تعتبر منطقة الراحة أو الـ”Comfort Zone” مكانًا لطيفًا، تشعر فيه بالراحة والأمان، وتعطي شعورا زائفا بالثقة بالنفس، حيث لا يتعين عليك المجازفة، وتكون فرصك في الفشل منخفضة، وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون لطيفًا، فإنك ستفقد متعة الشغور بالنجاح في تجاوز الصعوبات والتغلب على المخاوف، واكتشاف أمر بعيد المنال.
هناك بعض فلسفات الأبوة والأمومة التي تشجع الآباء على بذل كل جهد ممكن لضمان أن يشعر أطفالهم بالراحة والأمان، ونادرًا ما يواجهون الفشل ولا يتم دفعهم أبدًا لفعل شيء صعب، هذا النوع من النهج -رغم تنفيذه بنوايا حسنة- يضع الطفل في منطقة الراحة دون قصد، ويحرم الأطفال من تعلم كيفية مواجهة المواقف الصعبة أو الخبرات التي من شأنها أن تساعدهم على النضج وإعدادهم لمرحلة البلوغ.
فيما يلي 5 نصائح لمساعدة أطفالك على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم:
كُن مثالًا يحتذى به
إذا كان الأطفال يشاهدون الأب أو الأم يواجهان مواقف صعبة أو يجربان أشياء جديدة أو يتغلبان على مخاوفهما، فعندئذ سيكون بإمكانهم القيام بذلك أيضًا، فالخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وسيلة تظهر لأطفالك مدى التحديات الجديدة التي تجلبها لنفسك.
المواساة والدعم
سيكون من الصعب على الطفل مغادرة منطقة الراحة الخاصة به إذا لم يشعر بأن والديه موجودان بجانبه ويدعمانه، يجب ألا يكون دور الأبوين مفرطًا في الحماية أو محاولة تجنب حدوث أي شعور بالإحباط، بل مرافقتهم على طريق النضج، ومواساتهم إذا سارت الأمور بشكل خاطئ، ومساعدتهم للبدء من جديد عند الضرورة.
ابدأ بالتحديات الصغيرة
إنها ليست مسألة أخذ ابنك إلى قمة أطول مبنى قريب إذا كان خائفاً من المرتفعات، أو جعل ابنتك تتحدث علناً إذا كانت خجولة، لكن باختيار تحديات أكثر تواضعاً تسمح لأطفالك بمغادرة منطقة الراحة تدريجيًا، حيث يمكن أن تكون في التحدث إلى طفل آخر في الحديقة، إنها الأشياء الصغيرة التي ستمنحهم الشعور بتحقيق التقدم والإنجاز والتغلب على مخاوفهم.
لا يهم إذا فشلوا
تعريض نفسك للفشل وقبول أن الأمور قد لا تسير كما هو مخطط لها هي أول خطوة للخروج من منطقة الراحة، وهذا يساعد أطفالنا على التحمل والمثابرة، إذ يساعدهم الفشل على تعلم التغلب على خيبة الأمل، وإدراك أنها ليست نهاية العالم.
البحث عن الإلهام
قراءة القصص التي تصور الشخصيات الجريئة والشجاعة والقوية التي تغلبت على المخاوف طريقة جيدة لإخراج الأطفال من منطقة الراحة الخاصة بهم، والتحدث معهم حول هذه القيم يجعلهم يرغبون في تطبيقها في الحياة الحقيقية.