تتوقف كل أمورك اليومية التي اعتدت القيام بها، حيث يتفشى الألم في نصف رأسك الأيسر، ويتوسع حتى يؤثر على الصدغ والأسنان والأذن، حتى الضوء المنبعث من هاتفك يبدو وكأنه عبارة عن كتلة ضخمة من الألم، تستعد لأخذ قسط من النوم والراحة وللأسف دون جدوى ولم تعرف ما السبب وراء هذا الألم: هل هو نوبة صداع نصفي أم أي شيء آخر؟ ولكي تعرف كيف يمكن التعامل معه، لا بد من معرفة أسباب الصداع النصفي الأيسر التي سنذكرها على حدى أدناه.
أسباب الصداع النصفي الأيسر
غالبًا ما يتلاشى الصداع في غضون ساعات قليلة، ولكن يبدو الأمر مزعجًا للغاية في حال استمر الألم أيام وكان السبب غير معروف، فيتسلل القلق والشك إلى قلبك من جراء الإصابة بأمراض صحية خطيرة، لذا سنكتشف سويًا أبرز هذه الأسباب التي من شأنها تعكير صفو يومك وتعطيلك عن أداء أبسط أمورك اليومية والتي تتراوح من عوامل نمط الحياة إلى الإكثار من تناول العقاقير:
عوامل نمط الحياة
ليس غريبًا أن تسهم بعض عوامل نمط الحياة وسلوك الشخص في الإصابة بالصداع المتكرر، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
الكحول
معظم المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكحول غنية بمركب يسمى الإيثانول، وهي مادة كيميائية من شأنها الإصابة بالصداع من خلال توسيع الأوعية الدموية.
عدم الانتظام في تناول الوجبات
من أبرز أسباب الصداع النصفي الأيسر هو التغافل عن تناول الطعام بالشكل الكافي، إذ تتطلب الدماغ الغذاء المناسب لتعمل على النحو الأمثل، وبالتالي قد يحدث انخفاض ملحوظ في معدلات السكر في الدم، فيؤدي ذلك إلى الإصابة بالصداع كرد فعل تنبيهي من الجسم للشخص.
الإجهاد
في حال كان الشخص تحت ضغط شديد، فإن الجسم يطلق بشكل تلقائي مواد كيميائية تعمل على شد العضلات وتغيير تدفق الدم، وكلاهما عوامل كافية تؤدي إلى الإصابة بالصداع.
عدم أخذ قسط كافٍ من النوم
قلة النوم والأرق من أبرز أسباب الصداع النصفي الأيسر، وجدير بالذكر أن الأشخاص الذين لديهم مشكلات صحية أثناء النوم كانقطاع النفس الانسدادي خلال النوم تزداد احتمالية إصابتهم بالصداع، ويعزي ذلك إلى قلة نومهم والاضطراب الذي يعانون منه.
تناول بعض الأطعمة
ثمة عدد من المأكولات التي تؤدي إلى الشعور بالصداع لا سيما تلك التي تتضمن بعض المواد الحافظة، وتعد اللحوم المصنعة كالنقانق واللحوم الباردة وبعض أنواع الجبن أمثلة واضحة لذلك.
عند التوقف عن هذه السلوكيات، فلا بد أن تعي أنك قطعت نصف شوطًا في رحلة التغلب على الصداع النصفي على وجه الخصوص ومن أنواع الصداع الأخرى على وجه العموم.
الإكثار من تناول الأدوية
من أبرز أسباب الصداع النصفي الأيسر استهلاك بعض العقاقير التي من شأنها التغلب على الصداع، والتي حينها يتفاقم الوضع سوءًا وتشعر بمزيد من الصداع لا سيما إذا كنت تستهلكها بشكل مفرط، وتشتد حدة الألم عند الاستيقاظ من النوم، ويطلق على هذا الصداع اسم الصداع الارتدادي، لأنه عند التوقف عن تناولها، سيعود الألم بكل قوة، لذا وجب علينا التحذير منها، وهي كما يلي:
- أسبرين.
- أدوية التريبتان مثل سوماتريبتان.
- النابروكسين.
- مشتقات الإرغوماتين.
- اسيتامينوفين.
- الإيبوبروفين.
الالتهابات والحساسية
عادةً ما يكون الصداع النصفي واحدًا من ضمن الأعراض المعروفة لالتهابات الجهاز التنفسي كنزلات البرد أو الأنفلونزا، إذ قد ينتج عن انغلاق ممرات الجيوب الأنفية وارتفاع درجة حرارة الجسم الشعور بالصداع الشديد، أما بالنسبة للحساسية فهي تزيد من احتمالية احتقان الجيوب الأنفية وبالتالي زيادة الضغط على عظام الوجنتين وبالتالي الشعور بالصداع في الجانب الأيسر من الدماغ.
أسباب عصبية
قد تكون بعض المشكلات العصبية من أسباب الصداع النصفي الأيسر، والتي من بينها ما يلي:
الألم العصبي القذالي
يمر العصب القذالي من أعلى الحبل الشوكي مرورًا بقاعدة الجمجمة ووصولًا إلى العنق، عند الإصابة بهذا الألم فقد تتهيج الأعصاب وتسبب ألمًا ووخزًا لا يمكن تحمله على الرغم من أنه لا يستغرق وقتًا كثيرًا فقد لا يتعدى الخمس دقائق.
ألم العصب ثلاثي التوائم
عند الإصابة بهذا النوع من الألم، فقد ينعكس سلبيًا على العصب ثلاثي التوائم، إذ ينتج عنه وبشكل مفاجئ هزة شديدة ينتج عنها ألم حاد في الوجه، وهذا من أبرز أسباب الصداع النصفي المفاجئ.
التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة
يطلق عليه أيضًا التهاب الشريان الصدغي، ويصاب الشخص بها في معظم الأحيان نتيجة لحدوث التهابات شديدة في الأوعية الدموية والتي تضم الشريان الصدغي الذي يقع على طول جانب الرأس، وعند حدوث هذا الالتهاب فقد يسبب صداع شديد مصاحبًا لبعض الأعراض الأخرى كألم الكتفين والفك والحوض، إلى جانب اضطرابات في الرؤية.
أسباب أخرى
ما زلنا في سرد أسباب الصداع النصفي الأيسر التي لم تنتهي بعد، والتي تمتد لتشمل أيضًا ما يلي:
- غطاء الرأس الضيق: إن ارتداء أغطية الرأس كالخوذة تسبب ضغطًا شديدًا على أحد الجانبين أو الاثنين معًا مما يسبب الشعور بالصداع النصفي.
- ارتجاج المخ: من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بالصداع الحاد والغثيان هي الضربات الحادة المباشرة على الرأس.
- الجلوكوما: والتي تعرف بالمياه الزرقاء على العين قد تؤدي إلى ارتفاع في الضغط داخل العين، وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالصداع النصفي الشديد والذي يرافقه أيضًا تشوش في الرؤية وألم العين.
- السكتة الدماغية: من أبرز أسباب الصداع النصفي الأيسر المفاجئ، والذي يصيب الشخص كعلامة تحذيرية له من الإصابة بالسكتات الدماغية.
كيفية التخفيف من الصداع النصفي الأيسر؟
وبعد التعرف على أسباب الصداع النصفي الأيسر بشكل تفصيلي، يمكن الاطلاع على بعض النصائح الذهبية التي من شأنها الوقاية من الإصابة بالصداع النصفي بشكل متكرر وتجنب أي مشكلات صحية خطيرة، وهي على النحو التالي ذكره:
- الابتعاد عن المأكولات التي تتضمن كميات كبيرة من الكافيين.
- أخذ قسط كافٍ من النوم الراحة.
- الابتعاد عن مسببات القلق والتوتر.
- الانتظام في تناول الوجبات مع اعتماد نمط غذائي صحي متوازن.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية.
- عمل كمادات فاترة ومن ثم تطبيقها على الرأس والعنق قرابة ربع ساعة.
- استهلاك بعض الأعشاب الطبيعية والمكملات الغذائية.
- ممارسة اليوجا والتي ثبت أنها لها تأثير إيجابي في تخفيف الألم.
متى يجب زيارة طبيبك؟
غالبًا لا يسبب الصداع أي خطورة من التي تأتي إلى مخيلتك، وتستطيع التغلب عليه بنفسك في كثير من الأوقات، ولكن يجب الذهاب إلى طبيبك على الفور إذا شعرت بهذه الأعراض:
- ألم حاد في عينيك وإصابتها بالاحمرار.
- تشوش الرؤية.
- ألم يزداد بشكل ملحوظ عند السعال أو الحركة.
- تصلب الرقبة.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- إذا كان الصداع يوقظك ليلًا.
اقرأ أيضًا: يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها
ختامًا… يجب العلم بأن الصداع النصفي يمكن التغلب عليه من خلال بعض العقاقير التي لا تستلزم استشارة طبية وتغيير نمط الحياة، ولكن الشيء الذي نريد التنويه إليه بعد ذكر أسباب الصداع النصفي الأيسر هو مراجعة طبيبك إذا كان الصداع يعرقل أداء أمورك الحياتية اليومية، سيقوم حينها باتخاذ اللازم والوقوف على المسبب الرئيس للصداع ومن ثم وصف العلاج المناسب والتوصية ببعض العلاجات المنزلية البسيطة التي تسهم في التحكم في الألم.