في عام 2009، انتشر خبر يتعلق بقيام امرأة تدعى نادية سليمان بإنجاب 8 توائم دفعة واحدة عن طريق التلقيح الصناعي، وهو الأمر الذي أثار جدلا كبيرا هناك، خاصة بعد أن اكتشف أن “نادية” هي بالفعل أم لـ 6 أطفال آخرين، ما فتح باب التساؤل والشك عن إمكانية قيامها وحدها بدور الأم لـ 14 طفلا، في ظل حياة صعبة تعيشها مليئة بالأزمات والتقلبات. فكيف أجابت نادية عن تلك التساؤلات بعد 9 سنوات؟
البداية مع 8 توائم
بدأ الأمر مع قيام “نادية” المرأة الأمريكية ذات الأصول العراقية، بالذهاب لإحدى مراكز التخصيب الصناعي، من أجل الحصول على طفل سابع، ليكون آخر أطفال أسرتها الكبيرة.
حينها قام الأطباء بنصحها بزرع 12 جنين، على اعتبار أن فرصة فشل استمرارهم كبيرة جدا، ولكن كانت المفاجأة عندما تمكن 8 منهم من الاستمرار في أمر غريب أشبه بالمعجزة الطبية والعلمية، والتي لا تحدث بحسب الإحصاءات إلا مرة في التريليون!
الشهرة
مع اتخاذ “نادية” لقرارها بالاحتفاظ بالثمانية أجنة، ومع ولادتها لهؤلاء التوائم الصغار، اشتعلت وسائل الإعلام في تلك الفترة بهذا الخبر، الذي جذب تعاطف البعض مع الأم لبعض الوقت، بينما أظهر انتقادات سلبية كثيرة لها، خاصة بعد أن علم الجميع أن نادية تملك 6 أطفال آخرين، في الوقت الذي لا تعمل فيه، وتعيش من خلال الإعانات الاجتماعية.
قامت نادية حينها بالتعاقد مع مدير أعمال، وفر لها الكثير من المقابلات التليفزيونية والصحفية، لتصبح حديث الولايات المتحدة، وربما العالم كله، وهو ما يبدو أنه أثر عليها بالسلب مع مرور الوقت، إذ بدأت الأم المرهقة والمتوترة في اللجوء للمخدرات، لتتكمن من التعايش مع كل الصخب الذي يحيط بها وبحياتها الأسرية التي أصبحت مشاعا للجميع.
الابتعاد والأزمات
وبين كل تلك الظروف الصعبة، قررت نادية مع حلول عام 2013 أن تبتعد عن الأضواء بلا رجعة، لتركز أكثر على تربية أبنائها الصغار، بعد أن شعرت بمدى تقصيرها تجاههم، وهو ما يبدو أنه لم يكن قرارا مرحبا به من قبل وكيل أعمالها، الذي كان يرى نادية كالدجاجة التي تبيض ذهبا، ما جعله يهددها بإبلاغ الضرائب الأمريكية عنها، في حال تصميمها على قرارها الأخير، والذي ارتأت نادية فيه أنه الحل الأمثل لها، من اجل الخلاص مما قد يودي بحياتها مع مرور الأيام.
بين هذا وذاك، وبالتحديد في عام 2014، تعرضت نادية لضربة قوية أخرى، عندما توفت والدتها مريضة السرطان، والتي تقول نادية عنها، أنه على الرغم من افتقادها لها، إلا أنها راضية عن متانة العلاقة بينهما في السنوات الأخيرة قبل وفاتها.
التفرغ
بشكل أو بآخر تمكنت نادية من تخطي كل الظروف الصعبة التي واجهتها بداية من كونها أصبحت أما لـ 14 طفلا، ومرورا بالشهرة التي جعلتها تسلك طريق الإدمان، ونهاية بأزماتها مع مدير أعمالها ووفاة أمها، لتعيش الآن في هدوء مع أطفالها الذين كبروا قليلا الآن، ليصبحوا قادرين على مساعدة الأم الحائرة، التي تؤكد أن السير وفقا لجداول زمنية كان وسيلتها الأفضل من اجل تحسين الأمور في هذا المنزل الممتلئ بالأطفال عن آخره.