تختص الأمراض النفسية الجسدية بعمليات تكوين الأمراض وتطويرها، والتركيز بصورة خاصة على النفس، والجسد، وغيرها من التأثيرات المتبادلة، وذلك من خلال موازنة بين التقدم الذي حققه العلم والتكنولوجيا خلال القرن الأخير؛ وهي تلك الأمراض التي يشكو المريض فيها من إصابته بأعراض جسمانية، ولكن السبب الرئيسي من ورائها؛ نفسي، فالنفس والجسد يشكلان وحدة واحدة متكاملة في جسم الإنسان، أي أن كلا منهما يؤثر على الآخر.
- I. ما هي الأمراض الجسدية النفسية؟
- II. عوامل وأسباب خطر الأمراض النفسية الجسدية
- III. كيف تنشأ الأمراض النفسية الجسدية؟
- IV. الأمراض النفسية الجسدية
- V. أعراض المرض النفسي الجسدي
- VI. كيف يمكن للفرد تشخيص نفسه بالإصابة بالأمراض النفسية الجسدية؟
- VII. علاج الأمراض النفسية الجسدية
- VIII. عوامل خطر الأمراض النفسية الجسدية
- IX. مضاعفات الأمراض النفسية الجسدية
- X. الوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية الجسدية
ما هي الأمراض الجسدية النفسية؟
يُطلق عليها “الاضطرابات جسدية الشكل”، فهي عبارة عن مجموعة من الأمراض المختلفة، والتي تظهر على هيئة أعراض في الجسد بشكل غير واضح، فعند الفحص وإجراء التحاليل والأشعة، لن نجد أي شيء يشير إلى أن المريض يعاني من مشكلة عضوية، كما أنه يعاني من مشاكل وأمراض في مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن أو الظهر أو المفاصل أو الرأس، وقد تظهر أعراض أخرى مثل صعوبة التنفس، الدوخة، ضيق في التنفس وآلام على مستوى القلب.
عوامل وأسباب خطر الأمراض النفسية الجسدية
هناك مجموعة من المتغيرات المتعلقة بنشأة المرض، وتطوره بشكل كبير، وتشمل الآتي:
- مميزات شخصية نادرة مثل الثبات، والاستقرار، ونجاعة منظومات التأقلم والدفاع.
- الأحداث المختلفة في الحياة مثل الطلاق، أو الحزن الشديد، أو الفصل في العمل.
- تفعيل الوسطاء لدى الجهاز الفسيولوجي والعصبي، مثل التغيرات في العمليات المتعلقة بالنقل العصبي، وما يرتبط بها من علاقات في التغيرات التي تحدث على القلب والأوعية الدموية.
- التغيرات التي تطرأ على الجلد والجهاز الهضمي، فتكون رد فعل على الإجهاد وحالات الكرب، تحت مراقبة وإشراف الجهاز العصبي المركزي.
- وجود مسببات مرضية مثل الجراثيم، والفيروسات، والملوثات البيئية.
- يؤثر كثيرًا على نشأة الأمراض وتطورها، وكذلك الجهاز العصبي والمناعي.
التوجيه البدني نفسي يشكل “النفس – الجسد”، فالحديث يشمل خليطا من المتغيرات سواء الاجتماعية، البيولوجية، العصبية، النفسية، الوراثية الجزيئية والفسيولوجية -العصبية.
كيف تنشأ الأمراض النفسية الجسدية؟
لا يوجد سبب واضح لظهور الأمراض النفسية الجسدية، فهي تحدث نتيجة التفاعل بين الكثير من العوامل المختلفة، والتي يستمر تأثيرها لسنوات عدة، وإليك أهمها:
- عوامل جينية وبيولوجية.
- عوامل بيئية كالتأثر بالبيئة المحيطة.
- تجارب من قبل مع المرض سواء بشكل شخصي أو في العائلة.
- الاضطرابات الجسدية الشديدة أو المزمنة.
- الإجهاد النفسي الاستثنائي، والظروف الحياتية غير المناسبة تحديدًا في المراحل المبكرة من حياته مثل مرحلة الطفولة.
- مشكلات اجتماعية مثل البطالة، وجود اختلافات مع شريك الحياة، إجراء عمليات جراحية، حوادث وفقدان الأشخاص المقربين.
- خلافات في الحياة الاجتماعية، أو الافتقار للدعم المجتمعي.
- إجهاد وخلافات نفسية في مكان العمل.
- القلق بشأن العلامات والأعراض الجسدية.
- تغيرات في الحياة، مثل التغيرات المهنية، وتغيير موضع العمل، وولادة طفل.
- قلة الوعي بمعالجة العواطف أو صعوبة معالجتها، مما يجعل تركيز الأعراض البدنية أكثر من المسائل العاطفية.
الأمراض النفسية الجسدية
تمتاز الأمراض النفسية الجسدية بظهور عرض واحد أو أكثر من الأعراض الجسدية، والتي تكون مرتبطة بهموم ومعاناة كبيرة في حياة الفرد سواء مشكلات شخصية أو مشكلات في العمل، فأعراضها تظل مستمرة على الأقل لمدة 6 أشهر، وإليكم أبرز الأمراض النفسية التي ينتج عنها إصابة الشخص بأعراض عضوية:
الجهاز القلبي الوعائي
أمراض القلب تعد من أكثر الاضطرابات إماتة في الدول النامية، وقد أثبتت الدراسات أنه ما يقارب من ربع مرضى احتشاء عضل القلب يعانون من الاكتئاب، وغير ذلك، إذ يزيد من الخطر المتكرر للإصابة باحتشاء عضلات القلب، كما ينتج عنه تشويش في عمل جهاز الغدد الصماء، فيسبب ارتفاع نسبة الكاتيكولامينات، واضطرابات في عملية استقلاب الدهون، فيزيد أكثر من تراكم صفائح الدم، ويعيق طريقة عمل الجهاز العصبي المستقل، كل ذلك يسبب خطر الإصابة بخلل في القلب.
الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلق
قد تم اكتشاف سبب آخر حول الإصابة بخلل في القلب، وهو معاناة الفرد من الخوف الشديد، كما قد لوحظ ارتفاع تدريجي لدى حالات الوفاة في 40% من المصابين ممن خضعوا لعمليات طعم مجازة الشريان التاجي، وتم إصابتهم بعلامات وأعراض الاكتئاب، أما بالنسبة للأشخاص المتمتعين بمزايا في شخصياتهم من الدرجة A:
- قلة الصبر.
- الطموح.
- العدوانية.
- التسرع.
هؤلاء هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض القلب التاجي، وقد لوحظ أن الفرط في ضغط الدم، الذي يشكل عاملا رئيسيا في نشأة وتطور الاضطرابات في عمل القلب والأوعية الدموية، يرتبط كثيرًا بحالات الإجهاد والكرب الواضح بها النزعات العدوانية.
القولون العصبي والقلق
عند تزويد عضو أو جزء في الأعصاب في الجهاز الهضمي، فإنه يجعله أكثر تأثيرًا على حالات الإجهاد والكرب والحساسية، فعلى سبيل المثال هناك علاقة وطيدة بين الأمراض النفسية تحديدًا اضطرابات الاكتئاب والقلق، وبين معاناة الشخص بمتلازمة القولون المتهيج، كما لوحظ وجود رابط قوي بين إنتاج أحماض المعدة والببسين، وبين حالات الإجهاد الحاد، الكرب والتوتر.
الإجهاد والجهاز المناعي
في حالات الإجهاد والكرب الشديد، يحدث هبوط في عمل الجهاز المناعي، مما يسبب ارتفاعا في نسبة الحساسية لظهور تقرحات، وقد لوحظ أن هناك علاقة بينه وبين الإصابة بالتلوث الجرثومي أو المعدة، كما وجدوا عند بعض الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي النازف؛ مميزات الشخصية التي تعاني من الوسواس القهري، بالإضافة إلى أن 23% من المرضى الذين يعانون من مرض الكرون مصابون باضطراب الهلع قبل ظهور علامات المرض عليهم.
الجهاز التنفسي
ما يعادل 30% من المصابين بمرض الربو؛ يعانون من اضطراب الاكتئاب والقلق، فينتج عنه ضيق تنفس، فيؤدي تدريجيًا إلى تسارع ظهور نوبات الربو، بالإضافة إلى أن القلق المزمن له علاقة قوية بزيادة حالات الاستشفاء والوفاة، بالإضافة إلى أن الأفراد الذين يعانون من القلق المزمن، التقلبات المزاجية والحساسية الشديدة ناحية النفور والرفض، يكونون أكثر ميلاً لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب.
جهاز الغدد الصم
لوحظ أن المصابين بمتلازمة كوشينغ، والتي تتميز بإنتاج هرمون الكورتيزول بصورة مبالغ فيها؛ مصابون بالكثير من الأمراض النفسية، بدايةً من الاكتئاب الشديد، وحتى مرض الذهان النفسي، فالخلل في الغدة الدرقية يزيد من مضاعفات نشأة الكثير من الأمراض النفسية، أهمها القلق العام، الهلع، رهاب المجتمع، الاكتئاب الكبير، الوسواس القهري، بالإضافة إلى حالات الهوس الخفيف أو الهوس بشكل عام.
الجلد
الأشخاص المصابون بالالتهاب الجلدي العصبي هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاكتئاب والقلق، وهو مرض مزمن يظهر على الجلد ينتج عنه التهابات وحكة شديدة في الجلد فيؤدي ذلك إلى زيادة حدة العلامات والأعراض، وبالنسبة لمرض الصدفية، الذي يصنف بشدته أيضًا، قد ينتج عنه الإجهاد والكرب.
الكآبة واضطرابات النوم
حوالي 80% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من الكثير من المشاكل في النوم، والمتمثلة في صعوبة النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، والأحلام المزعجة والمخيفة، أو الاستيقاظ أثناء ساعات الصباح؛ فقد نجد المريض ينام فترات طويلة قد تصل إلى 17 ساعة، ولكن النوم يكون غير مريح، ومتقطعا، وفي أحيان أخرى، قد يصعب على المريض النوم ويخاف من مطاردته للكوابيس.
على النقيض نجد البعض يخلدون للنوم بصورة غير عادية للهروب من الواقع والبعد عن الحياة ومساوئها، وهناك نوع آخر من المرضى يكثرون النوم في ساعات طويلة من الليل بشكل يزيد على الحد الطبيعي، مما يزيد من نسبة الخمول والنعاس أثناء النهار، وفي الحالتين فالنوم من أكثر الاضطرابات التي تؤثر سلبيًا على المرض بل ويساعد في زيادته تدريجيًا.
الصداع والاكتئاب
يعد الصداع من أكثر العلامات الجسدية المرتبطة بالاكتئاب، فالكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب، في الأغلب ما يعانون من أعراض الصداع، بل وتزداد مخاطر الإصابة به معدل 3 مرات للأفراد المصابين بالاكتئاب والقلق عند المقارنة بالأشخاص الطبيعيين، فإذا استمر الصداع لمدة 15 يومًا أو ما يزيد على شهر، فيطلق عليه “الصداع النصفي المزمن”.
تغيرات في الوزن
هذه المشكلة تختلف كثيرًا من فرد إلى آخر، فالبعض لديهم رغبة شرهة في تناول الأطباق الغذائية، فيزدادون في الوزن ويكتسبون جرامات كثيرة، والآخرون يرفضون تناول الأطعمة، فيكونوا أكثر عرضة للنحافة المبالغ فيها، ومنهم من يلجأ لتناول الأطعمة عندما يكون في حالة نفسية سيئة، فيسبب زيادة الوزن بصورة ملحوظة تصل أحيانًا للسمنة، فالخطر هنا يكمن فيما يتعرض له المصاب من أمراض أخرى بسبب زيادة وزنه بصورة مبالغ فيها.
قرحة المعدة والاكتئاب
في الكثير من الأحيان يكون الاكتئاب نتيجة تعرض الشخص لقرحة في المعدة والأمعاء، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث بسبب القلق والتوتر النفسي، فآلام البطن ترتبط ارتباطًا وثيقًا باضطراب الاكتئاب والقلق.
في هذا المجال أثبتت الكثير من الدراسات وجود نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بالاكتئاب؛ لديهم آلام في كل نواحي البطن، وهذا غير متفق مع تشريح البطن، ولكن الأمراض النفسية تصبح غير متناسقة عند التشريح لهذه الآلام، حيث تكون شكوى عائمة ليست محددة، بالإضافة إلى أن وجع البطن ينتقل من منطقة إلى أخرى.
آلام المفاصل والعضلات
مريض الكآبة قد يشكو في بعض الأحيان من آلام كثيرة في العضلات والمفاصل، وعند الفحص والخضوع للأشعة والتحاليل؛ لا يجد الطبيب أي سبب جسدي، ولكن عند التعرف على التاريخ المرضي، والاطلاع على ملف المريض الطبي، سيلاحظ أن السبب وراء هذه الآلام نفسي.
كما أن التشنج والاكتئاب يسبب أحيانًا تشنجات في عضلات الجسد؛ فيسبب آلاما في المفاصل والظهر وآلاما في العمود الفقري بدايةً من العنق وحتى أسفل منطقة الظهر، بالإضافة إلى أن العديد من الأطباء ينصحون المرضى بعدد من الأدوية المضادة للاكتئاب، للتقليل من الألم والتخفيف من حدته.
اكتئاب الدورة الشهرية
يرجع سبب الاكتئاب أثناء الدورة الشهرية بصورة رئيسية إلى التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها الأنثى خلال هذه الفترة، مما يؤثر على انتظام الدورة عند السيدات، فيشمل تغيرات في نسبة الدم والفترة الزمنية للطمث، فاكتئاب الدورة الشهرية، أو ما يعرف باضطراب انزعاج ما قبل فترة الحيض، يعرف بأنه متلازمة تحدث قبل مجيء الدورة الشهرية بفترة قصيرة من 10 إلى 11 يوما.
حيث تمر الأنثى بأعراض عاطفية وجسدية تؤثر عليها، مما يسبب شعورها بالقلق والاكتئاب واليأس والحزن، بالإضافة إلى رغبتهن الشرهة في تناول الأطباق الغذائية، الانتفاخ، التقلبات المزاجية، الصداع، آلام الثدي، آلام العضلات والمفاصل، صعوبات التركيز ومشاكل عند الخلود في النوم.
الخمول والاكتئاب
الشعور المستمر بالخمول والتعب وعدم المقدرة على فعل شيء؛ مشاعر دائمًا تترافق مع مرضى الاكتئاب، فهذا المرض يتصف بالشعور بالدائم لفقدان الاهتمام والحزن عند القيام بالأنشطة التي يقوم بها في العادة، وهو مقترن أكثر بالعجز عند أداء المهام اليومية على الأقل لمدة أسبوعين، والاكتئاب والخمول يعدان من الأعراض النفسية العصبية التي يصعب تمييزها في الأغلب، فالاكتئاب يسبب تغيرات مزاجية، وتغيرات في التفكير، والسلوك، والراحة الجسدية، أما الخمول هو فقدان الشخص للدافع غير المرتبط بالحزن أو الإحساس بالاكتئاب.
أعراض المرض النفسي الجسدي
في العادة ما تبدأ أعراض الأمراض النفسية الجسدية قبل عمر الثلاثين، وفي بعض الأحيان ما تظهر في مرحلة الطفولة، فمعظم المرضى يشتكون من الكثير من العلامات، ويكون لدى البعض منهم أعراض حادة وشديدة فقط، وفي العادة ما تكون أعراضا محددة مثل:
- شعور الفرد بأحاسيس معينة مثل آلام في الظهر أو البطن، الأطراف، المفاصل أو الأعضاء التناسلية، أو ضيق في التنفس، أو علامات أكثر عمومية مثل الوهن والتعب.
- قد لا يكون لهذه الأعراض أي علاقة بالأسباب الطبية المتعارف عليها، أو أن يكون لها أي علاقة بالحالات الطبية مثل مرض السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها أكبر أهمية من الدرجة المتوقعة.
- قد يكون عرض واحد، أو أعراض متعددة، أو متباينة.
- شدته ليس لها درجة معينة، فقد يكون بسيطا، متوسطا، أو شديدا.
أعراض أخرى
وجبت الإشارة إلى أن الألم من أكثر الأعراض شيوعًا للأمراض النفسية الجسدية، ولكن أيًا كانت العلامات، فستتعرض حتمًا لسلوكيات ومشاعر وفكر مرتبط بتلك العلامات بصورة مبالغ فيها، والتي ينتج عنها مشكلات كبيرة، مما يصعب عليكَ العمل، وقد تشمل هذه الأفكار ما يلي:
- القلق المتواصل بشأن الإصابة بمرض محتمل.
- النظر للمشاعر الجسدية الطبيعية على أنها عرض لمرض جسدي مزمن.
- الخوف والقلق من شدة الأعراض، حتى وإن لم يكن هناك إثبات على ذلك.
- الظن بأن الشعور الجسدي يضر الحياة.
- الإحساس بأن التقييم العلاجي أو الطبي، لم يكن صحيحًا.
- الخوف من كون النشاط الجسدي قد ينتج عنه تلف في الجسم.
- الفحص المستمر للجسم للعثور عن أي أشياء غير طبيعية.
- الزيارات المستمرة والمتكررة للعناية بالصحة، والتي تزيد من سوء حالتك ولا تهدئ من مخاوفك.
- عدم الاستجابة للعلاج الطبي.
- الحساسية الشديدة تجاه التأثيرات الجانبية للعلاج.
- الشعور بآلام بصورة أكبر من الحالة الطبيعية من أي حالة أخرى.
كيف يمكن للفرد تشخيص نفسه بالإصابة بالأمراض النفسية الجسدية؟
طبيب الأسرة هو أول شخص ينبغي اللجوء إليه عند ظهور أي علامات جسمية، فهو سيقوم أولاً بفحص المريض بدقة أو يقوم بإجراء مناقشة، فمن المفيد إذا لم يكن المريض يعاني من مرض جسدي، الذي يمكن من خلاله تشخيص المرض بصورة كافية، لذا فيلجأ الطبيب لإجراء مقابلة شخصية مع معالج نفسي، أو أخصائي في الطب النفسي، أو أخصائي في الطب النفسي الجسمي.
حيث يقوم بإجراء تفسير للمريض عن الأعراض التي تظهر عليه بالتفصيل، وعن ظروفه الحياتية الحالية الذي يمر فيها، وفي الأغلب ما تظهر علامات جسدية غامضة كعرض من الآثار الجانبية للاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب أو القلق، كذلك يتم التأكد مما إذا كانت الأعراض دليلا على مرض نفسي آخر.
علاج الأمراض النفسية الجسدية
تسبب التطور في الطب النفسي الجسدي، الذي يساهم بالمساعدة في استيعاب مركبات نشأة وتطور الكثير من الأمراض، إلى تقديم خطة علاجية مختلفة الأبعاد، وبناءً عليها، يجب اعتبار كل الأمراض بأنها نفسية جسدية، وتنبع هنا أهمية المعالجة المتكاملة، والتي تشمل:
عقاقير ذات تأثير نفساني
المعالجة بالأدوية ذات التأثير النفسي، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، المضادة للقلق والمضادة للذهان، ولكن بجرعات قليلة، وعند الحاجة إليها فقط، ويجب الوضع في الحسبان أنها تساهم في علاج الأعراض فقط.
العلاج السلوكي
العلاج السلوكي مثل الارتجاع البيولوجي، والإرخاء، والتنويم، الذي يمكن للمريض من خلاله اكتساب أدوات وآليات تساهم في التمييز بين حالات القلق والضغط النفسي، وطريقة مواجهته.
العلاج النفسي
العلاج النفسي سواء الفردي أو الجماعي، فقد أثبتت الدراسات فاعليته في علاج الاضطرابات النفسية الجسدية، فهو يساهم في تعليم المريض طريقة التعامل مع أعراضه الجسدية، وممارسة حياته الروتينية بصورة أفضل، فقد يكون من أهم الأهداف المكونة للعلاج:
- تصنيف واستيعاب الأعراض الشخصية بصورة أفضل، وكذلك عمليات تكوينها.
- العثور على طريقة أكثر تأثيرًا للتعامل مع العلامات والأعراض الجسدية، من خلال تغيير المشاعر والتقييمات الذهنية.
- العمل على إجهاد الجسد من جديد ببطء، على الرغم من تواجد العلامات، وحرصه الدائم على استمرار نشاطه.
- التقليل من الإعاقات التي تنتج من العلامات الجسمانية عن طريق الاستراتيجيات المستهدفة مثل التغلب على التدريب والإجهاد، والتيسير الاجتماعي، والتدريب على التركيز.
عوامل خطر الأمراض النفسية الجسدية
تعتبر الأمراض النفسية الجسدية فضلاً عن اضطرابات القلق والاكتئاب، من أكثر الأمراض شيوعًا في دولة ألمانيا، حيث يعاني ما يعادل من 12 شخصا من بين 100 شخص على الأقل بالإصابة بها مرة واحدة في حياتهم، بل وتعادل نسبة النساء المصابة به ضعف نسبة الرجال، وإليكم عوامل خطورة الاضطرابات النفسية الجسدية:
- الشعور بالاكتئاب أو القلق.
- التعافي من حالة طبية أو التعافي من أخرى.
- تعرض الفرد لخطر الإصابة بإحدى الحالات الطبية، مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض.
- المعاناة من صدمة أو عنف أو حياة مجهدة.
- تعرض الفرد لصدمة سابقة مثل التحرش الجنسي في مرحلة الطفولة.
- حصول الفرد على مستويات أدنى من الحالة الاقتصادية والسياسية، ودرجة التعليم الحاصل عليه.
مضاعفات الأمراض النفسية الجسدية
الأمراض النفسية الجسدية ترتبط بعدة مضاعفات أهمها؛ تراجع الصحة العامة، ضعف الجسم، وزيادة نسبة الإقبال على الانتحار نتيجة إصابته بالاكتئاب، وإليكم نوع آخر من المضاعفات:
- صعوبة تأدية المهام اليومية الروتينية، ومن ضمنها اضطرابات شخصية الفرد.
- صعوبة تعامل الفرد مع العلاقات الاجتماعية.
- مشكلات في البطالة أو العمل.
- أمراض عقلية مثل الاكتئاب، القلق واضطرابات الشخصية.
- مشكلات مالية نظرًا لكثرة التردد على الأطباء.
الوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية الجسدية
هناك مجموعة من التدابير الوقائية التي يمكن من خلالها حماية الفرد من التأثير الضار على النفس، نتيجة ظهور أعراض الأمراض النفسية بل والحفاظ على النشاط مستمر:
- ممارسة الحياة اليومية بنشاط وبصورة جيدة، والاهتمام بالدعم الأسري.
- المحافظة على النشاط الجسمي، بالرغم من ظهور العلامات التي تعانون منها، حتى ولو كانت مرتبطة بمعاناة ما، والحرص في البداية على القيام بخطوات صغيرة بحيث يصبح الشخص أكثر نشاطًا تدريجيًا ومع مرور الوقت.
- احرص على المناوبة بين مراحل الاسترخاء والنشاط الجسماني، والذي من المفيد القيام به للاسترخاء بشكل منتظم.
- الاهتمام بمشاركة الآخرين في الحياة الاجتماعية، فغالبًا ما تساعد مخالطة الآخرين في جعل الفرد يتناسى العلامات الجسدية.
- المحافظة بقدر المستطاع على مصادر الطاقة والمواد عن طريق ممارسة الهوايات، مثل المكان الذي تفضله، والشيء الذي يسبب الراحة لك، والأشخاص المقربين إليك.
- البحث عن السلوكيات والأفكار والاستراتيجيات، التي تقلل كثيرًا من أعراض المرض الذي تعاني منه، وعدم الاستسلام للأنماط والأفكار الخاطئة.
- تبادل الأفكار ومشاركتها مع الآخرين، فقد يكون من خلال محادثة مع الأفراد المقربين إليك، أو التواصل مع الآخرين.
- في حال كنت تعاني من مشاكل متعلقة بالقلق أو الاكتئاب، فيجب طلب المساعدة من الأخصائيين على الفور.
- عليكَ التعلم أنه إذا أصبت بنوبة توتر، قم وبانتظام بممارسة أساليب الاسترخاء والإجهاد.
- إذا ظننت بأنك تعاني من أي اضطرابات جسدية نفسية، فاسع للحصول على العلاج مبكرًا.
- عليكَ الالتزام بخطة العلاج، حيث تساعدك في منع حدوث انتكاسات أو تفاقم المشكلة أكثر.
الأمراض النفسية الجسدية سببها قد يكون وراثيا، أو عاطفيا أو سلوكيا، فأعراضه تظهر في شكل أعراض عضوية مثل الشعور المستمر بالتعب، أو الوهن، وأعراض نفسية مثل التوتر، القلق والاكتئاب، وخطورته تتمثل في مضاعفاته، فقد تصل في أصعب الحالات إلى الاكتئاب، وحتى الميول الانتحارية.