الذكاء قد يحدد القدرات الخاصة على عزف الموسيقى، هذا ما توصل إليه الباحثون ونكشف الآن عن تفاصيله في تلك السطور، التي تبرز دور القدرات الذهنية في تحديد مستويات الإبداع.
الذكاء وعزف الموسيقى
يسعى الكثير من الأباء والأمهات إلى تعليم أطفالهم الموسيقى، لما لذلك من فوائد نفسية تؤدي إلى تقليل مستويات التوتر والقلق لديهم، وتزيد من فرص الإبداع في شتى المجالات الفنية وغيرها، الآن تؤكد دراسة حديثة أن تعلم تلك الهواية المثالية سريعا قد يتطلب التمتع بالإصرار والطموح، وكذلك قدر عال من الذكاء يفوق الاستعداد الموسيقي أحيانا.
توصلت الدراسة الأمريكية التي أجريت على يد باحثين من جامعة ميتشيغان، إلى أن الذكاء يعد النقطة الفاصلة فيما يخص إمكانية تعلم العزف على آلة موسيقية من عدمه، وبدرجات لم تكن متوقعة، كما يوضح اليكساندر بارجويني المسؤول عن الدراسة: “قد تكشف درجة الاستعداد الموسيقى عن إمكانية تعلمها، إلا أن الذكاء هو المحدد الرئيسي لذلك”.
الدراسة
استعان الباحثون من الجامعة الأمريكية، بنحو 161 طالبا مدرسيا لإجراء الدراسة المثيرة، حيث جلسوا جميعا أمام البيانو من أجل تعلم عزف أغنية عيد الميلاد، عبر فيديو تفصيلي يشرح كيفية النجاح بالمهمة، حيث لاحظ الباحثون أن بعض الطلاب تمكنوا من عزف الأغنية سريعا، فيما فشل البعض الآخر قبل الوصول إلى النجاح، في مقابل مجموعة أخرى لم تتمكن من عزفها وأخرى بدأت بقوة لكها لم تحافظ على حماسها.
سعي الباحثون لاحقا لاستكشاف سر التباين في الأداء بين تلك المجموعة من الطلاب، لذا طلبوا منهم إجابة اختبارات ذهنية، تدور حول مهارات حل المشكلات، ليتوصل الباحثون إلى النتيجة النهائية.
لاحظ الخبراء والباحثين من جامعة ميتشيغان أن مستويات الذكاء بإمكانها أن تفرق بين طالب قادر على عزف الموسيقى سريعا، وآخر يفشل في ذلك، ما يبرز دور مستويات الذكاء في تحديد مدى القدرة على القيام بأعمال تتطلب الموهبة.
الجدير بالذكر أن دراسة كندية سابقة، قد ربطت بين تعلم الطلاب الصغار للموسيقى، وتحسنهم على المستوى الدراسي، وخاصة بمواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، ما يكشف عن علاقة تجمع بين الذكاء والتفوق الدراسي والموسيقى في آن واحد.