يبدو أن أضرار السمنة عند الأطفال، قد تتجاوز المشكلات النفسية والصحية العادية، لتصل إلى أزمات مخيفة تتمثل في تلف الدماغ، وفقا لتحذيرات الخبراء التي نكشف عنها الآن.
السمنة عند الأطفال
تتعدد الأزمات الصحية التي تنتج عن معاناة الأطفال الصغار من السمنة، حيث تؤدي زيادة الوزن المبالغة إلى ارتفاع فرص إصابة الطفل بداء السكري وأمراض القلب، فيما تؤدي في كثير من الأحيان إلى تراجع ثقته بنفسه ما يتسبب أحيانا في معاناته من الاكتئاب.
الآن تأتي دراسة حديثة للتوصل إلى أزمة صحية أكثر اختلافا، تنتج عن السمنة عند الأطفال، وتتلخص في المعاناة من تلف الدماغ، وخاصة في الأماكن المسؤولة عن التحكم في المشاعر والقدرات الإدراكية والسيطرة على الشهية.
تمكن الباحثون من جامعة ساو باولو البرازيلية من التوصل إلى تلك النتيجة المخيفة، والمهددة لصحة الملايين من الأطفال الذين يعانون من مرض السمنة، بعد أن اعتمدوا على تقنيات فحص بالرنين المغناطيسي، لتطبيقها على 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ16 سنة، نصفهم مصاب بالسمنة، والنصف الآخر لا يعاني منها.
نتيجة مخيفة
لاحظ الباحثون من الجامعة البرازيلية الشهيرة، أنه كلما زاد وزن الطفل، كلما ازدادت مساحات التلف في المادة البيضاء في الدماغ، وخاصة في المناطق الخاصة بالمخ والمسؤولة عن العاطفة والقدرات والمهارات الإدراكية.
تقول باميلا بيرتولازي، وهي الباحثة المسؤولة عن الدراسة الأخيرة، والمتخصصة في مجال علوم الطب الحيوية بالجامعة البرازيلية ساو باولو: “تتسبب التغيرات الدماغية لدى الأطفال المصابين بمرض السمنة، في تحولات مختلفة تؤثر على قدراتهم على التحكم والسيطرة في الرغبة في تناول الطعام، وفي مشاعرهم الخاصة بشكل عام، كما تضر بالقدرات الإدراكية لديهم”.
أكد الباحثون أن التلف الذي يصيب أدمغة المصابين بالسمنة من الأطفال الصغار، يرتبط أيضا بتراجع كبير في القدرة على التجاوب مع هرمون اللبتين، وهو الهرمون الذي يفرز من خلال الخلايا الدهنية، ليصبح مسؤولا عن ضبط مستويات الطاقة من ناحية، وتخزين الدهون في الجسم من الناحية الأخرى، فيما تكمن الأزمة لدى المصابين بالسمنة، في عدم التأثر بالهرمون المذكور، ليكملوا مهمة تناول الطعام حتى وإن بدا الجسم مكتفيا بما وصل إليه من طاقة وطعام.