ما هي مسببات فقدان الذاكرة لثواني؟ ومن الفئات الأكثر عرضة للتعرض لتلك الحالة؟ وكيف يمكن التخلص منها؟ كلها أسئلة تشغل اهتمام الكثيرين ممن مروا بواحدة من هذه التجارب المزعجة بدرجاتها المتفاوتة؛ حيث يفقد الشخص انتباهه وتركيزه للحظات قليلة ينسى فيها كل ما يدور من حوله؛ لذا سنحاول تقديم إجابات وافية عنها في سطورنا التالية.
فقدان الذاكرة لثواني transient global amnesia
يُطلق عليه أيضًا فقد الذاكرة الشامل العابر؛ وهو حالة من الخلل العقلي المؤقت ينتج عنه فقد الذاكرة لفترة زمنية قصيرة بشكل مفاجئ دون ارتباط بالسن أو الجنس، ينسي فيه الشخص بعض التفاصيل لفترة زمنية قصيرة جدًا لا تتعدى الثواني القليلة مع احتفاظه بهويته وبياناته الشخصية؛ ليتم استعادة الذاكرة بعدها بالتدريج، ولكن مع تكرار تلك المشكلة أو زيادة مدة ذلك الفقد تظهر بعض المخاوف والقلق من تداعيات تلك المشكلة على حياة الشخص.
أسباب فقدان الذاكرة لثواني
للإصابة بذلك الاضطراب النفسي العديد من العوامل العضوية، والنفسية، والبيئية أيضًا؛ والتي تختلف على أساسها الأعراض المصاحبة لفقد الذاكرة وحدتها، خاصةً إذا اجتمع أكثر من سبب واحد عند الشخص المصاب، ومن أبرز تلك الأسباب:
الشيخوخة والتقدم بالعمر
كعرض من أعراض التقدم بالسن والإصابة بعدد من الأمراض المزمنة؛ مثل اضطراب ضغط الدم، أو الخرف، حيث يمثل فقدان الذاكرة لثواني ولمرات متعددة واحد من أبرز أعراض إصابة الشخص بالخرف؛ فهو أكثر انتشارًا بين الفئة العمرية الأكبر من 50 عاما، ونادرًا ما تصيب الفئات العمرية الأقل.
تعرض الرأس لصدمة عنيفة
كثيرًا ما ينتج فقدان الذاكرة اللحظي أو المؤقت عن إصابة الرأس في حادث ما؛ مثل حوادث السير، أو إصابات الرياضات العنيفة، مما يتسبب في حدوث بعض اضطرابات وظائف الدماغ يُفقدها القدرة على تذكر بعض التفاصيل الهامة؛ كما يمكن أن ينتج عنها الاحتقان الوريدي والذي يعيق مرور الدم بشكل طبيعي واضطراب الدورة الدموية بالجسم.
الإصابة بالسكتة الدماغية
هي من الحالات الخطيرة التي ينتج عنها الكثير من المضاعفات الخطيرة على الصحة العامة للجسم وعلى صحة الدماغ والذاكرة بشكل خاص؛ نتيجة لعدم وصول كمية كافية من الدم المحمل بالأكسجين، والمغذيات الضرورية إلى خلايا الدماغ لتقوم بوظائفها الحيوية، وعادةً ما تنتج السكتة الدماغية عن التعرض لأزمة قلبية أو تسمم الجسم بمركب أول أكسيد الكربون.
واحد من الآثار الجانبية لبعض الأدوية
خاصةً تلك الأدوية والعقاقير الطبية المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية المختلفة؛ مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، والأدوية المهدئة؛ لذا كان من الضروري عدم استخدام تلك الأنواع وغيرها من الأدوية إلا تحت إشراف طبي مباشر لاختيار النوع المناسب منها، والجرعة المطلوبة دون التعرض لأي مخاطر صحية، أو مضاعفات خطيرة مثل: فقدان الذاكرة لثواني، أو بشكل دائم.
الاضطرابات النفسية والإجهاد العصبي
على رأسها الإصابة بمرض الاكتئاب الحاد، أو التعرض للضغوط اليومية الشديدة، والتي ينتج عنها حالة من التوتر، والقلق المسببة لحالة من فقد الذاكرة اللحظي بشكل متكرر مع تشتت الانتباه وفقد التركيز، وكذلك التعرض لصدمة نفسية، أو عاطفية شديدة مثل التعرض لكارثة ما.
تعاطي المخدرات والإفراط في التدخين
حيث تنخفض نسبة الأكسجين الواصل إلى خلايا الدماغ نتيجة لتضرر الرئتين والإصابة بضائقة تنفسية، كما تدخل الكثير من السموم والملوثات إلى الجسم، مما يُضعف الجهاز المناعي بالجسم ويجعله عرضة للكثير من أوجه الخلل والاضطراب المؤدي لفقد الذاكرة قصير المدى؛ بالإضافة إلى الإصابة بمتلازمة فرنيكيه كورساكوف، والناتجة عن نقص معدل الثيامين بالجسم.
الإرهاق والإجهاد البدني
هذا الإرهاق المتزامن مع الإصابة باضطرابات النوم والأرق، وممارسة مجهود بدني عنيف ومرهق، مع افتقاد الجسم للعناصر الغذائية الهامة؛ حيث يؤدي فقد الجسم لكميات كبيرة من الفيتامينات الهامة مثل فيتامين B12 وأحماض الأوميجا 3 الهامة لصحة الجهاز العصبي، وخلايا الدماغ إلى الإصابة بخلل وظائف الجهاز العصبي والتحكم في الذاكرة.
علاج فقدان الذاكرة لثواني
الخطوة الأولى للتغلب على تلك المشكلة المزعجة هي الوقوف على الأسباب الرئيسية التي تنتج عنها، وذلك في ضوء الفحوصات والاختبارات الطبية والجلسات النفسية والتي يصفها الطبيب المختص؛ وبشكل عام فإن أغلب سبل التخلص من تلك المشكلة تدور حول التخفيف من أعراضها، ووضع استراتيجيات لتقوية الذاكرة مع العمل على تقديم الدعم، والتضامن النفسي، والعاطفي للمصاب لتعزيز حالته النفسية، ورفع قدرته على التأقلم مع تلك المشكلة.
ومن أبرز الفحوصات المستخدمة في تشخيص فقدان الذاكرة اللحظي:
- أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) لخلايا الدماغ والجهاز العصبي.
- التصوير بالأشعة المقطعية (CT).
- الاختبارات المعملية لفحص الدم للكشف عن وجود أي جلطات.
- تخطيط كهربية الدماغ للكشف عن وجود أي اختلاجات (EEG).
مضاعفات تكرار فقدان الذاكرة لثواني
مع تكرار تلك العملية يجب الإسراع للجوء إلى الطبيب للتعامل بالشكل المناسب، والمبكر معها قبل الدخول في بعض المضاعفات التي تؤثر على قدرة الشخص على مزاولة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي؛ وقد تصل إلى الفقدان الدائم، والكامل للذاكرة أو الإصابة بالزهايمر في بعض الحالات؛ بالإضافة إلى ظهور بعض أنواع الهلاوس السمعية أو البصرية، مع الانتباه لظهور أي أعراض خطيرة أثناء نوبات فقد الذاكرة لثواني مثل؛ صعوبة النطق، أو عدم القدرة على تحريك الأطراف، والتي قد تدل على إصابة الدماغ بضرر معين.
نصائح للتخفيف من هذا الاضطراب المزعج
البعد عن الضغوط النفسية والإثارة العصبية قدر الإمكان وممارسة قدر من التمارين الرياضية المناسبة؛ والتي تعمل على المزيد من الصفاء الذهني، والهدوء النفسي من أهم سبل التخفيف من حدة فقدان الذاكرة لثواني؛ بالإضافة إلى:
- الحصول على قدر من الراحة والاسترخاء والنوم بما لا يقل عن 8 ساعات يوميًا.
- اتباع نظام صحي متكامل غني بالعناصر الغذائية الهامة لقيام أجهزة الجسم بوظائفها بكفاءة أكبر.
- يجب الإقلاع الفوري عن التدخين والكحوليات.
في ختام حديثنا التفصيلي عن واحد من الاضطرابات المثيرة للحيرة والقلق في نفس الوقت؛ فإن المظاهر الأولية للإصابة فقدان الذاكرة لثواني هو تشتت الانتباه، والانتقال المفاجئ من حالة الوعي الكامل إلى حالة من التشويش؛ وقتها قد يحتاج المصاب لبعض الدعم والملاحظة من المحيطين به لطلب الاستشارة الطبية إذا لزم الأمر.