قرار مفاجئ اتخذه قاضي القضاة في فلسطين، يفيد بضرورة عدم توثيق أي حالة من حالات الطلاق التي تقع خلال شهر رمضان الكريم، فما السر وراء ذلك الإجراء الذي تم تعميمه بالمحاكم الشرعية في البلاد؟
رمضان والطلاق
يبدو وأن حلول شهر الصيام، في ظل ارتفاع درجات حرارة الطقس في البدان العربية، قد تسبب في حدوث الكثير من المشكلات التافهة بين الأزواج بعضهم البعض، والتي وصلت إلى حد وقوع الطلاق فيما بينهم أحيانا، ما دفع القضاء الفلسطيني لإنقاذ الموقف، عبر اتخاذ ذلك القرار المباغت.
ففي خطوة مثيرة للجدل، قرر محمود الهباش، قاضي القضاة بفلسطين، وضع حد للقرارات الانفعالية التي يتخذها بعض الأزواج بحق زوجاتهم خلال صيام شهر رمضان، والتي تتمثل في أغلب الأحيان في وقوع الطلاق بينهم، وذلك عبر تشديده على منع توثيق حالات الانفصال تلك على مدار شهر رمضان من كل عام، والانتظار حتى نهاية الشهر للنظر فيها.
سر القرار
يفسر الهباش هذا القرار المفاجئ والجريء في الوقت نفسه، من خلال بيان صحفي، بأن الإنسان عندما يمتنع “عن تناول الطعام والشراب وتدخين السجائر خلال نهار رمضان، فإنه يميل بصورة تلقائية لإثارة المشاكل، لذا يصبح من السهل أن يدمر علاقته بالطرف الآخر، من واقع قرارات سريعة غير متزنة يتخذها، من بينها الطلاق الذي منعنا توثيقه خلال الشهر المعظم”.
ويرجع قاضي القضاة قراره الذي أرسله وتم تعميمه بالمحاكم الشرعية في البلاد، إلى الخبرة التي اكتسبها على مدار سنوات طويلة، دائما ما كان تشهد وقوع الكثير من حالات الطلاق في شهر رمضان تحديدا، تأثرا بالصيام والجوع، الذي يبدو أنه يدفع البعض لاتخاذ القرارات دون تفكير، وفقا لما أكده القاضي الجليل.
وللتدليل على وجهة نظره، يشير الهباش إلى دراسات بحثية، أكدت بالأرقام على ارتفاع حالات الطلاق بصورة ملحوظة، خلال شهر رمضان الكريم، بالمقارنة بالشهور الهجرية الأخرى على مدار العام، ما دعا المسؤولين بالبلاد إلى الموافقة على هذا القرار، الذي سيسمح بالنظر ومن ثم توثيق حالات الطلاق بين الزوج وزوجته، فقط بعد انتهاء شهر الصيام.