دراسة حديثة موجهة إلى المدراء والرؤساء في العمل، حيث تشير إلى أن المدير الطيب الذي يتعامل مع موظفيه ببعض من اللطف والود، يساهم في رفع أداء المرؤوسين وتحفيزهم على العمل بكامل طاقاتهم، على عكس المدراء الآخرين.
المدير اللطيف
تختلف طرق تعامل المدراء مع العاملين طبقا للعوامل الشخصية وكذلك لطبيعة العمل الموكل إليهم، إلا أن دراسة أمريكية حديثة تؤكد أن الطريق السحري من أجل تحسين أداء الموظفين في كل الأحوال، يعتمد على وجود المدير الطيب المهتم بأحوال العاملين الشخصية والعامة.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة بينغهامتون في الولايات المتحدة الأمريكية، أن تعامل المدير بلطف مع المرؤوسين، وإظهاره للاهتمام والمراعاة لظروفهم النفسية، من شأنه أن يرفع من إنتاجية هؤلاء العاملين، في إشارة إلى مفهوم يختلف عن اسلوب الحزم الشديد وعدم المراعاة، الذي يتبعه الكثير من المدراء.
يقول تشو يو تساي، وهو الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة، والأستاذ المساعد بكلية الإدارة بجامعة بينغهامتون: “الظهور أمام الجميع بشخصية طيبة ودودة، قد يغير كثيرا من نظرة المرؤوسين في العمل للمدير”، موضحا: “عندما يشعر الموظف أو العامل بأن مديره يهتم به على الصعيد الشخصي، فإنه يصبح أكثر جدية واهتماما بما يوكل إليه من مهام”.
الدراسة
سعى الباحث تشو يو تساي، ومعه فريقه البحثي من الجامعة الأمريكية، إلى معرفة التأثير الواقع على أداء العاملين والإنتاجية في العمل، عند تمتع المدير المسؤول عنهم بالطيبة والود، وعلى الجانب الآخر عند عدم تحليه بتلك الصفات، لذا أجرى الباحثون استبيانا شارك فيه 200 موظف في الولايات المتحدة، إضافة إلى نحو 1000 جندي تابع للجيش التايواني.
فرق الباحثون من خلال الدراسة، بين 3 أساليب مختلفة للقيادة والإدارة، الأول يخص المدير المهتم فقط بإكمال المهام في العمل، في ظل فرض سيطرته على العاملين ومن دون مراعاة الجوانب النفسية لديهم، فيما يبدو الثاني على العكس من ذلك تماما، حين يعمل ذلك المدير الطيب أو الودود على تحسين أحوال الموظفين الشخصية وعلى أن يشعرهم بالراحة التامة من أجل ضمان تطورهم في العمل، أما الأسلوب الثالث في القيادة فهو ذلك الذي يجمع خلاله المدير بين مزيج من الأسلوبين السابقين.
توصل الباحثون إلى أن الاسلوب الثاني، الذي يراعي خلاله المدير في العمل مشاعر المرؤوسين بكل السبل، هو الأفضل من حيث النتائج على أرض الواقع، سواء كان ذلك بإحدى الشركات الأمريكية أو حتى بين صفوف الجيش في تايوان مثلما أوضحت الدراسة، تماما مثل الاسلوب الثالث الذي يجمع خلاله المدير بين اللطف والطيبة، وبين بعض من الحزم والجدية، فيما أتي الأسلوب الإداري القائم على فرض السيطرة فقط دون الانتباه إلى مشاعر العاملين بأسوأ النتائج.
يختتم الباحثون الدراسة بالإشارة إلى نصيحة مهمة لكل المدراء، تتمثل في ضرورة الحرص والاهتمام بمشاعر الموظفين، من أجل ضمان تحقيق أفضل النتائج بمرور الوقت.