دراسة حديثة تجد علاقة مثيرة بين القدرة على قيادة السيارات، وبين درجة المعاناة من الوحدة والأزمات النفسية مع التقدم في العمر، فما سر تلك العلاقة؟.
القيادة والوحدة
في وقت تعتبر فيه قيادة السيارة وسيلة للتنقل والسفر وإتمام مهام العمل أحيانا، جاءت دراسة أيرلندية حديثة لتكشف عن دور آخر لها، يتمثل في حماية البشر وتحديدا كبار السن منهم، من خطر التعرض لأزمات نفسية أو لمشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية السلبية.
أوضحت الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة دبلن، في جمهورية أيرلندا، أن حوالي 88% من البالغين فوق الـ50 سنة يستخدموا السيارات للتنقل من مكان لآخر، لذا فمع قدرة النسبة الأغلب منهم على القيادة، تزداد فرصهم في الذهاب من مكان لآخر بحرية تامة، دون التقيد بفرد من الأسرة أو ما شابهه، ما يعني تحسن الحالة النفسية مع الاحساس بالاستقلالية التامة.
تشير الدراسة على الجانب الآخر، إلى التأثير السلبي الذي ينتاب غير القادرين على القيادة مع التقدم في العمر، حيث يواجهوا أعراض اكتئابية، مشاعر الوحدة، تراجع في عدد العلاقات الاجتماعية، وهي كلها أعراض سلبية ربما تنبه إلى أهمية القدرة على قيادة السيارة مع مرور السنوات والتقدم في العمر.
تعقيب موضح
ترى الطبيبة أورنا دونوغي، وهي الباحثة الرئيسية وراء الدراسة الأخيرة، أن القدرة على قيادة السيارة تسمح للشخص بمساحة كبيرة من الحرية والاستقلالية، لا يمكن الحصول عليها في وسائل المواصلات العامة، لذا يمكن للقيادة أن تحمي الفرد من مشكلات نفسية عدة، مع تقدمه عمرا وحاجته للإحساس بحريته.
تقول أورنا: “الكثير من الناس يعتزلوا القيادة مع تقدمهم عمرا، في سلوك يؤدي لأضرار نفسية وخاصة إن حدث بصورة لاإرادية، لذا فالتخطيط لاستخدام وسيلة تنقل أخرى أمر شديد الأهمية، وأفضل كثيرا من عدم وجود أي بدائل على الإطلاق”.
تختتم أورنا حديثها، بالإشارة إلى دور أفراد الأسرة والأصدقاء، في تهوين تبعات أزمة عدم قدرة الكبار سنا على القيادة، التي تبين دورها السلبي المباشر على الصحة النفسية، قائلة: “يجب على الصغار أن يعينوا الأفراد الأكبر سنا في الأسرة، على التنقل من مكان لآخر بسيارتهم، سواء لمساعدتهم على زيارة الأصدقاء أو حتى لإتمام مهام الشراء الخاصة بهم، في الحالتين يستفد الشخص الكبير على الجانب النفسي دون شك”.