دخلت الشركة الأبرز في مجال تقنيات الحاسوب مايكروسوفت، ومنذ سنوات قليلة، موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ليس بسبب تطوير أمر يتعلق بالأجهزة الإلكترونية كالحاسوب على وجه التحديد، بل لتمكنها من بناء الغرفة الأكثر هدوءا في العالم، فكيف نجحت في ذلك؟
هدوء غرف مايكروسوفت
تعود وقائع هذا الإنجاز الإبداعي العجيب، إلى عام 2015، عندما نجحت شركة مايكروسوفت الشهيرة، في صنع غرفة عديمة الصدى، بداخل المبنى رقم 87 في مقر الشركة، بمدينة ريدمونت بولاية واشنطن الأمريكية، حيث صممت الغرفة لتمتص حوائطها الأصوات الخارجية، ما يجعل البقاء بداخلها كاختبار مريب لشدة الهدوء.
ساعدت تلك الغرفة الهادئة فريق مختبر الصوت، على الاستعانة بها كمكان ملائم، من أجل اختبار المساعد الشخصي الرقمي المطور من جانب مايكروسوفت، والمعروف باسم كورتانا، فماذا عن كيفية تصميم تلك الغرفة العجيبة؟
كيفية بناء الغرف
عملت الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا، على تصميم أسقف وحوائط وأرض الغرفة، مدعومة بعوازل تمتص الأصوات المحيطة، علاوة على إتاحة مساحة جيدة بين الغرفة الهادئة، والغرف الأخرى، حيث توجد مسافة كافية للهواء بينها وبقية المبنى 87، ما يعني أن وصول العلماء والخبراء من وإلى الغرفة الهادئة، يتطلب السير خطوات على جسر.
يؤكد الخبراء أن مستويات الصوت المعتادة ربما تبلغ 60 ديسيبل، بينما تبلغ في مناطق البراكين نحو 170 ديسيبل، أما فيما يخص غرفة مايكروسوفت الهادئة تماما، فتقل مستويات الصوت هناك عن حاجز 20 ديسيبل تحت الصفر، وهو الأمر الذي منح الشركة فرصة اقتحام موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعد أن كسرت الرقم السابق الذي لم يتجاوز الـ13 ديسيبل تحت الصفر.
يعلق أحد خبراء الشركة الشهيرة على الغرفة منعدمة الأصوات قائلا: “تمت الاستعانة بهذه الغرفة المذهلة من أجل اختبار أصوات أكثر من جهاز إلكتروني حديث، وكذلك لتحديد كفاءة الميكروفون الخاص بنا، حيث يستحيل على أحد الاستماع إلى أي أصوات خارجية بالداخل، بينما يمكن لك أن تسمع عوضا عن ذلك، أصوات نبضات القلب وجريان الدم في الجسم، هو شيء عجيب وغير تقليدي، ولكنه حقيقي ولا يحدث إلا بغرفة مايكروسوفت الأكثر هدوءا في التاريخ”.