ربما أصيب أحد أقاربك بحادث مروّع أدى إلى دخوله في غيبوبة، حينها ينتابك بعض التساؤلات جراء الخوف والفزع المسيطر عليك، مثل: ماهيتها، هل تشبه شلل النوم المخيف الطويل؟ هل يشعر المريض بمن حوله؟ هل يمكن الاستيقاظ من الغيبوبة؟ كل هذا وأكثر سنطرحه تاليًا، تابع معنا.
الغيبوبة وأسبابها
يشير هذا المصطلح المخيف إلى حالة من فقدان الوعي لفترة طويلة، والنشاط الدماغي يكاد يكون ضئيلًا للغاية، وقد تحدث نتيجة لإصابة ما أو مرض جسدي، وهناك حالات نادرة جدًا لا يظهر المريض فيها أي استجابات أو حركات مقصودة، وتظل أعينه مغمضة لا يمكن إيقاظها.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة المزرية، والتي تكون بمثابة مظهر من ضمن مظاهر الدفاع المرضي للجسم عن طريق أي مرض آخر، وتتضح هذه الأسباب جلية فيما يلي:
- الجلطات الدماغية.
- استنشاق مواد وغازات سامة خطيرة كالرصاص أو ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تعرض الإنسان لدرجة سمية شديدة تودي به إلى الغيبوبة.
- إصابات الدماغ التي تنتج من إثر التعرض لحوادث السير المروعة.
- الإصابة بالالتهابات العصبية الخطيرة كالتهاب السحايا.
- الأمراض السرطانية الخاصة بالدماغ.
- زيادة معدلات السكر في الدم.
نسبة الاستيقاظ من الغيبوبة
في الحقيقة التعافي من الغيبوبة لا يمكن التنبؤ به، وفي بعض الأوقات لا يمكن تفسيره، إذ لا يمكن الاعتماد على نسبة الاستيقاظ من الغيبوبة من خلال الإحصائيات والأرقام، ولكن الأسباب التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالغيبوبة هي التي يتحدد على أساسها نسبة الإفاقة وما إذا كانت سترتفع النسبة أم ستكون ضئيلة، وجدير بالذكر أن هناك بعض العوامل التي من دورها تشكل خطرًا داهمًا على حالات الغيبوبة مما يؤدي إلى توقع التعافي منها أو تأخر الشفاء منها على أقل تقدير، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- المضاعفات التي تخص الجهاز البولي وأكثرها شيوعًا وجود التهابات شديدة في المثانة.
- المضاعفات الناجمة من إثر التعرض للجلطات في مناطق مختلفة من الجسم كالقدمين.
- المضاعفات التي تحدث خلال فترة الغيبوبة وخاصةً إذا طالت المدة كضمور العضلات ومضاعفات انعدام الحركة.
اقرأ أيضًا: فقدان الذاكرة المؤقت ومعناه على الحقيقة
ما هي أعراض الاستيقاظ من الغيبوبة؟
قبل الخوض في مؤشرات الاستيقاظ من الغيبوبة، يجب أن تعي جيدًا أنه يوجد نوعان من الحالات التي تتعرض للغيبوبة، أولها: الحالة السيكولوجية التي تدرك كافة ما يدور حولها وتتفاعل مع كل العلاجات الطبية، وثانيها: هي الحالة التي يطلق عليها الإنباتية المستدامة، وللأسف الشديد لا يمكنها التفاعل والاستجابة لأي طرق علاجية متبعة أو محفزات نفسية، أما عن حديثنا بخصوص علامات الاستيقاظ من الغيبوبة، فتتمثل فيما يلي:
- من أول المؤشرات التي تؤكد قرب التعافي من الغيبوبة فتح العينين والاستمرار على هذا الوضع فترة زمنية حتى في حال عودته إلى الغيبوبة مرة أخرى، إذ يؤكد ذلك أن الوضع لن يدوم فترة طويلة وأن المريض كاد أن يستجيب للعلاج.
- إذا قام الطبيب بوخز المريض واستجاب لهذا الأمر من خلال شعوره بالألم، فهذا يؤكد أيضًا قرب الاستيقاظ من الغيبوبة.
- تحريك أي من عضلات الوجه وكأنه يريد أن يعبر عن شيء ما.
- التنفس المنتظم دون مواجهة أي عراقيل في الجهاز التنفسي.
- استجابة المريض للضوء سواء كان ساطعًا من ضوء المستشفى أو الخضوع لبعض الفحوصات.
تجدر بنا الإشارة إلى أن أعراض الاستيقاظ من الغيبوبة تعد جزءا من التعافي والإفاقة فقط، ولكنها ليست أساليب علاجية، لذا سنتطرق أدناه بعض الأساليب العلاجية المتبعة في مثل هذه الحالة.
اقرأ أيضًا: علاج مرض الصدفية بالأعشاب
مراحل الاستيقاظ من الغيبوبة
كما ذكرنا أن الغيبوبة قد تستمر بضعة أسابيع، وخلالها يبدأ المريض الإفاقة بشكل تدريجي، لذا سنتطرق تفصيليًا فيما يلي إلى مراحل الاستيقاظ من الغيبوبة واستعادة الوعي:
المرحلة الأولى
بمجرد إصابة الشخص بالغيبوبة، يبدو وكأنه في نوم عميق، وهذه أولى المراحل التي يمر بها وفيها لا يمكن أن يستجيب لأي حركة تحدث حوله أو صوت أو لمسة، كما أنه لا يمكنه التفاعل أو إصدار أي تعليمات أو توجيهات، وبهذا تكون تعرفت على إجابة سؤال: بماذا يشعر الإنسان في الغيبوبة؟
المرحلة الثانية
خلال هذه المرحلة، يستجيب المصاب للأصوات أو الحركات أو أي همسة، ولكنها تتميز بالبطء الشديد.
المرحلة الثالثة
خلال هذه الفترة، تتطور الاستجابة لدى المريض وتصير أكثر يقظة من سابقتها، بإمكانه الاستجابة للمحيطين به والتفاعل مع الأصوات والحركات أو الإحساس بمن حوله كأن يشعر بالألم عند وخزه كردة فعل منه، أو يحرك رأسه في اتجاه الصوت، جنبًا إلى جنب فإنه يتمكن من التفاعل مع التوجيهات البسيطة كقبض اليدين أو فتح العينين.
المرحلة الرابعة
تبدأ الصعوبة في هذه المرحلة، إذ يرتبك المريض وتصيبه حالة من الاضطراب والهلع بشأن تواجده في هذا المكان وما حدث، ويصبح قادرًا على القيام ببعض الأنشطة المعتادة كتناول الطعام أو ارتداء الملابس مع مواجهه بعض العراقيل، قد تكون ذاكرته قصيرة المدى ويتذكر الذكريات الماضية.
المرحلة الخامسة
يكون المصاب أكثر إفاقة وإيقاظًا، ولكن قد تصيبه بعض المشكلات الخاصة بالتعليم وترتيب المعلومات، كما أن تنفيذ التوجيهات خطوة بخطوة لأنشطة معينة له عظيم الأثر في الرحلة العلاجية وتحسين الذاكرة والتركيز.
المرحلة السادسة
يبدو وأن سلوكيات المريض تتحسن بشكل ملحوظ ويصبح أكثر استجابة عن المراحل السابقة، إذ يستطيع تذكر ما حدث على مدار اليوم والحياة بالإضافة إلى معرفة الوقت، ناهيك عن تحسنه عند القيام بالأنشطة اليومية المعتادة، وتصبح عملية التعلم سهلة أكثر من أي مرحلة مضت، ولكن هناك فروقا بين الأشخاص إذ قد يعاني بعض المرضى من صعوبة في ربط الأفكار ببعضها البعض.
المرحلة السابعة
يتحسن المصاب ويصبح قادرًا على القيام بالمهام الأساسية بشكل تلقائي دون أن يشعر بأي صعوبات أو مشكلات، ولكن تبقى القدرة على التركيز بشكل جيد وحل المشكلات، مشكلات أساسية يعاني منها، كمنعه من قيادة السيارة حتى لا تسبب له إزعاجا.
المرحلة الثامنة
ها هي المرحلة النهائية من مراحل الاستيقاظ من الغيبوبة، يستطيع المريض تذكر كل ما يحدث في الوقت الحاضر وأحداث الماضي، ولا يحتاج إلى ما يوجهه عند القيام بالمهام الأساسية.
اقرأ أيضًا: أقوى الأعشاب الطبيعية للتخسيس
دعاء الاستيقاظ من الغيبوبة
كل مسلم يتضرع إلى الله بالدعاء في كل وقت في السراء والضراء لا سيما عندما يشتد عليه المرض، إذ يصبح في هذا الوقت في أمس الحاجة إليه آملًا في الشفاء العاجل ورفع المرض عنه، أما بشأن دعاء الاستيقاظ من الغيبوبة فلم يرد نص صريح وواضح يقال في هذا الوقت، ولكن أدعية الشفاء كثيرة ومتعددة، يمكن ترديدها بشرط عدم مخالفتها لأوامر الشريعة الإسلامية، ومن ضمنها ما يلي:
- “إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، يا رب اشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، يا رب أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يا رب العالمين، اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير”.
- “اللهمّ يا سامع دعاء العبد إذا دعاك، يا شافي المريض بقدرتك، اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقمًا، اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية يا رب العالمين يا أكرم الأكرمين إنك على كل شيء قدير”.
- ” اللهم إني وضعت -يذكر اسم المريض- في ودائعك يا الله وودائعك لا تضيع أبدًا اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقمًا يا رب العالمين يا أرحم الراحمين إنك على كل شيء قدري فاشفه وتولّه وارحم ضعفه وعافه يا رب العالمين”.
وهكذا تعرفت على جميع ما يخص الاستيقاظ من الغيبوبة سواء مراحلها، أعراضها، أسبابها، ولكن نريد أن ننوه مرة أخرى إلى أن الدعاء والتقرب إلى الله من أضمن طرق الإفاقة واستعادة الوعي.