شعر درو مانينج، مدرب اللياقة البدنية الشاب، ذو الجسد الممشوق والعضلات البارزة، بالعجز أمام كسل البدناء في صالته الرياضية، لذا قرر أن يعيش معاناتهم كي يفهم شعورهم، عن طريق أغرب حيلة ممكنة، وهي أن يزيد وزنه لأكثر من 30 كج دفعة واحدة، ليصبح مثلهم تماما!
من اللياقة إلى السمنة
دائما ما كان مانينج يربط بين زيادة الوزن لدى البعض وبين كسلهم الشديد، الذي يمنعهم من أن يمضوا حياتهم بصحة جيدة، ويجعلهم يختلقون الأعذار الواهية هربا من اتباع أنظمة الغذاء والرياضة اللازمة لهم، لكنه شعر مؤخرا بأن تلك النظرة أصبحت غير مجدية له أو للآخرين، لذا قرر أن يصبح مثلهم تماما ليفكر مثلهم، ويجد الحل الأمثل لأزمتهم.
بدأ مانينج في تنفيذ خطته المثيرة على الفور، حيث لم يعد يذهب للصالة الرياضية كما كان يفعل، بل وبدأ في تناول الأكلات السريعة المتخمة بالدهون، معتمدا على المشروبات الغازية أغلب الوقت، لذا حدثت النتيجة المتوقعة في غضون 6 أشهر فقط، عندما زاد وزنه من 87 كج إلى 120كج، فتحول جسده الرياضي النشيط إلى آخر لا يحصل عليه إلا عشاق الوجبات السريعة!
لاحظت زوجة مانينج التغييرات التي طرأت عليه سريعا، والتي كانت غير شكلية فحسب، بل نفسية وذهنية أيضا، حيث بدا كسولا للغاية، لا يساعدها بالمنزل كما كان يفعل، ولا يلعب حتى مع طفلته الصغيرة، إذ أحس بعدم الثقة في نفسه للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
من السمنة إلى اللياقة
لم يتوقع مانينج قبل أن يبدأ رحلته العجيبة، أن يكون أثر زيادة الوزن عليه بهذه الصورة، حيث رجح أن يكون التأثر شكلي فقط، لكنه طال علاقاته مع الآخرين، وثقته بنفسه كذلك، لذا بدأ المدرب السابق في العودة من جديد لنشاطه المعتاد، أملا في استعاده جسده المثالي.
كان رجوعا صعبا للصالة الرياضية، بعد عدة أشهر من عدم الحركة، زاده صعوبة رغبته الملحة في تناول الأطعمة والمشروبات الغازية، التي اعتاد عليها في الآونة الأخيرة، إلا أنه لم يستسلم لتلك الرغبات للحظة، حيث قرر أن يعيد بناء جسده من جديد، ما تحقق له بمرور 6 أشهر أخرى، عاد من خلالها للصورة المثالية لمدرب اللياقة البدنية، التي عرفه بها جميع من حوله، بما فيها زوجته الفخورة به.
يلخص مانينج رحلته المثيرة للجدل، التي طالتها بعض الانتقادات من واقع التغيرات الحادة في نسب الكوليسترول وضغط الدم لديه، قائلا: “الدرس الحقيقي الذي تعلمته من خلال تلك التجربة، هو أن الأمر لا يرتبط فقط بالنشاط وأشكال الرياضة الممارسة وأنواع الوجبات التي يمكن تناولها، بل يكمن السر في الحالة الذهنية والنفسية للمرء، إذ أدركت أن تلك المشاعر حقيقية تماما، ويجب السيطرة عليها قبل أي شيء آخر، حتى يمكن للإنسان حينئذ السيطرة على جسده بسهولة أكثر”.