تعتقد الكثير من الفتيات أن الزواج قد يقف عائقا بين ما يرغبن في تحقيقه من أهداف على صعيد العمل والدراسة، نظرا لما يشاهدنه في زيجات القريبات والصديقات، إذ تضحي بعض النساء بتحقيق أهدافهن الحياتية بعد الزواج من أجل العناية بالزوج والأطفال، فهل الزواج يعرقل نجاح المرأة حقا، ويحرمها من تحقيق أهدافها وطموحاتها؟
الزواج في الماضي
في العصور الماضية كان النساء يحققن بالزواج الهدف الأكبر اللائي يسعين خلفه، فلم تكنَّ يتذمرن أو يشكين من قضاء الزواج وتربية الأطفال على أحلام العمل والدراسة، لكن العصور القديمة انتهت بلا رجعة، وأعطت الثورات الحقوقية المعاصرة الكثير من الحقوق للمرأة، فاستطاعت النساء دراسة الطب -وهو ميدان كان محرما على النساء في الماضي- والخروج إلى سوق العمل في شتى مجالاته، ومن هنا أصبح للنساء أهداف أخرى في الحياة غير الزواج وتربية الأطفال والعناية بأبيهم، والسؤال الذي يؤرق نسبة من الفتيات في مرحلة الشباب هنا هو، هل عليَّ السعي وراء أحلامي لتحقيقها قبل الزواج؟
تحقيق الأهداف.. والزواج
تسعى الكثير من الفتيات إلى تحقيق أحلامهن في العمل والدراسة قبل لقاء شريك الحياة المناسب، ينجح بعضهن في الوصول إلى مبتغاهن، لكن بعضهن تجرفهن أمواج العمل والنجاح المهني، ويخترن وفق إرادتهن تأخير خطوة الزواج خوفا من قضاء الحياة الزوجية على ما بنينه من نجاح، غير مدركات لحقيقة مفادها أن الزواج لا يعني نهاية الأحلام والنجاح المهني.
كل ما على الفتاة فعله لتحقيق أهدافها دون حرمان نفسها من الزواج، هو أن تحسن اختيار شريك الحياة، لأن العلاقة الزوجية الناجحة هي أكبر داعم ودافع للنجاح، والزوج المحب الواعي لا يقف عائقا أبدا أمام طموح زوجته، بل يشكل لها درعا حاميا ومساندا، ومشجعا على مزيد من النجاح.
أسباب تشجع على الزواج
توضح الطبيبة النفسية ومحررة الصحة النفسية بموقع “فسيولوجي توداي” ديانا كيريشنر، أن الزواج علاقة سامية بين شخصين بالغين، لدى كل منهما ما يرغب في مشاركته مع الآخر، النجاح الدراسي أو المهني، والميول الأدبية، والاتجاهات الثقافية والآراء الفلسفية، كلها أمور يحب المرء مشاركتها ومناقشتها مع غيره، قد يشبع الأصدقاء رغبة المرء في مشاركة أموره، لكن شريك الحياة فقط هو من يرافق شريكته في هذه الأمور التي تود مشاركتها، يراها ويسمعها ويكون عونا لها في عثراتها، والزوجة في المقابل تقوم بنفس الدور مع زوجها.
الزواج الناجح يحقق الأهداف
وتقول الدكتورة كيريشنر إنه ليس على المرأة التخلي عن أحلامها أو رفض الزواج، بل عليها السعي لتحقيق ذاتها وفي نفس الوقت الاهتمام بالجانب العاطفي وعدم التفريط فيه، فالزواج الناجح يحقق أهداف طرفيه على صعيد العمل والنجاح المهني، لأن كل ظرف يكون داعما للآخر بكل ما أوتي من قوة، فالالتزام بعلاقة زوجية لا يعني أن يحترم طرفاهما بعضهما بعضا فقط، بل يمتد هذا الالتزام لكل ما يسعد الطرفين ويمكنهما من تحقيق كل أهدافهما في الحياة.