من الموضوعات الشائكة في كتب تربية الأطفال هذا الموضوع: متى يدخل الطفل الحضانة؟، فهناك تربويون يرون أن السن المناسبة هي التي يستطيع فيها الطفل الكلام والتعبير عن حاجاته، ويقدرونها بثلاث أو أربع سنوات تقريبًا، وهناك آخرون يرون عكس ذلك، إذ إن دخول الحضانة سيساعد الطفل علي اكتساب مفردات لغوية جديدة، لذا لايربطون الدخول بسن معينة.. وهناك من يرى أن الدخول مرتبط بقدرات الفرد ومهاراته دون النظر إلى عامل السن من الأساس.
وكشفت الدراسات الحديثة عن أن الحضانة تؤثر سلبًا في الطفل الأقل من ثلاث سنوات، إذ إن 85% من الأطفال عاد عليهم الأمر بمشاكل سلوكية كالعدوانية، لشعوره بأن أمه لا تحبه وتذهب به لهذا المكان حتى يتركها ويعيش في هذا السجن.
ورغم البهجة التى تقدمها الحضانات، من لعب وترفيه، فأن الطفل في عمر 6 شهور إلى سنتين لا يستوعب ذلك، فهو يحتاج إلى وجود أمه أكثر بكثير مما يحتاج إلى الحضانة واللعب.
وهناك أمهات تقول: “تحسن طفلي وتأقلم على الحضانة وهو في عمر السنة والنصف”، فهنا لا يجب التعميم، لأن الاختلافات الفردية تلعب دورًا مهمًا في قدرة كل طفل على التأقلم، فمنهم من يعتاد على الحضانة خلال يومين، وقد يحتاج غيره إلى عدة أسابيع للتأقلم.
وكشف دراسات أجنبية عن أن الأطفال الذين دخلوا رياض الأطفال في سن أصغر، حصلوا على درجات أعلى (مقدرة) في رياض الأطفال في اختبار ثانوى لتدريس الكلمات، لكنه حصل على تقديرات أقل من معلمي رياض الأطفال على مقاييس اللغة والقراءة والكتابة والتفكير الرياضي.
وعلاوة على ذلك، أظهر الأطفال الذين دخلوا رياض الأطفال في الأعمار الأكبر زيادات أكبر مع مرور الوقت في اختبارات فرعية مثل التعرف على الأحرف والخطابات التطبيقية والذاكرة للجمل والمفردات وتفوق الأطفال الذين بدؤوا رياض الأطفال في سن أصغر في الاختبارات الفرعية في الصف الثالث، كما ثبت أن عمر الدخول لا علاقة له بالأداء الاجتماعي.
وهناك اتجاه يرفض إرسال الطفل إلى الحضانة قبل عيد ميلاده الثالث، ويرى أن وجود الأم خلال هذه السنوات الثلاث حتمى للطفل، فمن المعارضين لإرسال الطفل لدار الحضانة قبل بلوغه ثلاثة أعوام يرون أنه لا عذر للأم في إهمال رعاية طفلها بحجة تحسين وتأمين الحياة، فهى ببقائها بالبيت مع صغيرها تؤمن لنفسها وللمجتمع إنسانًا سويًا، وتلبى نداء فطرتها وواجبها الرئيسى في الحياة، أما من فقدت العائل ولم تجد قوتها وقوت أولادها، فهذه فقط من يحق لها البحث عن عمل.
إليكم العديد من الإجراءات التى يجب أن تتخذها الأم قبل دخول الطفل إلى الحضانة:
* التحضير لدخول الحضانة: يعهد الوالدان بالأطفال إلى أشخاص آخرين غير الوالدين مما يسهل عملية الانفصال وتركه في الحضانة.
* طمأنة الطفل قبل الدخول الى الحضانة، وأن تشرح الام للطفل أنها سوف تذهب الى العمل، وأنه يوجد أشخاص طيبون يهتمون به.
* عند شعورك بأنه مهتم ويلعب ويشعر بالراحة النفسية إلى حد كبير أخبريه أنكى سوف تذهبين 5 دقائق في مشوار وسوف تأتين، وبالفعل نفذى وعدك له وعودى إليه بعد 5 دقائق حتى تزول من تفكيره فكرة «ماما أتت بى إلى هنا وتركتنى وحيدا ولن تعود إلى مرة أخرى».
* يجب مرافقة الطفل خلال الأيام الأولى لدخول الحضانة، حتى يندمج ويعتاد المكان الجديد ، فقد يستغرق اندماج الطفل نحو أسبوعين، ومن الرائع ان احد الوالدين يرافقه ويشاركه لحظة مميزة.
* على الأب أو الأم العودة في مواعيدهم المحدد الى الحضانة لأخذ الطفل، فهذا بالنسبة للطفل أمرا مهما، وهذا يعطيه الثقة في والده ووالدته ويسهل لحظات الوداع الصباحية.
* في الفترة الأولى لا تتركى الطفل يقضى وقتًا طويلًا بل اذهبى لتأخذيه في نصف الوقت ممكن بعد 3 ساعات وابدئى بشكل تدريجى أن تزودى هذه الفترة شيئًا فشيئًا.
* اتبع نظاما ثابتا في ذهاب وعودة الطفل إلى الحضانة.