آراء ومساهمات

مصطفى محمد يكتب: وجه إيجابي للعولمة في المونديال

الكاتب مصطفى محمد

أكثر من مجرد 1/2 نهائي

عايز تنجح؟! واجه المشكلة بجرأة + فكر خارج الصندوق +  اختار أفضل العقول للتنفيذ = النجاح.

يرتكز مفهوم تقدم وتطور الأمم في شتى مناحي الحياة وليس في كرة القدم فقط، على صنفين من البشر.

الصفوة، وهم من يفكرون ويٌنَظِرون ويخططون بل ويتفلسفون، وهذه الأخيرة سيئة السمعة في محيطنا العربي! مما يفسر غياب الخيال لدينا، الذي هو الأصل في كل ما وصل إليه العالم من ابهار حتى الآن.

والنوع الثاني  التنفيذيون، وهم من يقومون ببلورة الأفكار وانزالها على أرض الواقع بإجرات مبنية على أساس علمي وعملي يتوافق مع سقف الإمكانات المتاحة وشغف الطموح المطلوب.

ويجمع بين الطرفين الشعور الحقيقي بصدق الانتماء والاخلاص في أداء المهمة من أجل قيمة سامية وهي الرغبة في النجاح قبل أي شيئ أخر!

عزيزي القارئ قبل أن تتوقف عن إكمال المقال تحت ضغط سؤالك المُلِحّ.. ما علاقة هذا بالمونديال؟!

??

رغم أن صاحب فكرة إقامة كأس العالم هو المحامي الفرنسي جول ريميه، أحد رؤساء الاتحاد الدولي، ورغم امتلاك فرنسا لإمكانات بشرية ولوجستيه كبيرة، إلا أنهم لم يعرفوا طعم الفوز بالبطولات الكبرى سوى لقب أوروبي وحيد على أرضهم 1984. وهنا جاء دور المُنَظِرون!

·   في لافته عبقرية، فطنت الديوك الفرنسية، لما يتميز به مجتمعهم الكوزموبوليتان، الذي تنصهر فيه أعراق متعددة في بوتقة واحدة كخليط جيني فريد ومتجانس. وتماشيا مع جانب يبدو إيجابي لمفهوم العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة سهلت حرية تنقل الكفاءات من البشر بين الدول.

·   فاستثمر كبير التنفيذيين، المفكر الكروي (مسيو ) إيميه جاكيه، هذا المزيج القوي وحصد مونديال 1998، ثم أكمل المسيرة مساعده روجيه لومير واقتنص لقب اليورو2000.

·   ولا زالت بلاد عاصمة النور تستفيد من كل الطاقات المتاحة، بعدد لا محدود من المواهب في كل المراكز. ويبقى الرهان فقط على قدرة ديديه ديشامب على إدارة دفة هذا العملاق وصولا لمنصة التتويج!

بإستثناء ما قدمه الموهبة الفذة البلجيكي إنزو شيفو في مونديالي 1986 و 1990 ، لم يكن في تاريخ بلجيكا الكروي ما يستحق الوقوف عنده، بالمقارنة بما تتميز به من شيكولاته فاخرة و ورود خلابة.

بل الأسواء هو فشل بلجيكا في التأهل لأي بطولة كبرى منذ كأس العالم عام 2002 في كوريا واليابان حتى البرازيل 2014.

وفجأة 2006 تظهر خطة “سابلون” الجهنمية! والتي تمكن من خلالها المدير الفني للاتحاد البلجيكي بالتعاون مع شركة تابعة لجامعة بروكسل، من انتاج هذا الكم الهائل من المواهب الشابة متعددة الأعراق.

وينطبق على المنتخب الإنجليزي إلى حد كبير، نفس ما سبق ذكره على منتخبي فرنسا وبلجيكا. بالمناسبة الاتحاد الإنجليزي قام بالتعاقد مع نفس شركة جامعة بروكسل منذ2015 لنفس الغرض!

أنا أتكلم هنا عن لاعبين ولدوا ويعيشون الآن في هذه الدول بالفعل وأصبحوا مواطنين دائمين بها وجزء من نسيجها، ولكن أصولهم وجذورهم من بلاد أخرى.ولست بصدد التنظير لقضية التجنيس التي تحكمها قوانين الفيفا أو مناقشة ما لها وما عليها فهذا موضوع آخر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى