في وقت عانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية من الكساد الكبير، بدا أن الأمر مختلف بمدينة كوينسي التي صارت تعج فجأة بالأثرياء، والفضل يعود إلى مشروب كوكاكولا، وعاشقها الأول بات مونرو، فما هي تفاصيل تلك القصة؟
الكساد الكبير والكوكاكولا
كان الأمر مظلما ويدعو للكآبة في ثلاثينيات القرن الماضي ببلاد العم سام، حيث تسبب الكساد الكبير أو الأزمة الاقتصادية المروعة التي ضربت الولايات المتحدة آنذاك، في تردي الأوضاع المادية لدى أغلب أطياف الشعب الأمريكي، فيما يبدو أن سكان مدينة كوينسي الواقعة في ولاية فلوريدا كانوا الاستثناء.
لاحظ في هذا الوقت الموظف البنكي الطيب، بات مونرو، أن أغلب سكان مدينته كوينسي يعشقون مثله المياه الغازية، أو الكوكاكولا على وجه التحديد، لدرجة أنهم أحيانا ما ينفقون آخر ما تبقى في جيوبهم من أموال من أجل شرائها، لذا بدا رجل المال مستعدا لأجل شراء بعض من أسهم مشروبه المفضل، وهي الأسهم التي كانت تباع بأسعار زهيدة للغاية، بحيث لم تكن تتجاوز قيمة السهم الواحد 19 دولار في هذا التوقيت المربك.
لم يقم مونرو بالاستثمار وحده عبر شراء عدد من أسهم كوكاكولا فحسب، بل أقنع سكان مدينته الهادئة بالاستثمار مثله في مشروبهم المفضل، ما لم يجد معارضة من قبل السكان، نظرا لاقتناعهم بصدق وأمانة موظف البنك، وكذلك لقلة القيمة المادية للأسهم، التي طالتها مفاجأة لم يتوقعها أكثر المتفائلين في غضون فترة ليست بالطويلة.
أثرياء كوينسي
ارتفعت قيمة أسهم كوكاكولا بمرور الزمن، بشكل فاجأ أغلب سكان كوينسي، لكنه لم يكن مفاجئا كذلك بالنسبة للموظف البنكي، بات مونرو، الذي صار من أصحاب الملايين بفضل مشروبه المفضل، ليس وحده بل ومعه العشرات من سكان المدينة الأمريكية، علاوة على مئات وربما آلاف المواطنين الآخرين الذين فازوا بآلاف الدولارات وفقا لقيمة الأسهم التي قاموا بشرائها.
ساهمت فكرة بات مونرو في إنقاذ مدينة كوينسي من آثار الكساد الكبير، الذي هز عرش الولايات المتحدة الأمريكية منذ نحو 90 عاما، لكنه لم يؤثر في المدينة الهادئة التي يسكنها الآن أقل من 7000 مواطن، من الوارد أن يكونوا أحفاد أثرياء الكوكاكولا، الذين استفادوا من ارتفاعات أسهم الشركة على مدار أجيال وأجيال متعاقبة.