ماذا يحدث لو ضربت طائرة بصاعقة برق؟ قد يظن البعض أن الهلاك سيكون مصير تلك الطائرة في الحال، إلا أن الواقع يشير بالأرقام إلى حقائق مختلفة تماما، نستعرضها الآن.
الطائرات تتعرض للبرق أحيانا
في وقت يؤمن فيه البعض بسهولة تعرض الطائرات لحوادث مميتة، في حال مواجهتها لأي تغيرات مناخية مفاجئة، كصاعقة برق أو ماشابهها، نجد بالرجوع إلى الأرقام المؤكدة، أن تعرض الطائرات للبرق لا يعد من الأمور النادرة، بل تكرر كثيرا في السنوات الأخيرة.
ففي عام 2016، أفادت التقارير بتعرض 5 طائرات للبرق على مدار هذا العام، لم تسفر جميعها عن أي أزمات، فيما شهد العام التالي حدوث نفس الأمر، مع عدد لا بأس به من الطائرات، من بينها طائرة تابعة لطيران الاتحاد، هبطت بمطار باريس اضطراريا، وأخرى تابعة للخطوط البريطانية، وهبطت بسلام أيضا ولكن في لندن، دون حدوث أي إصابات، ليتضح بأن البرق لن يؤدي على الأغلب إلى تعرض الطائرات لكارثة متوقعة، ما يمكن تفسيره أيضا.
لماذا لا تتأثر الطائرات بالبرق؟
يجيب الطيار باتريك سميث، قائد الطائرات التجارية، عن هذا التساؤل قائلا: “من المستحيل أن تصل طاقة البرق إلى كابينة الطائرة، لتبدأ في صعق الركاب كما يتخيل البعض، حيث تفرغ تماما من قوتها خارج الطائرة، ولا يصل منها في الداخل إلا نحو 10% أو أقل من قوتها، ما يعد بلا أي تأثير يذكر على أرواح الركاب”، الأمر الذي يعود إلى طريقة تصميم الطائرات وهيكلها المعدني.
من هنا نكتشف أن الخطر الحقيقي الذي يحيط بركاب الطائرات، حال تعرضها للبرق، قد يحدث على الأرض وليس في الجو، وفقا لجريدة واشنطن بوست، التي أشارت إلى أن التبدد الذي يصيب طاقة البرق في حالة الحركة بالسماء، لا يحدث بنفس الدرجات في حالة السكون على الأرض، إلا أن الأمر يظل تحت السيطرة في كل الأحوال، وخاصة مع صنع الطائرات من معادن لا تتأثر بالبرق، بل إن القطعة الوحيدة حتى التي لم تصنع من معدن، والتي يطلق عليها مخروط الأنف بمقدمة الطائرة، مزودة هي الأخرى بموانع الصواعق.
في النهاية، يشير الخبراء كما تؤكد التقارير الخاصة بهم، إلى أن سقوط الطائرات أو تعرض ركابها للصعق بسبب البرق، هو أمر غير وارد، وليس من المتوقع أن نراه يحدث عاجلا أم آجلا، إلا في أفلام الحركة.