مع الارتفاعات الشديدة التي تشهدها درجات الحرارة خلال فصل الصيف من كل عام، يظن البعض أن الأمور تسير للأسوأ من سنة لأخرى، وهو شعور وهمي بالنظر إلى موجات الحرارة الشديدة التي حدثت خلال أعوام مضت بالقرن الماضي، والحالي أيضا، والتي نذكر منها هذا الجانب.
أستراليا 1923 – 1924
تعد الموجة الحرارية الأسوأ في التاريخ، ليس بسبب ارتفاع درجات الحرارة وحسب، بل نتيجة طول الفترة الزمنية لها، والتي وصلت لنحو 160 يوما من الحرارة المرتفعة، بدأت في 31 أكتوبر 1923، وانتهت في السابع من شهر أبريل من السنة التالية 1924، بدرجات حرارة بلغت ° 38.
الولايات المتحدة الأمريكية 1936
لم تستمر تلك الموجة إلا 10 أيام فقط، لكنها تسببت في خسائر بشرية فادحة، إذ مات على اثر ارتفاعات درجات الحرارة التي اقتربت من الـ 50 درجة مئوية نحو 997 شخصا، من بينهم 76 فردا كانوا يعيشون في نيويورك، بينما توفى 20 شخصا في تلك الأيام غرقا، أثناء محاولتهم الهرب من موجة الحرارة بالقفز في المياه دون القدرة على السباحة.
بريطانيا 1976
ظلت موجة الحرارة التي ضربت بريطانيا حينها لمدة أسبوعين متلاحقين، بدرجات حرارة وصلت لـ ° 35 في بعض الأحيان، نتج عنها مشكلات صحية عدة للمواطنين، وحرائق شديدة دمرت العديد من الأشجار والمحاصيل الزراعية، إذ استمر انقطاع الأمطار عن الهطول في بعض المناطق لمدة 45 يوما متلاحقة، بينما انتهى الأمر بحزمة من العواصف الرعدية التي اختتمت الأزمة بمنتهى الدراماتيكية.
الولايات المتحدة 1988
شهدت أمريكا تلك المرة واحدة من أعنف موجات الحرارة على الإطلاق، إذ أدت لوفاة الآلاف من السكان، واشتعال العابات هناك بصورة مدمرة، لم تشهدها الولايات المتحدة من قبل.
فرنسا 2003
لم تكن مكيفات الهواء منتشرة جدا في تلك الفترة، لذا ومع ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها للـ ° 40 ، واستمرارها على هذا الحال لأكثر من 7 أيام متتالية، توفى ما يزيد عن 40,000 مواطن في شمال فرنسا، في موجة حرارة هي الأسوأ لفرنسا وللقارة العجوز كذلك.
روسيا 2010
بالرغم مما هو معروف عن المناخ البارد الذي تعيشه روسيا دائما، إلا أن صيف 2010 كان مختلفا جدا هناك. حيث تخطت دراجات الحرارة ° 40، في دولة لم تكن مستعدة لهذا المناخ الساخن جدا، والذي راح ضحيته الآلاف، وتسبب في خسائر مادية بالمليارات.