منشور واسع الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يحذر من ترك البصل مكشوفا ولو لدقائق بسيطة، باعتباره مثل المغناطيس بالنسبة للبكتيريا، فما تفاصيل هذا التحذير المخيف؟
البصل مغناطيس البكتيريا
يدرك أغلبنا تعدد الفوائد الصحية التي تقترن بتناول البصل، حيث يحمل خصائص مضادة للالتهابات ويخلص الجسم من السموم، فيما يساهم أيضا في وقاية القلب من الأزمات، إلا أن منشورا أخيرا يدعي وجود كارثة صحية ترتبط بتناول البصل، في حالة تركه مكشوفا لدقائق بسيطة.
أوضح المنشور الشائع عبر موقع فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، أن ترك البصل مكشوفا بعد تقطيعه، ولو لنصف ساعة فقط، يعني تحوله من طعام صحي، إلى مغناطيس خطير يجذب البكتيريا.
أشار صاحب المنشور المثير للجدل، إلى ضرورة عدم ترك البصل بعد تقطيعه، سواء في الثلاجة أو البراد أو بداخل أكياس، مشددا على أن تناوله في تلك الحالة يعني وجود فرصة كبيرة للإصابة بالتسمم، فما حقيقة تلك المجموعة من التحذيرات؟
الحقيقة
على العكس من التحذيرات السابقة، يؤكد الخبراء والمتخصصون في مجال الطب والصحة العامة، على أن البصل تحديدا يعتبر من أكثر المواد الغذائية المضادة للبكتيريا، والفضل يعود إلى المركبات الكبريتية بداخله، والتي تمنع وصول البكتيريا إليه من الأساس، ولا تقوم بجذبه كالمغناطيس كما ادعى المنشور الكاذب.
يوضح جوي جواركز، وهو الأستاذ من جامعة مكغيل الكندية، الأمر أكثر بالقول: “عند تقطيع البصل، يتم إفراز بعض الإنزيمات التي تتسبب فورا في حدوث تفاعل كيميائي، ينتج عنه أحماض تتحلل لتصبح فطر حمض الكبريت”، مضيفا: “يتسبب هذا الحمض في تساقط الدموع من الأعين بالفعل، إلا أنه يقوم على الجانب الآخر بفائدة عظيمة، تتمثل في مقاومة تكون البكتيريا والجراثيم”.
لا يكتفي الأستاذ بالجامعة الكندية بهذا التأكيد، على عدم حقيقة ضرر البصل على الصحة في بعض الأحيان، بل يكمل: “من المعروف أن سطح البصل المقطع يجف سريعا، لذا تصبح فكرة جذبه للبكتيريا شبه مستحيلة، نظرا لأنه لا يتمتع بالرطوبة اللازمة من أجل تكوين الجراثيم والبكتيريا”، ما ينفي في النهاية فكرة عمل البصل كمغناطيس لجذب البكتيريا.
احسنت