استقر الباحثون مؤخرا، على عدد من الأزمات الصحية التي يعاني منها الشخص الأعسر في أغلب الأوقات بالمقارنة بغيره، لتختتم بذلك سنوات من الجدل والنقاش، طالما بحثت تفرد الإنسان الذي يستخدم يده اليسرى أكثر من اليمنى، بالمقارنة بالشخص الأيمن.
مخاطر صحية
بينما تبلغ نسبة الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى بصورة أكبر من اليمنى، نحو 10% من سكان العالم، يتبين أن حوالي 20% من المصابين بمرض الفصام، هم من مستخدمي اليد اليسرى، فيما أوضحت إحدى الدراسات التي تعود لعام 2009، أن الأطفال أبناء الـ4 أو الـ5 سنوات من العمر، يواجهون مشكلات تعلم عدة، من واقع صعوبة اعتياد الكتابة أو الرسم باليد اليسرى، على عكس زملائهم الآخرين.
الأخطر من ذلك، أن أغلب المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وكذلك عسر القراءة، هم الأطفال الذين يعتمدون على اليد اليسرى أكثر من اليمنى، وهو الأمر المثير للجدل، الذي ينبه إلى وجود ارتباط وثيق بين هؤلاء ممن يستخدمون اليد اليسرى دائما، وبين فرص إصابتهم مع مرور السنوات ببعض الأزمات النفسية، مثل اضطراب ثنائي القطب، التقلبات المزاجية الحادة، علاوة على مرض الفصام في الشخصية، والذي سبق الإشارة إليه.
سر أزمات الشخص الأعسر
يشير الخبراء إلى أن تمتع اليد اليسرى بالغلبة لدى بعض الأشخاص، له تأثير ما سلبي على أدمغتهم، على عكس ما يحدث للشخص الأيمن، حيث نجد أن الفص الأيسر من أدمغتهم يكون هو المتحكم حينئذ، وهو المسؤول عن معالجة أغلب اللغات، لذا لا يواجه أزمات في التعلم في الظروف الطبيعية.
أما بالنسبة للشخص الأعسر، فإنه في أغلب الأحوال التي لا تحدث بها أزمات، يكون الفص الأيسر من دماغه هو المتحكم أيضا، فيما يصاب ببعض الأزمات الذهنية والنفسية، في حال كان الفص الأيمن هو المتحكم، وذلك بالنسبة لنحو 30% من الأشخاص الذين يعتمدون على اليد اليسرى في تعاملاتهم بصورة أساسية.
في النهاية، وبعيدا عن تلك المخاطر المحيطة بالشخص الأعسر من ولادته وحتى بلوغه، يتبين أنه لا توجد فوارق واضحة من ناحية الذكاء، بين الشخص الأيمن والأعسر، بل وأوضح عدد من الخبراء أن الشخص الأعسر هو الأقدر على التكيف مع مستجدات الأمور، ما يشير لجانب ابتكاري أو إبداعي لديه لا يمكن تجاهله.