امرأة عادية من ولاية أوهايو، شاءت الصدفة أن يكتب اسمها في التاريخ بأحرف من نور، عندما تم ترشيحها بصورة ساخرة لمنصب مهم بالولايات المتحدة، قبل أن تتحقق المفجأة المدوية، وتصبح سوزانا مادورا سالتر أول سيدة تصل لمنصب رئاسة بلدية أمريكية في التاريخ، ومن دون علمها.
بدايات عادية ونهايات مذهلة
تخيل أنه تم ترشيحك لمنصب مهم دون أن تعلم، قبل أن تدرك أن ذلك هو جزء من خطة شيطانية للسخرية منك ومن أبناء جنسك، الآن تخيل أن السحر قد انقلب على الساحر لتفوز بهذا المنصب، هذا حتما ما شعرت به سوزانا مادورا سالتر، منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان.
البداية التقليدية لسوزانا لم تدل على النهايات الرائعة لتلك السيدة المولودة بولاية أوهايو الأمريكية في عام 1860، حيث انتقلت في عمر صغير لولاية كنساس مع أسرتها، قبل أن تدرس الزراعة في جامعة الولاية، إلا أن نجاحها الدراسي لم يكتمل مع إصابتها بالمرض واضطرارها لمغادرة الجامعة قبل التخرج بنحو 6 أسابيع فقط.
تزوجت سوزانا في عمر الـ20، حيث أنجبت 9 أطفال، فيما عملت كمسؤولة باتحاد الاعتدال النسائي بالولاية، قبل أن يحل عام 1887 بما حمل من أحداث تاريخية، ليس بالنسبة لسوزانا فقط، بل لسيدات الولايات المتحدة كافة.
السحر ينقلب على الساحر
شهد عام 1887 إتاحة الفرصة للمرة الأولى للنساء، من أجل انتخاب مسؤولي البلديات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث زاد الأمر عن حده بالنسبة لنخبة من رجال ولاية كنساس، مع إعلان إمكانية ترشح المرأة في تلك الانتخابات لعضوية بلدية أرجونيا التابعة لكنساس.
أراد هؤلاء الرجال الكشف عن غضبهم من تلك القرارات ببعض من السخرية، حيث لم يكتفوا بوضع أسماء عدد من نساء اتحاد الاعتدال بالولاية، كمرشحات لمناصب عادية ببلدية أرجونيا، بل وضعوا اسم سوزانا سالتر كمشرحة لمنصب رئاسة البلدية، ظنا بأن عدم اختيار رجال الولاية لسيدة مرشحة لهذا المنصب، يعد كافيا من أجل خسارتها، ومن ثم سيؤدي ذلك لتجنب النساء لاحقا لإهانة الترشح والخسارة، إلا أن الأمور لم تسير كما كان مخطط لها.
ساند اتحاد الاعتدال الخاص بسوزانا، مرشحته التي كانت تجهل كل ما حدث حتى يوم الانتخاب، حينما فوجئت بزيارة عدد من رجال الحزب الجمهوري المحلي لمنزلها، للاستفسار عن قرارها في حال فوزها بمنصب رئاسة بلدية أرجونيا، لترد سوزانا برغبتها في استكمال المهمة دون شك في تلك الحالة، ما شجع الجزب الجمهوري وبالطبع اتحاد الاعتدال النسائي على انتخاب عضوته الدؤوبة، استنكارا لسخرية البعض من شرعية الانتخابات من ناحية، وكذلك دعما لحماس سوزانا الواضح.
تحققت المفاجأة المدوية، وحصلت سوزانا على أكثر من 60% من أصوات بلدية أرجونيا الأمريكية، لتصبح سوزانا مادورا سالتر أول سيدة تصل لمنصب رئاسة بلدية أمريكية في التاريخ، والفضل يعود إلى مقلب ساخر انقلب على منفذيه.