كشف الأطباء عن إصابته باضطراب التوحد وهو صغير، فصار فنانا مبدعا وهو كبير، حيث يمكنه رسم لوحات لمدن شاهدها من قبل لدقائق معدودة، انطلاقا من ذاكرته الحديدية، إنه ستيفن ويلتشير.
طفل مصاب بالتوحد
ليس من السهل على أحد أن يتوقع هذا النجاح المبهر، الذي وصل إليه الرسام والفنان المعماري ستيفن ويلتشير، بالنظر إلى تاريخه الصحي منذ الصغر، حيث لم يكن الطفل البريطاني الأسمر قادرا على الكلام وهو صغير، ليكتشف الأطباء لاحقا إصابته بمرض التوحد، ويرجح الكثيرون من حوله تراجع فرص نجاحه مستقبلا، لكنه أثبت فشل توقعاتهم جميعا.
التحق ستيفن وهو في الـ5 من عمره بإحدى مدارس لندن، المخصصة للأطفال المصابين بالتوحد، وأظهر هناك موهبته في الرسم، مدعومة بذاكرته الحديدية، التي مكنته من رسم لوحات لأماكن طبيعية بعد مشاهدتها لدقائق فحسب.
استغل المعلمون في المدرسة من زاوية أخرى، شغف ستيفن بالفن، من أجل أن يساعدوه على النطق والتحدث، ذلك عبر إخفاء أدوات الرسم الخاصة به، الأمر الذي دفع ستيفن الصغير لنطق أولى كلماته المتمثلة في “ورقة”، ليتجاوز أزمة النطق والتحدث بشكل كامل وهو في الـ9 من عمره.
فنان ملهم
لاحظ الجميع الموهبة المهلمة للمراهق ستيفن ويلتشير، الذي صار قادرا على النظر لإحدى الأماكن لدقائق من أجل حفظ تفاصيلها، ومن ثم إخراج تلك التفاصيل في صورة لوحة فنية مميزة، ليتطور الأمر ويصير فنانا كبيرا في أعين المتابعين لفنه.
اليوم، أصبح ستيفن وهو في الأربعينيات من عمره، متخصصا في رسم المباني المعمارية، حيث يتم اصطحابه في جولة سريعة بواسطة إحدى الطائرات الهليكوبتر، لملاحظة تفاصيل منطقة سكنية أو مبان مشيدة، ومن ثم يقوم لاحقا برسم ما شاهده بإبداع متناهٍ، استحق عليه الحصول على جوائز شديدة الأهمية في بلاده.
سافر ستيفن لدول عدة من أجل إبهار الجميع بفنه، حيث قام برسم مدينة سيدني الأسترالية كدعم لجمعيات رعاية مصابي التوحد هناك، كما قام برسم ناطحات السحاب في دول مثل سنغافورة، هونج كونج، إسبانيا، الإمارات، وبالطبع مدينة لندن الإنجليزية التي نشأ بها.
حصل ستيفن ويلتشير على وسام الإمبراطورية لخدمات الفن تقديرا لموهبته الملهمة، التي أثبتت في نهاية المطاف، خطأ كل من اعتقد تضاؤل فرصه منذ أن كان صغيرا، فيما أثبتت أيضا قدرة مصابي التوحد على الإبداع في شتى المجالات دون أي تعقيدات.