ظهرت شجرة الحب في ألمانيا، قبل ابتكار طرق التعارف المعتادة بين الشباب والفتيات، وقبل تصميم تطبيقات إلكترونية للمواعدة كذلك، حيث شهدت استقبال آلاف الرسائل الرومانسية، وتتسببت في زواج مئات البشر، لتصبح المزار السياحي المعروف هناك باسم “the Bridegroom’s Oak”.
رحلة لشجرة الحب
انطلق ساعي البريد العجوز، صاحب الزي الأصفر اللامع، بداخل إحدى غابات بلدة أويتين شمال ألمانيا، قبل أن يستعين بسلم صغير ليصعد مسافة 3 أمتار، ويصبح مستعدا لوضع رسالة مطوية بداخل شجرة الحب الشهيرة هناك، والتي يعود تاريخها إلى نحو 500 عام.
يحكي الرجل السبعيني، كارل هينز مارتينيز، والذي قام بتوصيل رسائل مكتوبة بخط اليد إلى تلك الشجرة على مدار ربع قرن، عن رحلاته شبه اليومية، والتي ساعدت في إقامة أكثر من 100 علاقة زواج ناجح، قائلا: “تكتب كل فتاة عن مواصفات الرجل الذي ترغب في الزواج منه في رسالة، توضع بداخل الشجرة قبل استلامها لاحقا من رجل، ربما يكون هو الزوج المنتظر”.
تشدد قوانين التعامل مع الشجرة الرومانسية، على كل شخص يقرأ رسالة ولا يجد فيها ما يتناسب معه، بأن يعيد الرسالة كما هي إلى داخل الشجرة، حتى يتسنى لشخص آخر الاطلاع عليها.
يشير مارتينيز إلى أنه لم يتخيل أنه سيصبح أحد المستفيدين من تلك الشجرة، إلا أن هذا ما حدث بالفعل منذ أكثر من 20 سنة، عندما وجد رسالة كتبتها سيدة تدعى رينيت، أوضحت خلالها إعجابها بساعي البريد المتأنق، ما تكلل لاحقا بزواج مارتينيز ورينيت، في علاقة ناجحة ومستمرة حتى الآن.
شاهد أيضا: صلاة الاستخارة
تاريخ الشجرة
تعود قصة شجرة الحب الألمانية، إلى نهايات القرن التاسع عشر، وتحديدا في عام 1890، عندما وقعت فتاة شابة تدعى مينا، في حب رجل يدعى ويليام، حيث وجدت الفتاة ممانعة شديدة من والدها، ما أجبرها على التواصل مع حبيبها عبر رسائل مكتوبة، يقوم كل منهما بتركها بداخل الثقب الصغير بالشجرة العتيقة.
ظلت علاقة ويليام بمينا سرية لمدة عام كامل، حتى اقتنع الأب أخيرا بشخص الشاب الطموح، ليتزوج من حبيبته، ويعقدا مراسم زفافهما أسفل أغصان الشجرة، في منتصف عام 1891.
انتشرت قصة الحبيبين سريعا في أنحاء ألمانيا، فيما حفزت تلك النهاية السعيدة الكثير من الفتيات على وضع الرسائل بداخل الشجرة الرومانسية، أملا في إيجاد فارس الأحلام المنتظر.
اليوم، صارت شجرة الحب، والمعروفة باسم “the Bridegroom’s Oak”، مزارا سياحيا شهيرا ببلدة أويتين الألمانية، طالما استقبلت رسائل الحب، وصارت شاهدة على المئات من علاقات الزواج الناجحة هناك.