانية هو كل ما يتطلبه الأمر، إياك والبخل على شريكك من مشاعرك، قد تبدو الكلمة الطيبة التي توجهها له هينة ولكنها قد يكون لها عظيم الأثر في نفس الطرف الآخر، واعلم جيدًا أن الملل والرتابة من حديث شريكك هي الآفة الخفية التي تؤدي إلى تدمير العلاقة الزوجية بينكما، بالإضافة إلى عدم الاكتراث بما يقوله الآخر، باختصار إذا تعرض شريك حياتك لوعكة صحية أو أزمة في مكان عمله، فاجعله جلَّ اهتمامك.
القدرة على التفاهم
يشكل النقد والمماطلة والازدراء تهديدات خطيرة على الحياة الزوجية، وكلما انخرط الزوجان في هذه الأفعال غير المرضية والمدمرة، زادت احتمالية انفصالهما، ولكن على العكس عندما يكون هناك تفاهم بين الزوجين ويدركان كيف يتناقشان دون أن يكونا معاديين لبعضهما البعض، تسهل الاستجابة بشكل سريع لرغبات بعضهما البعض، لتعويض أي نزاع يحدث بعد كل مشكلة أو تحاور وإصلاح العلاقة.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر نوم الزوجين في توقيت واحد على الحياة الزوجية؟
التسامح
عندما نخص الحديث بالزواج، نجد أنه أكبر من العلاقات العابرة، فلا ينبغي لك الشكوى من الطرف الآخر مهما حدث، جميعنا يخطئ، لذا من المهم التغاضي عن أي شيء يجعل شريكك غاضبًا، من الضروري أن تتعامل مع مشاعرك وتتركها وتمضي قدمًا، إياك وأن تستمر في ذكر الماضي وما به من سقطات أو أخطاء، فقط فكر كيف تتقرب إليه واستعد بعض الذكريات الجميلة التي تشاركتماها سويًا، ستزول المشكلة بشكل تدريجي.
أخيرًا وليس آخرًا… تذكر دومًا أن تظل ملتزمًا بالعهود والمواثيق المتينة التي عقدت بينكما، ودعم بعضكما البعض عاطفيًا وبأساليب مختلفة، قد تكبر أنت وشريك حياتك وتتغير علاقتك بمرور الوقت، ولكن مقومات الزواج الناجح المطروحة أعلاه قد تساعد حياتك الزوجية على البقاء على مر السنين.