هل حدث لك أن رأيت طرازا منتشرا من السيارات لأول مرة، فلاحظت تكرار وقوعه أمام عينك فيما بعد؟ أو علمت بأمر معلومة ما، ففوجئت بكثرة ظهورها لاحقا في مرات أخرى؟ هذا ما يطلق عليه العلماء وهم التكرار، وإليك تفسيره.
ظاهرة وهم التكرار
“وهم التكرار” هو مصطلح علمي أطلق على ظاهرة يشعر بها البشر جميعا على مدار حياتهم، حينما يدركوا معلومة جديدة، أو يشاهدوا شيئا ما للمرة الأولى، فيفاجئوا بانتشاره لاحقا طوال الوقت، ما يخلق التساؤلات بشأن كيفية حدوث هذا الانتشار المفاجئ.
في البداية يعرف وهم التكرار أيضا باسم “Baader-Meinhoff”، وهو الاسم الذي تعود قصته لشخص ألماني أدرك لأول مرة من خلال الصحف بوجود جماعة يسارية في ألمانيا الغربية، تحمل الاسم Baader-Meinhoff، حيث أشار إلى أنه لاحظ انتشار تلك الجماعة بوضوح في كل مكان فيما بعد، ما أعطى لظاهرة وهم التكرار هذا الاسم، ولكن ما التفسير وراء حدوثه؟.
التفسير العلمي
يرى الخبراء أن وهم التكرار ينتاب المرء بسبب أمرين، وهما الانتباه الانتقائي، والتحيز المؤكد، حيث يعرف الانتباه الانتقائي بأنه ذلك الأسلوب المتبع من قبل العقل، والذي يساعده على التنبه عند مشاهدة شئ ما يعرفه من قبل، أو عند قراءة معلومة يدركها من الأصل، ما يجعلنا ننتبه لوهلة عند ملاحظة أمر ما قرأنا عنه أو شاهدناه لأول مرة في وقت قريب.
أما عن سر الانتباه المفاجئ لتلك الأشياء التي أدركنا وجودها حديثا، فتفسيرها يتمثل في التحيز المؤكد، الذي يجعل الشخص أكثر قدرة على تذكر المعلومات المهمة بالنسبة له، لذا فمع ظهورها المفاجئ من جديد فإنه يشعر بتكرارها بغرابة.
يشير خبراء علم النفس إلى أن الإحساس بتكرار مشاهدة سيارة من طراز ما فجأة، أو معلومة ما قرأت عنها، لا يعني بأن تلك السيارة أو هذه المعلومة قد انتشرت بشكل مفاجئ، لأنها كانت دون شك موجودة من قبل ويعلم بأمرها الكثير من البشر، فقط كان المرء يجهلها لذا فيلاحظ بقوة تكرار ظهورها أمام عينيه في كل مرة، هذا هو وهم التكرار.