حياة بلا أصدقاء ليست بحياة، ولا يمكن أن تستقيم دونما رفيق يسير في ذات دربك، ويمسك بيدك أينما حطت قدماك، حتى ولو كنت تقف على حافة هاوية.
يأتي الـ29 من يوليو/ تموز في كل عام ليحمل يوم الصداقة العالمي بين دفتيه، الصداقة بين الدول، بين الشعوب، بين الجماعات الإثنية المختلفة، وبالطبع الصداقة بين الأفراد سواء كانوا صغارا أو كبارا.
في اليوم العالمي للصداقة والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011، تحاول الجمعية إرساء مفاهيم الصداقة وحب الآخر، على جميع الأصعدة والمستويات، فالتعاون بين الدول يعد دعما للصداقة ويثمر تبادلا ثقافيا وفكريا بنَّاء، كما يساهم في نبذ العنصرية بين الأعراق المختلفة.
أما الصداقة بين الأقران فترتقي بالنفس إلى أعلى مراتب المشاعر الإنسانية، وقد أثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية الجيدة كالصداقة تطيل عمر الإنسان، ويعطي يوم الصداقة العالمي فرصة لتجديد الصداقات كل عام، وإنشاء صداقات جديدة، وهو أيضا فرصة لمواجهة سوء الفهم، وانعدام الثقة في كثير من الصراعات التي تواجه العالم اليوم.
يعمل يوم الصداقة العالمي على إرساء السلام في العالم، عبر تشجيع إنشاء روابط صداقة جديدة بين البلدان، فنشر الثقافة أحد أهم عوامل إنشاء الصداقة، والتي بدورها تؤدي إلى تعزيز السلام، والصداقة بين الشعوب تهدف إلى مواجهة الصور النمطية الخاطئة عن عادات الشعوب المتباينة، فربما كان الأشخاص الذين يعرفون بانغلاقهم على أنفسهم، أكثر انفتاحا مما يظن البعض، فقط يحتاجون إلى من يعينهم على اكتساب صداقة جديدة، من يبادر بالمصافحة لينشئ معبرا جديدا للسلام، وهذا هو ما تدعو إليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الـ30 من يوليو، تموز.
تغنى كثير من الشعراء بالصداقة وأهميتها، وذابت أحرف أشد الرجال صلابة في وصف الرفيق، إليكم اقتباسات عن الصداقة من أبرز مشاهير العالم:
“يوم الصداقة العالمي تذكير بأن التضامن الإنساني ضروري لتعزيز السلام الدائم وتعزيز التنمية المستدامة”.. بان كي مون- الأمين العام للأمم المتحدة.
“الصداقة هي الإسمنت الوحيد الذي سيربط العالم معا”.. وودرو ويلسون- الرئيس الثامن والعشرون للولايات المتحدة.
“الصداقة هي أصعب شيء يمكن شرحه للعالم، إنها شيء لا تتعلمه في المدرسة، ولكن إن لم تتعلم معنى الصداقة، فأنت لم تتعلم شيئا”.. محمد علي كلاي- أفضل ملاكم في التاريخ
“يرغب الكثير من الناس في الركوب معك بسيارة ليموزين، لكن ما تريده حقا، هو شخص يأخذ الحافلة معك عندما تتعطل الليموزين”.. أوبرا وينفري- إعلامية أمريكية.
“صنع الأصدقاء الحقيقيين، هو أفضل مؤشر لنجاح الإنسان في الحياة”.. إدوارد إيفرت- الدبلوماسي الأمريكي الأشهر عام 1836.
كيف تحتفل بيوم الصداقة العالمي؟
تقدم الجمعية العمومية للأمم المتحدة عدة نصائح لإشعال شرارة الصداقة بين مختلف الأفراد في يومها العالمي، إليكم بعضها:
دع كل واحد من أصدقائك يعرف مدى تقديرك له، عبر إرسال بطاقة بريدية، أو خطاب، أو كتاب شيق، أو مكالمة هاتفية، أو حتى رسالة قصيرة.
وزع جرعات عشوائية من اللطف على الغرباء، لتكتسب صداقة جديدة.
ابتسم في وجه كل شخص تقابله اليوم، فقد يكون أفضل صديق لك.
خصص أغنية لأصدقائك عبر الأثير.
التقط صورا تذكارية مع أصدقائك.
اخرج في نزهة بمكان جديد مع صديقك المفضل.
في النهاية، يوم واحد لا يكفي لإظهار المحبة للأصدقاء، لكنه فرصة لا تفوت لإظهار المودة والتقدير لرفقاء الدرب، وإنعاش الحياة الراكدة بأصدقاء جدد يملؤون الأفق سعادة.