جلست أماندا بغرفتها في المستشفى، تترقب الدقائق الأخيرة قبل إنجاب طفلها، إلا أنها فوجئت حينها بسيدة أخرى على وشك الولادة، لذا ما كان من أماندا إلا أن خلعت عنها عباءة الأم التي تنتظر مولودها، وترتدي عباءة الطبيبة التي طالما ساعدت على إنجاح عمليات الولادة، حتى وإن كان ذلك قبل عملية ولادة طفلها نفسه بدقائق.
طبيبة على وشك الولادة
في مركز فرانكفورت الطبي، بالولايات المتحدة، كانت الطبيبة الشابة، أماندا هيس، على وشك الولادة، عندما علمت بأمر هاليداي جونسون، وهي سيدة أخرى تواجه مصاعب أثناء ولادة طفلها، لذا لم تتردد الطبيبة المثابرة طويلا، قبل أن تقوم من فراشها، وتدخل لإنجاح عملية ولادة طفل هاليداي.
جاء تدخل أماندا في الوقت المناسب تماما، حيث كانت عملية ولادة طفل هاليداي تمر بأزمات كبرى، تطلبت اتصال المستشفى بأحد الأطباء للحضور بصورة عاجلة لإنقاذ الموقف، إلا أن سرعة تدخل أماندا عالجت الأمر ببساطة، دون الانتظار لحضور الطبيب لغرفة الولادة.
العمل حتى اللحظة الأخيرة
تحكي هاليداي عن الطبيبة أماندا قائلة: “رأيتها من قبل 3 أو 4 مرات في المستشفى، وأحببتها كثيرا، إلا أنني لم أتوقع أن تساهم في ذلك العمل الشجاع، وهي على وشك الولادة”، مضيفة: “كانت تقوم بعملها باحترافية شديدة، حتى أنني لم أعرف بأمر حملها في ظل معاناتي من الألم، إلا أن زوجي هو ما لاحظ الأمر، عندما أدرك أن الطبيبة ترتدي ملابس تخص النزلاء وليس الأطباء”.
من ناحيتها تعلق الطبيبة أماندا على الأمر ضاحكة: “توقعت أن أعمل حتى الأيام الأخيرة التي تسبق ولادة طفلي، ولكن ما لم أتوقعه هو أن أجلب طفلا للدنيا، في نفس يوم ولادة طفلي، إذ بدأت أشعر بالتقلصات في بطني بعد لحظات فقط من نجاح عملية الولادة الأخرى، لذا يمكنني القول أنني لم أعمل حتى الدقيقة الأخيرة، بل حتى اللحظة الأخيرة من إنجابي”.
وتؤكد الطبيبة الشابة أن الأمر لا يحتاج للمبالغة، إذ قامت بعملها التقليدي الذي تمارسه يوميا، قائلة: “توليد أمهات أخرى هو أمر أقوم به بصورة يومية، وهو بالمناسبة أسهل كثيرا بالنسبة لي، من عملية ولادة طفلي”، لتختتم الأم الممتنة هاليداي، حديثها عن أماندا، بالقول: “أشعر بالامتنان لما قامت به هذه الطبيبة والأم في الوقت نفسه، إنه من المطمئن لي كثيرا أن أنجب طفلا لعالم، تعيش فيه أمثال تلك المرأة الرائعة”.