حالة إنسانية عظيمة عاشها المشجع المكسيكي جلبيرتو مارتينيز في روسيا، التي تحتضن منافسات كأس العالم 2018 في نسختها ال21، حيث أحيا الرجل المكسيكي ذكرى زوجته وابنيه في مدرجات ملعب أوليمبيسكس كومبليكس لوزنيكي بالعاصمة الروسية موسكو، عقب المواجهة الاولى للمنتخب المكسيكي ضد المنتخب الألماني حامل اللقب في المباراة التي انتهت بفوز المكسيكيين بهدف نظيف.
كان جلبيرتو قد تجهز هو وأسرته الصغيرة المكونة من الزوجة فيرونيكا، والطفل دييجو، والطفلة ميا، لمرافقة المنتخب الوطني وحضور مباريات كأس العالم، فقام بشراء البطاقات للسفر وأعد عدته للاستمتاع بالبطولة الأشهر عالميا، لكن حادثا مأساويا حال دون تحقيق حلمه، وقبل نحو شهرين على موعد السفر إلى موسكو، اصطحبت الأم فيرونيكا طفليها لزيارة خالهما في مدينة ميامي الأمريكية، وقد انطلقت في سيارة رباعية الدفع.
لم تصل فيرونيكا وطفليها أبدا إلى ميامي، فقد اصطدمت سيارتها بشاحنة كبيرة، أودت بحياتها وحياة طفليها في الحال بالـ28 من إبريل/ نيسان الماضي، ليدخل الأب جلبيرتو في حالة من الحزن الشديد، إلى الحد الذي جعله يتلقى علاجا نفسيا.
نصح الطبيب الأب المكلوم بالسفر إلى روسيا كما كان قد خطط مع أسرته، وتحقيق الحلم الذي تمنى طفلاه تحقيقه، استجاب جلبيرتو لنصيحة الطبيب وقرر السفر وإحياء ذكرى زوجته وأطفاله في كأس العالم.
حضر جلبيرتو المواجهة الأولى للمنتخب المكسيكي أمام ألمانيا، وأسعده كثيرا فوز منتخب بلاده، وقد أخذ البطاقات الـ3 التي تخص زوجته وأولاده معه، لكن ما أدخل السرور إلى قلبه أكثر كانت رسالة استقبلها بعد المباراة، جاء فيها “هذا الفوز من أجل عائلتك”، أرسلت له من قبل جييرمو أوتشوا حارس مرمى المنتخب المكسيكي.
بعد ذلك انطلق جلبيرتو إلى مدينة سانت بيترسبيرج لحضور مباراة المنتخب البرازيلي ضد منتخب كوستاريكا على ملعب كريستوفيسكي، والتي انتهت بفوز البرازيليين بثنائية نظيفة، وقد أصر جلبيرتو على جضور تلك المباراة مرتديا قميصا كتبت عليه أسماء طفليه وزوجته، لأجل تحقيق حلم طفله الفقيد دييغو الذي كان يرغب بمشاهدة بطله المفضل النجم البرازيلي نيمار على أرض الملعب.
رغم المأساة الكبيرة، نجحت كرة القدم في انتشال بجلبيرتو من تلك المأساة المفجعة، ليمر من تلك الاوقات الصعبة بسلام، وقد لاقت قصته تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن بعض المشجعين الألمان، أظهروا روحا رياضية وتفاعلا إنسانيا رغم الخسارة أمام المكسيك تعاطفا مع جلبيرتو.