حينما سألوه: «مَن يملك براءة اختراع لقاح شلل الأطفال؟» أجاب: «لا أحد؛ هل يُمكنكم استخراج براءة اختراع للشمس؟».. إنه جوناس سولك، مُكتشف لقاح شلل الأطفال، العالِم الذي نشر الأمن في العالَم، بعد أن توصل لعلاج فعال لهذا المرض، الذي أثار فزعًا في العالم يعادل فزع القنبلة الذرية.
جوناس سولك ونشأة في نيويورك
ولد في أكتوبر 1914 في نيويورك، التحق بكلية الطب بجامعة نيويورك، وبعد حصوله على شهادته الطبية، بدأ تدريبًا داخليًا كطبيب في أحد المستشفيات، ثم حصل على زمالة في جامعة ميتشيجان.
شلل الأطفال في أمريكا
كان شلل الأطفال من أكثر مشكلات الصحة العامة إثارة للخوف في العالم حتى عام 1955،، ففي الولايات المتحدة الأمريكية كانت الأوبئة السنوية مدمرة بشكل متزايد، وكان وباء 1952 أسوأ وباء، وتوفيت أعداد كبيرة جراء هذا المرض اللعين، وكان معظم ضحاياه من الأطفال، لذلك كان العلماء في سباق شديد لإيجاد طريقة لمنع أو علاج المرض.
تجاربه مع القرود
في أواخر الأربعينيات، حاول تطبيق أبحاثه على القرود، وفشل في أول تجاربه، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن اكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط في الفم وليس حقناً.
بداية ظهور اللقاح
في عام 1948، أجرى سولك بمعاونة «ألبرت سابين» تجارب لاختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الاكتشافات الطبية في تاريخ الطب، وكان هذا عبر مشروع ممول من المؤسسة الوطنية لشلل الأطفال، وتعاون معه فريق بحثي ماهر، لمدة سبع سنوات.
ووفقًا للمؤرخ الشهير أونيل، فإن التجربة الميدانية التي تم إعدادها لاختبار اللقاح كانت «البرنامج الأكثر تفصيلًا من نوعه في التاريخ، حيث شارك فيه 20 ألف طبيب ومسئول عن الصحة العامة و64000 موظف في المدارس و 220،000 متطوع»، وعندما تم الإعلان عن أخبار نجاح اللقاح في 12 أبريل 1955، تم الترحيب بسالك باعتباره «عاملاً معجزة» وأصبح اليوم تقريبًا عطلة وطنية في كثير من أنحاء العالم.
حملات سولك
دشن سولك حملة للتطعيم الإلزامي، مدعيًا أن الصحة العامة يجب أن تعتبر «التزامًا معنويًا». كان تركيزه الوحيد هو تطوير لقاح آمن وفعال في أسرع وقت ممكن، مع عدم الاهتمام بالربح الشخصي.