بعد عملية جراحية معقدة استغرقت نحو 4 ساعات، تمكن أطباء مستشفى ج. ك. لين، التي تقع في مدينة جايبور الهندية، من فصل طفلة حديثة الولادة من رأس توأمها غير المكتمل.
إذ ولدت الطفلة الصغيرة، ومعها رأسا لتوأم لم يكتمل نموه، متصلا بالناحية اليسرى من معدتها، علاوة على وجود يد ثالثة معلقة من ناحية الصدر، وهو ما أذهل الأطباء عند رؤيتهم إياه، حيث أكدوا أن نسبة حدوث شيء مثل هذا لا تتعدى المرة الواحدة في كل مليون حالة ولادة.
وأرجع الأطباء هذا إلى عدم انفصال أجنة التوأم بالشكل المناسب داخل رحم الأم، مما أدى لنمو جنين واحد منهما على حساب الطرف الآخر.
وكان الأمر بدأ عندما علمت الأم من خلال أشعة السونار أنها سترزق بتوأم، بعدها مرت بعملية ولادة قيصرية حملت معها العديد من الآلام الطاحنة بحسب ما أكدت، ليفاجأ الأطباء بهذا الوضع الصعب، والذي تطلب جراحة سريعة، لفصل الطفلة عن تومها ذو الرأس غير مكتملة الملامح، والذي كان للأسف يتغذى على إمدادات الدم الخاصة بالطفلة الرضيعة، ويمنع عنها العناصر الغذائية اللازمة لنموها الصحيح.
حالة نادرة جدا
يقول والدا الطفلة، اللذان يعملان في إحدى المزارع الهندية، إن موافقتهما على إجراء المستشفى لعملية الفصل، لم تأت إلا بعد الحصول على تطمينات عدة من جانب الأطباء المسئولين عن تلك الجراحة، فقد كانا يفكران في وضع إبنتهما بقلوب يعتصرها الألم والقلق، وكانا في غاية التشاؤم بشأن نجاة طفلتهما الرضيعة بعد فصل رأس توامها.
ورفض الأطباء الحصول على أي مصاريف خاصة بتلك العملية الناجحة، مكتفين بالمجد العلمي والصيت.
يقول الطبيب برافين ماثيور رئيس قسم جراحات الأطفال بالمستشفى: “هي حالة نادرة جدا بالفعل، والأكثر تعقيدا أن التوأمين كانا يتشاركان في الأوعية الدموية، علاوة على اتصالهما ببعض من ناحية الصدر. لذا فبعد دراسة الموقف من جانب فريق كامل من الأطباء الرائعين، قمنا بتنفيذ العملية الصعبة، ونجحنا في فصل الطفلة الرضيعة” .
الآن، يبدو أن الطفلة الصغيرة، والتي لم تسمى حتى تلك اللحظة، تتماثل للشفاء بشكل مذهل، بعد أن خضعت لجراحة ملحمية، لم يحصل من خلالها أطباء مستشفى ج. ك. لين على أي مقابل مادي، ولكنهم حصلوا على الكثير من الاحترام من جانب كل من تابع تلك القصة، وتحديدا من قبل والدي الطفلة.