رحلت الطفلة الصغيرة وهي تحلم بمساعدة الأطفال الفقراء على الحصول على مياه نظيفة، ما دفع آخرين إلى استكمال حلم الطفلة الملهمة، ريتشيل باكفيس، ولو بعد وفاتها.
طفلة ملهمة
اعتلت الصدمة وجه الطفلة البريئة ريتشيل، عندما علمت للمرة الأولى بأمر فقراء قارة إفريقيا، حيث لم تكن تظن ابنة الـ8 آنذاك والمقيمة في مدينة سياتل الأمريكية، أن هناك أطفالا في مثل عمرها، يحاربون من أجل الحصول على كوب مياه نظيف، لذا حلمت بتقديم المساعدة.
قررت ريتشيل إحداث بعض التغييرات بشأن خطط الاحتفال بعيد ميلادها الـ9، حيث طالبت الأهل والأصدقاء بعدم تقديم الهدايا لها كما كان معتادا، بل أصرت على أن يدفع كل فرد نحو 9 دولارات، من أجل تمويل حملة أسستها الطفلة الصغيرة بغرض جمع 300 دولار، تذهب من أجل تسهيل مهمة حصول نحو 10 أطفال على مياه خالية من الجراثيم في القارة السمراء.
تمكنت ريتشيل من جمع 220 دولار فقط، أي بفارق 80 دولار عن الهدف المحدد، لذا قامت الأم بنصح ريتشيل بإعادة المحاولة من جديد في العام القادم، إلا أن حادثا أليما تعرضت له الأسرة بأكملها، لم يمهل فرصة إكمال ريتشيل الصغيرة لحلمها النبيل، بعد أن راحت وحدها ضحيته وهي ابنة الـ9 أعوام.
حلم يستكمل
انتشر خبر مصرع الطفلة الصغيرة في أرجاء المدينة، إلا أن المدهش هنا هو انتشار القصة الملهمة لريتشيل مع الأطفال الفقراء، حيث علم الجميع بحلم الطفلة الذي لم يكتمل، فأرادوا هم إكماله بأنفسهم.
تحدثت بعض وسائل الإعلام عن حلم الطفلة ريتشيل، حتى شاعت القصة أكثر فأكثر، لذا كان من الطبيعي أن يتخطى عدد المتبرعين من أجل إكمال مهمة الصغيرة الراحلة، لحاجز الـ30 ألف متبرع، لذا صارت الـ220 دولار التي جمعتها الطفلة ريتشيل في البداية، 1.2 مليون دولار!
تواصلت والدة ريتشيل مع المسؤولين في إثيوبيا، حيث تمكنت بالاستعانة بأموال حملة طفلتها، من توصيل المياه النظيفة لأكثر من 37 ألف مواطن إثيوبي، لذا فمع وصول الأم وابنتها الأخرى لأراضي الدولة الإفريقية، فوجئت الأسرة الصغيرة بالاستقبال الحافل الذي كان في انتظارهم، والذي شعروا من خلاله بأن حلم طفلتهم الصغيرة ريتشيل، قد تحقق بالفعل.
اليوم، مازالت أسرة الطفلة ريتشيل باكفيس تستكمل الحلم الملهم، الذي ساهم في تغيير حياة آلاف الفقراء، ولو بعد رحيل صاحبته بأعوام.