يعد تعرق اليدين والقدمين مشكلة صحية تسبب إزعاجا وإحراجا لصاحبها، نظرًا للحاجة المتكررة إلى مصافحة الآخرين ولمس الأشياء، لذا كان موضوعنا اليوم عن أبرز أسباب هذه المشكلة والطرق العلاجية الناجعة للتخلص منها، مع باقة متنوعة من النصائح والسبل الوقائية للحد منها.
ما هو تعرق القدمين واليدين؟
قبل الخوض في الأسباب التي تؤدي إلى التعرق المفرط لليدين والقدمين، يجب العلم بأن من ضمن النعم التي منَّ الله بها على عباده هي الغدد العرقية التي تفرز العرق بطريقة طبيعية، بهدف ضبط درجة الحرارة الداخلية للجسم وطرد أي سموم مكنونة به بصفة مستمرة، وغالبًا ما تتعلق استجابة الغدد العرقية بمجموعة من العوامل كالرطوبة، المناخ، النشاط البدني وما إلى ذلك، هذه العملية طبيعية ولا يوجد فيها أي أذى للإنسان.
ولكن تكمن الخطورة إذا ازداد نشاط الغدد العرقية عن النسق الطبيعي، وجدير الذكر أن هذا النشاط الزائد ليس له صلة بحرارة الطقس، أو درجة حرارة الجسم، ولكن تفرز هذه الغدد العرق في راحتي القدمين واليدين بشكل مبالغ فيه، فما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بفرط التعرق؟
أسباب فرط تعرق القدمين واليدين
غالبًا ما يتم التغافل عن هذه المشكلة من قبل كثيرين ولا يكترثون بها اعتقادًا منهم بأنه أمر طبيعي ولا يستدعي القلق، ولا يأتي في مخيلتهم أن التعرق الغزير لكلا اليدين والقدمين قد يكون دلالة على مشكلة وخيمة، ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى هذا ما يلي:
- مرض السكري: هؤلاء الذي يستهلكون الأنسولين بشكل مستمر هم الأكثر عرضة للتعرق الغزير لا سيما خلال الليل، إذ يعد رد فعل طبيعيا على إنتاج الأدرينالين بشكل زائد بسبب الانخفاض الواضح في معدلات الجلوكوز في الدم.
- الحمل: إذ تعد الهرمونات المذنب الوحيد في فرط تعرق اليدين والقدمين خلال الحمل، ونخص بالذكر هنا هرمون البروجسترون، وتلعب زيادة تدفق الدم إلى الجلد دورًا كبيرًا في زيادة إفراز الغدد العرقية.
- مشكلات الجهاز العصبي: القلق والتوتر هما خير أمثلة على هذه المشكلات والتي من شأنها التأثير على إفراز الأدرينالين من الجسم، وبالتالي زيادة تعرق راحتي اليدين والقدمين.
- زيادة نشاط الغدة الدرقية: تعد زيادة التعرق دليل جلي على وجود مشكلة ما أو خلل في الغدة الدرقية، الأمر الذي ينجم عنه عدم قيامها بوظائفها على أكمل وجه وهي تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية.
- النشاط البدني: يلعب مستوى النشاط البدني دورًا مهمًا في زيادة التعرق وخاصةً لدى الأطفال الذين تخطوا 7 سنوات، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى كالإصابة بالحمى والمشكلات الأيضية، جميعها عوامل ينتج عنها زيادة التعرق.
أعراض فرط تعرق اليدين والقدمين
كما ذكرنا أعلاه أن التعرق أمر طبيعي لا بد منه لتنظيم درجة حرارة الجسم، ولكن هناك بعض الأعراض التي تنتاب الشخص وتكون دلالة واضحة على فرط التعرق، والتي حينها يجب استشارة مختص أو اتباع العلاجات الطبيعية للتقليل منها، من أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- في حال استمرار التعرق بعد الاستحمام أو في الأجواء شديدة البرودة.
- من ضمن الأعراض الواضحة لفرط التعرق عدم جدوى مزيلات العرق بأي نفع على الإطلاق.
- بلل الملابس بشكل مستمر وخاصةً الداخلية التي تغطي الثنيات.
- انبعاث روائح كريهة غير محتملة.
علاج تعرق اليدين والقدمين
ثمة عدد من الخيارات المتاحة للحد من مشكلة التعرق المفرط لليدين والقدمين، وهي كما يلي:
مضادات التعرق
تتضمن مزيلات التعرق أملاح الأمونيوم بمعدل يصل إلى 30%، وهذه النسبة كافية لإغلاق القنوات المسؤولة عن الغدد العرقية مؤقتًا، وبالتالي التقليل من كمية العرق، يمكن شراؤها على شكل بخاخ أو كريم، ولكن احرص على تطبيقها ليلًا لضمان امتصاص الجلد لها، من مميزات هذه المزيلات أن مفعولها يستمر لمدة طويلة.
اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتجنب جفاف البشرة في رمضان
العقاقير المضادة للكولين
تعمل الأدوية المضادة للكولين على تحجيم الغدد العرقية وبالتالي التقليل من كمية العرق التي يتم إفرازها، ولكن ينبغي الحذر عند تناولها، إذ يجب استشارة طبيب مختص خاصةً لهؤلاء الذين يعانون من اضطرابات قلبية، بالإضافة إلى أن هذه العقاقير قد تتعارض مع أنواع أخرى.
حقن البوتكس
يلجأ بعض أطباء الأمراض الجلدية إلى حقن البوتكس لحل مشكلة التعرق المفرط، إذ من دورها توقف الأعصاب الحسية، وبالتالي الحد من انتقال الإشارات العصبية المحفزة لعملية التعرق إلى الغدد العرقية، جدير بالذكر أن هذا النوع من العلاجات حديث العهد، ونتائجه تستمر من فترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.
التدخل الجراحي
غالبًا ما يكون التدخل الجراحي هو الملاذ الأخير لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من فرط تعرق اليدين والقدمين، إذ تتضمن العمليات الجراحية إزالة الغدد العرقية، أي قطع الأعصاب المسؤولة عن العرق وتدميرها.
علاجات طبيعية للتقليل من فرط التعرق
إذا كنت تعاني من مشكلة تعرق اليدين والقدمين بشكل زائد عن الحد الطبيعي، فيمكنك تجربة أي من العلاجات الطبيعية التالي ذكرها للسيطرة على الوضع وتحجيم المشكلة شريطة استشارة طبيب مختص:
اقرأ أيضًا: إضافة إلى الإبط.. مناطق في الجسم تتطلب استخدام مزيل العرق
الفحم
يحتوي الفحم على خاصية امتصاص الرطوبة من الجسم، ويمكن الاستفادة منه للتقليل من التعرق الغزير من خلال وضع قطعة من الفحم المنشط في كأس من الماء الفاتر واستهلاكه قبل الوجبات، مع التحذير من تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الأمعاء.
الطماطم
تلعب الطماطم دورًا حيويًا في خفض درجة حرارة الجسم الداخلية، مما يسهم في التقليل من إفراز التعرق، استهلك كوبين من عصير الطماطم يوميًا أو دلك المناطق المصابة بشرائح من الطماطم.
خل التفاح
يعد خل التفاح من ضمن المكونات الطبيعية التي تجدي فائدة كبيرة في التقليل من فرط تعرق راحتي اليدين والقدمين من خلال الحفاظ على المسام وتضييقها، كما أنه يضمن التوازن الهيدروجيني للجسم، اتبع ما يلي لاستخدامه بشكل صحيح لتحقيق الغاية المنشود إليها:
- مزج كميات متساوية من ماء الزهر وخل التفاح.
- تطبيق هذا المزيج على راحتي القدمين واليدين 3 مرات يوميًا.
- يمكن استخدام خل التفاح بشكل آخر من خلال استهلاك خليط من الخل والعسل مرتين في اليوم الواحد.
المأكولات المشبعة بالمغنيسيوم
يمكن السيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية من خلال تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، بالإضافة إلى أنه يحيد المركبات الكيميائية فيمنع من انبعاث روائح كريهة ومزعجة، وأفضل الأمثلة على هذه المأكولات: البطاطا، الأفوكادو، الخضروات الورقية والموز.
نصائح لكيفية التعامل مع التعرق الغزير
اتباع هذه النصائح المرفقة أدناه، سيسهم بشكل كبير في تحجيم المشكلة بقدر المستطاع:
- ضرورة الإسراع إلى استشارة طبيب الأمراض الجلدية في حال كان الوضع متفاقمًا وناتجًا عن بعض المشكلات الصحية الأخرى.
- عدم الإجهاد والتعب ومحاولة الحصول على القسط الكافي من الراحة.
- الحرص على تجفيف اليدين والقدمين بشكل جيد عقب غسلهما.
- غسل الحذاء بشكل أسبوعي وتعريضه للشمس مع الابتعاد عن ارتداء الأحذية الضيقة.
- التحكم في التوتر والقلق من خلال اتباع بعض التقنيات كالتنفس العميق والتأمل.
- تطبيق بعض مضادات التعرق التي لا تحتوي على مواد كيميائية على راحة اليدين قبل الذهاب إلى النوم.
ختامًا وبعد التعرف على كل ما يخص تعرق اليدين والقدمين من أسباب وأعراض وطرق علاج طبية وأخرى طبيعية، في حال انتابك أي أغراض بخلاف التي تم ذكرها آنفًا كالقشعريرة والحمى والغثيان أو ظهور تأثير سلبي عند القيام بالأنشطة اليومية، فقد تكون مشكلة التعرق هذه تدل على وجود مشكلة وخيمة للغاية، حينها اللجوء إلى طبيب الجلدية هو الحل الأمثل.