توهم المرض والخوف من الإصابة بالأمراض الخطيرة يؤثر على الإنسان بشكل كبير، أسباب توهم المرض والشعور بالخوف والقلق طوال الوقت تختلف من إنسان لآخر، ولكن على الرغم من هذا الاختلاف إلا أن الأعراض والعواقب تكون واحدة، وفي حالة إن لم يبدأ الإنسان بمرحلة العلاج النفسي، فمن المؤكد أنه سيعاني طيلة حياته، وكي يتمكن من بدء العلاج الصحيح؛ عليه أن يتعرف على سبب إصابته بهذا الاضطراب.
تعريف توهم المرض
حينما ترى شخصًا يخشى على صحته بشكلٍ زائد عن الحد ودائم التردد على الأطباء على الرغم من كونه يتمتع بصحة جيدة، فتأكد أنه يعاني من التوهم المرضي الذي يعرف بأنه أحد الأمراض النفسية التي تؤثر على حياة الإنسان، وتجعله غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي مثل أي شخص آخر، وذلك بسبب تأثير فوبيا المرض عليه وعدم قدرته على التعامل مع المحيطين به وشعوره الدائم أنه سيتعرض للإصابة بمرض خطير سيؤدي إلى وفاته.
أسباب توهم المرض
إصابة الإنسان بالتوهم المرضي أمر لا يكون وليدًا للصدفة، بل إنه يحدث بسبب وجود عدة أسباب تختلف من فرد لآخر، وعقب تحديد السبب الذي أدى للإصابة، يمكن البدء بتحديد خطة العلاج، كي يستعيد الفرد حالته النفسية، ومن أبرز الأسباب التي وضعها الأطباء النفسيين:-
وفاة أحد ذويه
من أسباب توهم المرض الشائعة التي تؤدي إلى أن يصاب الفرد بهذا المرض النفسي، هي أن يكون قد شاهد أحد ذويه وهو يتعرض للوفاة وتنتهي حياته بسبب مرض ما لم يكن من السهل علاجه، فهنا يبدأ شعور القلق ينتابه ويجد نفسه خائفًا على صحته ويظن أنه قد يتعرض هو الآخر للإصابة بنفس المرض، وبذلك تبدأ أعراض التوهم المرضي بالظهور عليه.
رعاية أحد المرضى
من الممكن أن يكون سبب نشأة هذا المرض، هو القيام برعاية أحد المصابين بمرضٍ خطير، فحينما يشاهده الشخص يعاني طوال الوقت وغير قادر على استعادة صحته، يشعر هو الآخر بالقلق، ويظن أنه من الممكن أن يصاب بهذا المرض بالمستقبل ولن يتمكن من التعافي، مما يؤدي إلى ظهور جميع أعراض التوهم المرضي عليه ويبدأ بالأخذ بكافة التدابير والتوجه للأطباء بصفة مستمرة.
تعرض أحد أفراد العائلة لمرض خطير
قد يعاصر أحد أفراد عائلته وهو يعاني من مرضٍ خطير بسبب العدوى أو لأي سبب آخر، وهنا يبدأ شعور الخوف يخيم عليه ويعتقد أنه سيصاب بهذا المرض بسبب العامل الوراثي، وبذلك تظهر عليه جميع أعراض التوهم المرضي.
الاكتئاب
إصابة الفرد بمرض الاكتئاب من الأسباب الشائعة التي تؤدي للإصابة بالتوهم المرضي، فمن خلال تلك المرحلة يكون الفرد غير متزن نفسيًا ويكون لديه شكوك كثيرة في كل شيء يحدث من حوله، وحينما تظهر عليه أعراض أي مرض، يظن أنه سيصاب بمرض خطير وسيعاني معه، وهذا الخوف سيؤدي إلى رفع فرصة الإصابة بالتوهم المرضي.
ظهور وباء عالمي
حينما يتفشى وباء عالمي، ويصاب به الكثير من الأشخاص ويتسبب بوفاتهم، فهذا سبب واضح لإصابة الكثيرين بالتوهم المرضي، فعندما يشاهد هذا الوباء يقضي على حياة الكثير من البشر، يبدأ شعور القلق والخوف يسيطر عليه ويبادر باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بشكل مبالغ فيه، وحتى إن تمت السيطرة على الوباء وظهور عقاقير له، إلا أن الفرد المصاب بالتوهم المرضي سيظل قلقا بشأن الإصابة بأي مرضٍ آخر.
القراءة عن الأمراض
كثرة القراءة عن الأمراض وأبرز الأعراض المتعلقة بها، من الأسباب الشائعة لإصابة الأفراد بالتوهم المرضي، فحينما يقرأ الفرد عن الأمراض الخطيرة ويتعرف على أعراضها، يبدأ بمطابقة تلك الأعراض عليه، ويظن أنه سيصاب بتلك الأمراض لا محالة، وهنا تظهر عليه أعراض التوهم المرضي كاملة.
مشاهدة حالة ميؤوس منها
من أسباب توهم المرض الأكثر شيوعًا بين الأفراد، ألا وهي مشاهدة حالة ميؤوس منها سواء كان من أحد المقربين أو أحد الأصدقاء، ومن الممكن أن تكون حالة قد شوهدت عبر شبكة الإنترنت، فهنا يعتقد الفرد أنه من الممكن أن يصاب هو الآخر بنفس المرض وتنتهي حياته بتلك المعاناة، ومن الممكن أن يتسبب هذا الأمر بزيادة فرص إصابة الفرد بالاكتئاب.
المعاناة مع مرض بالماضي
الإصابة بمرض خطير في مرحلة الصغر وقضاء الكثير من الوقت بمرحلة العلاج، من الأمور التي تظل عالقة في ذهن الشخص، ومن الصعب أن يتناسى كم المعاناة التي كان يعانيها في رحلة العلاج، وهذا ما يجعله قلقًا طوال الوقت بشأن تعرضه للإصابة بنفس المرض مرة أخرى، أو الإصابة بمرضٍ آخر يجعله يعود لنقطة الصفر، وهذا ما يقوده إلى التوهم المرضي والقلق المستمر.
عواقب التوهم المرضي
إذا لم يتمكن الشخص من التخلص من التوهم المرضي، فهناك عواقب وخيمة ستكون بانتظاره وتؤثر على حياته، وتجعله غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي، ومن أبرز العواقب التي حددها الأطباء هي:-
تأثر العلاقات الاجتماعية
من أبرز العواقب التي تحدث للشخص حينما يصاب بالتوهم المرضي، هي تأثر علاقاته الاجتماعية بجميع المقربين منه، فخشيته من الإصابة بالأمراض؛ تجعله يبتعد عن كافة المحيطين به ولا يحاول الاختلاط بهم أو مصافحتهم باليد، وهذا ما قد يثير إزعاجهم ويبدؤون هم الآخرون بالابتعاد عنه، وبذلك يخسر الفرد الكثير من أصدقائه والمقربين منه.
مشكلات مالية
الفرد المصاب بالتوهم المرضي ينفق الكثير من أمواله في سبيل التوجه إلى الأطباء بصفة مستمرة وإجراء الفحوصات والحصول على العقاقير والأدوية حتى وإن كان سليمًا وبصحة جيدة، ولكن هذا الأمر سيؤثر عليه بشكلٍ كبير ويجعله يتعرض لمشكلات مالية بسبب كثرة الأموال التي ينفقها أثناء التوجه للأطباء.
مشكلات في العمل
سيكون قليل الإنتاج ولن يتمكن من بذل أي جهود أو الاختلاط بالموظفين المحيطين به في العمل، وهذا ما قد يؤثر على عمله وعلى حظوظه أيضًا في البقاء بالعمل، كما أن أدواره ستكون أقل من أدواء كافة زملائه، وهذا ما قد يتسبب بخسارة العمل بالكامل.
الإصابة بأمراض نفسية
الإصابة بالتوهم المرضي عادة ما ترتبط بالإصابة بأمراض نفسية أخرى، فحينما يكون الفرد مصابا بالقلق والخوف طوال الوقت ويحاول الابتعاد عن جميع المحيطين به، فهذا الأمر يؤدي إلى أن يكون وحيدًا، وتلك الوحدة ستجعله يدخل في نوبة اكتئاب حاد، أو الإصابة بمرض نفسي آخر، والحل هنا هو التوجه إلى طبيب متخصص من أجل التعافي السريع.
ختامًا كانت هذه هي أبرز أسباب توهم المرض التي تتسبب بالإصابة بالمرض النفسي، فإن كانت تلك الأسباب قد حدثت لك بالفعل، فعليك أن تبادر سريعًا بالتوجه إلى طبيب نفسي وابدأ معه رحلة العلاج كي تتمكن من ممارسة حياتك بشكل طبيعي وتكون بصحة نفسية أفضل مما أنت عليها الآن.