توصلت مجموعة من الدراسات إلى أن العلاج بواسطة هرمون الذكورة، ربما يساعد على التغلب على مرض الاكتئاب لدى الرجال، فهل يتحول التستوستيرون يوما إلى دواء للأمراض النفسية؟
التستوستيرون للاكتئاب
تؤكد الإحصاءات أن نحو 100 مليون رجل حول العالم، يعانون أعراض مرض الاكتئاب الشائع، لذا فالإشارة إلى هرمون الذكورة باعتباره علاجا سريعا لذلك المرض النفسي، قد يبدو أمرا محفزا للكثيرين، بعد أن أوضحت دراسة تابعة لجامعة دريسدن الألمانية احتمالية علاج أمراض الاكتئاب لدى الرجال بالاعتماد على هرمون التستوستيرون الشهير.
أوضح الطبيب، أندرياس والسر، الباحث وراء الدراسة الألمانية الأخيرة، أن تطبيق نتائج دراسته الأخيرة قد يحدث قريبا، إلا أنها تحتاج من المتخصصين إلى مزيد من التأكد -في إشارة إلى عدم استخدام هرمون الذكورة لهذا الغرض حتى الآن في بريطانيا على سبيل المثال-.
الدراسة
اعتمد الباحثون من الجامعة الألمانية، على تجارب بحثية وبيانات طبية تخص نحو 1890 رجلا، أجريت منذ عام 2000، فقد ارتبطت أغلب تلك التجارب برجال يعانون نقصا في هرمون التستوستيرون، فيما واجه الكثير منهم أعراض الإصابة بمرض الاكتئاب.
توصل خبراء الجامعة الألمانية -من خلال مراجعة الأوراق الطبية لهؤلاء المرضى- إلى أن الحالة الصحية لدى المجموعات التي خضعت للعلاج بواسطة هرمون التستوستيرون قد لاحقت تطورا ملحوظا فيما يخص مرض الاكتئاب، فيما لم تشهد الحالة الصحية للمجموعات الأخرى نفس درجات التحسن.
كذلك راعى الباحثون احتمالية تأثر البعض بظاهرة العلاج بالوهم، أو بنسب هرمون التستوستيرون التي حصلوا عليها، حيث أوضح الخبراء أن نجاح تلك الطريقة العلاجية لا يتوقف على الكميات الكبيرة من هذا الهرمون، بل إن نسبا بسيطة منه بإمكانها التأثير بالإيجاب على أعراض المرض النفسي المعروف.
يعقب الطبيب آلان يونج -وهو أستاذ اضطرابات المزاج بكلية كينج في لندن- على تلك الدراسة، قائلا: “تفتح الدراسة الأخيرة الباب للمزيد من الدراسات الأخرى، التي يمكنها تبيين وجود أي أعراض جانبية للاستخدام طويل المدى للتستوستيرون”، محذرا: “من الواضح أن هرمون الذكورة بإمكانه تحسين حالات الإصابة بالاكتئاب، إلا أنه يظل غير مأمون العواقب حتى الآن، لذا علينا جميعا الانتظار”.