انتشرت في الفترة الأخيرة تحذيرات قوية، تزعم أن فأرة الحاسوب “الماوس” تسبب أضرارا صحية خطيرة للإنسان، تصل إلى حد الإصابة بالسرطان وبتلف أنسجة اليد، على خلفية اشعاعات ضارة تنبعث من تلك الفأرة الصغيرة!
التحذيرات
استعانت تلك التحذيرات بمعلومات، لم يكشف عن مصدرها، تشير إلى أن ظهور آلاف الحالات المصابة بتلف أنسجة اليد منذ عدة سنوات، قد اقترن بالانتشار الرهيب الذي لاقته فأرة الحاسوب، منذ الإصدار الأول لمايكروسوفت وحتى الآن.
وهي المعلومات التي أضافت أن فأرة الحاسوب تعمل من خلال إطلاق ترددات كهرومغنطيسية شديدة الارتفاع، تفوق تلك المنبعثة من الهواتف النقالة بنحو 5 أضعاف دفعة واحدة، ما يزيده سوءا استخدام فأرة ذو جودة ضعيفة، ولا تحتوي على درع قوي لحماية البشر من أضرارها، والتي وإن أضرت بالأعصاب الموجودة باليد والمعصم، والمتصلة بالمخ من زاوية آخرى، فإنها ستؤثر بالسلب على الصحة العامة للفرد بشكل مخيف!
لذا يكون من البديهي وفقا للتحذيرات أن تقوم شركات الحواسيب الكبرى، في كل من الصين وتايوان، بالسعي لإخفاء تلك المعلومات الخطيرة، حتى لا تتاثر صناعاتها المربحة، في وقت يجب على كل فرد أن يقلل من استخدامه لفأرة الحاسوب، وأن يستبدل ذلك باستعمال الاختصارات المعروفة بلوحة المفاتيح، لضمان حماية صحته، وفقا للمعلومات المنتشرة عبر صفحات الإنترنت، فل صدقت؟!
الحقيقة
في البداية، لا تقوم فأرة الحاسوب بإرسال أي اشعاعات من شأنها ان تتسبب في سرطانات أو تدميرات بأنسجة اليد، حيث تعمل الفأرة من خلال كاميرا متناهية الصغر بداخلها، تلتقط آلاف الصور في كل لحظة، يستقبلها جهاز استشعار ليرسلها إلى الكمبيوتر، فيحدث الربط بين الفأرة والشاشة فورا.
وذلك عبر الاستعانة بـ “LED”، أو بما يسمى الصمام الثنائي الباعث للضوء، والذي يستخدم في الأغلبية العظمى من الأجهزة الالكترونية بمنتهى الأمان، كالساعات الرقمية، وأجهزة التحكم عن بعد، وإشارات المرور، وأضواء أعياد الميلاد.
أما عن الإدعاء بحدوث آلاف الإصابات جراء استخدام فأرة الحاسوب، فإنها بالطبع مجرد شائعات لا ترقى إلى الخوض في تحليلها، حيث لم تأتي تلك الإدعاءات بأي مصدر موثوق او غير موثوق حتى، في وقت لم تكشف فيه منظمات الصحة العالمية من قبل، عن أي تحذيرات تخص ذلك الأمر من قريب أو بعيد.
لذا يتضح في نهاية الأمر كذب تلك التحذيرات، والتي لن يفيد تكرار نشرها بأي حال من الأحوال، فقط سيؤدي إلى انتشار معلومات هي بحق مضللة!