منشور رائج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف عن علاج غير متوقع للحروق الجلدية ويتمثل في الدقيق، فهل يمكن حقا الاعتماد على الدقيق لعلاج الحروق أم أن الأمر لا يزيد عن كونه كذبة شائعة؟
الدقيق لعلاج الحروق
تتعدد الوصفات والطرق المنزلية السريعة، التي يمكن استخدامها لعلاج الحروق الجلدية في الحال، إلا أن بعض المنشورات الشائعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أشارت إلى علاج مختلف يتلخص في الاستعانة بالدقيق.
أوضحت تلك المنشورات أن الاحتفاظ بكيس من الدقيق في الثلاجة هو أمر ضروري، من أجل إيجاد العلاج اللازم للحروق في حال الإصابة بها، مشيرا إلى قصة حدثت لامرأة أمريكية كانت تقوم بطهي الطعام عندما وضعت يدها بالماء المغلي بالخطأ، حيث نصحها صديق كان جنديا في فيتنام بوضع الدقيق على يدها فورا.
أكد هذا الجندي السابق وفقا للمنشور أنه سبق وأن اشتعلت النيران في شخص في فيتنام أمام عينيه، فوجد الآخرين يقومون فورا بسكب كيس من الدقيق على جسده، ليفاجأ بأن النيران انطفأت، بل ولم يعان الرجل من أي بثور أو حروق نتيجة لهذه النيران التي اشتعلت فيه منذ لحظات، في إشارة إلى ضرورة استخدام الدقيق لعلاج الحروق، وخاصة الدقيق البارد الذي ينصح بسببه بترك كيس من الدقيق في الثلاجة دائما، فما حقيقة تلك النصيحة المخلصة على ما يبدو؟
الحقيقة
في البداية نشير إلى أن هذا المنشور بما يحمل من معلومة تبدو طبية وقصة تبدو حقيقية، ليس له أي علاقة بالواقع أو المنطق، حيث سبق وأن انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ مارس لعام 2011، وبلغات مختلفة ترجمت فيما بعد إلى العربية.
يؤكد المنشور الشائع ضرورة اللجوء إلى الدقيق لعلاج الحروق، وخاصة الدقيق البارد الذي يحتفظ به في الثلاجات، وهي نصيحة مؤسفة إذ يتبين أن الاعتماد على الدقيق لعلاج الحروق وسواء كان دقيقا باردا أم لا، لن يجدي نفعا بل ومن الوارد أن يزيد من صعوبة الموقف.
يرى المتخصصون أن الحروق من الدرجة الأولى يمكن علاجها في المنزل دون قلق، ولكن دون اللجوء في البداية إلى مواد خارجية لوضعها على الجرح بما يشمل ذلك من الثلج، فقط ينصح بوضع المنطقة المصابة أسفل المياه الباردة لنحو 5 دقائق على الأقل، أملا في تقليل الإحساس بالألم من ناحية، وتقليل فرص تورم المنطقة المصابة من الناحية الأخرى.
ينصح لاحقا وبعد تبريد المنطقة المصابة بتجفيفها، ثم وضع ضمادة عليها، قبل استعمال الأدوية العلاجية اللازمة لعلاج تلك الأزمة، لذا يتبين في النهاية أن استخدام الدقيق لعلاج الحروق ليس من ضمن الحلول الفعالة، بل وبإمكانه زيادة الضرر وليس العكس.