قبيلة المهرة إحدى القبائل التي تعيش في صحراء الربع الخالي جنوبي المملكة العربية السعودية قرب الحدود مع سلطنة عمان، ويصل عدد أفراد القبيلة لنحو 50 ألفا جميعهم لا يتحدثون العربية، فكيف يتواصلون؟
برغم معيشتهم في شبه الجزيرة العربية، يتحدث أفراد قبيلة “المهرة” بلغة تبدو غريبة وغير مفهومة للكثيرين تسمى “اللغة المهرية ” أو “اللغة الحميرية” نسبة إلى “المملكة الحميرية القديمة” باليمن، وقال بعض الباحثون إنها لغة قوم عاد.
وأشار خبراء الآثار واللغات القديمة إلى أن تاريخ اللغة المهرية التي تعد منقرضة، يعود إلى أكثر من 3000 عام، إلا أن أفراد القبيلة لا يزالوا يتواصلون بها ليحيوها ويورثوها لأبنائهم كما انتقلت لهم من السلف، وتعتبر اللغة المهرية لغة منطوقة أكثر منها مكتوبة، وتحتل المرتبة الأولى لدى أبناء “المهرة” تليها العربية.
وتحتوي اللغة المهرية على حروف متشابهة مع الحروف العربية، كما أن أبناء القبيلة لديهم طقوسهم وعاداتهم الخاصة، وتضم لغتهم النصوص الشعرية والغنائية، ويحيون الفلكلور الخاص بهم في المناسبات كالزواج، حيث يتبعون طقوسا تستمر لثلاثة أيام بها احتفالات لرجال ومشايخ القبيلة والقبائل المجاورة، ويلجأون في خلافاتهم لشيوخ وكبار القبيلة لا للقضاء، كما تحتل الصحراء والرمال جزءا كبيرا من حياتهم حيث يقضون أوقات فراغهم بالبادية ويتجمعون في جلسات خاصة لتبادل الأحاديث والأشعار.
ولأبناء قبيلة المهرة طرقهم في التداوي من الأمراض، حيث يعتمدون على الأعشاب أو يلجأون للكي، ومن الطقوس الغريبة لديهم لعلاج لدغات العقارب السامة، ترديد بعض الجمل غير المفهومة التي تشبه القصائد الشعرية، اعتقادا منهم أنها شافية.