نسمع كثيرا هذا المصطلح “منطقة الراحة” وهو مفهوم سلبي لمن اختار أن يظل فيه طوال حياته، فمنطقة الراحة تشير دائما إلى من يختار أن يعيش بالقرب من الأهل والأصدقاء بلا توتر وضغوط، فيقل احتكاكه بالعالم الخارجي، ومن ثم يتأثر سلبيا دون أن يدرك، في الوقت الذي يظن فيه أنه هكذا بمنأى عن كل المخاطر المحيطة.
لماذا يجب أن نهرب من منطقة الراحة؟
بالفعل هي أشبه بالسجن الذي يجب أن يهرب منه الإنسان قبل أن يضيق عليه الخناق بالداخل، فيصبح أقل أبداعا وطموحا، فالخروج من تلك الدائرة بما كل ما فيها من أمور روتينية، ووجوه مألوفة، سيعمل على خلق أهداف متجددة تساعد المرء على التطور يوما تلو الآخر>
كذلك فإن القلق البسيط الذي يصيب الجميع حال تواجد تحديات جديدة، يحفز القدرة على التفكير ويشجع على الاتجاه لمنحنى أكثر صعودا.
كيفية الخروج منها؟
ليس الأمر صعبا، ولكنه كذلك ليس في غاية السهولة، بل يتطلب بعض من الصبر والحكمة، وكذلك اتباع الخطوات البسيطة الآتية:
التدرج
لن ينجح الأمر إن قمت بإلغاء كل الأشياء الروتينية فجأة، أملا في تعويضها بأخرى غير تقليدية، فنجاح الخطة يتتطلب التدرج من مستوى لآخر، لذا فلا بأس في البدء مثلا بتغيير بسيط في استراتيجية العمل، أو في الانغماس قليلا مع أصدقاء جدد، أو حتى بتعديل مكان الجلوس الدائم بالمطعم المفضل.
الاستمرارية
من أجل التناغم مع أمر غير مريح، يجب أن تتم المواظبة على فعل نفس الأمر بانتظام، حينها تصبح الأمور الجديدة وغير المألوفة أكثر سهولة، ويتعود المرء على خوض التجارب دون قلق من المجهول.
إعادة تفسير الخوف
للتغلب على المخاوف، ينصح بالنظر لها على اعتبار أنها مجرد فرص جديدة لحياة مليئة بالإثارة، فالنظر لتلك الأمور بهذة الطريقة الإيجابية، ستحد من المخاوف الموجودة، بما تحمل من مشاعر الرغبة في التجنب والعودة لمنطقة الراحة التقليدية.
البحث عن التحديات
عندما يقرر الإنسان دخول تحديا جديا، فإنه يختبر في تلك الحالة صعودا ملحوظا بهرمون الإندورفين في جسده، ما يؤدي إلى توليد شعور بالحماسة يستمر لفترات طويلة، لذا فالإنغماس في التحديات سيكون عاملا مساعدا جدا لترك مناطق الراحة للأبد.
في النهاية، ليس هناك من يبحث عن الركود أو عدم إحداث تغييرات مهمة في حياته، هناك فقط من يريد التقدم ويعمل على ذلك بكل قوته، ومن استسلم لخوفه من المجهول، فظل حبيسا طوال عمره لمنطقة الراحة.