شخصيات مؤثرةرياضةملهمات

نيمار.. القصة غير المروية لـ”سيد الليل”

لا يمكن الاختلاف على موهبة نجم كرة القدم البرازيلية، نيمار دا سيلفا، والتي جعلت منه أغلى لاعبي العالم مع انتقاله المثير من فريق برشلونة الإسباني لباريس سان جيرمان الفرنسي في صيف عام 2017، إلا أن أساليب الحياة الملفتة والاختيارات المثيرة للجدل، هي ما تجلب الاختلاف حول موهوب السامبا الملقب باسم سيد الليل، والذي تعرضت حياته للخطر وهو طفل رضيع، قبل أن يكتب له عمر جديد مليء بالإنجازات والبطولات.

طفولة قاسية

نيمار.. القصة غير المروية لـ"سيد الليل"
ولد نيمار دا سيلفا في الـ5 من فبراير لعام 1992، بمدينة ساو باولو البرازيلية، حيث تربى وسط أسرة متواضعة الحال، ليعاني مطولا من الفقر، فيما واجه الموت للمرة الأولى منذ أن كان رضيعا لا يتجاوز الـ4 أشهر من العمر قبل أن تكتب له النجاة بأعجوبة.
كان نيمار الصغير يجلس في سيارة الأسرة أثناء الذهاب لقضاء زيارة عائلية، عندما فوجئ جميع من السيارة بحافلة أخرى تسقط من أعلى الجبال المحيطة بهم عليهم، ليعاني الجميع من الإصابات إلا نيمار الذي كان محظوظا بما فيه الكفاية، ليخرج من هذا الحادث سليما تماما وبدون خدش واحد، بعد أن كان يجلس في مقعد الرضع الذي لم يتعرض لأي أذى وسط دهشة وهلع الجميع.
لم يعش إذن نيمار طفولة وردية كما كان يتوقع البعض، حيث اضطر والده على سبيل المثال إلى العمل في أكثر من وظيفة لكسب الأموال، وهو لاعب الكرة السابق، الذي اضطر إلى اعتزال كرة القدم مبكرا لإصابة ألمت به في القدم، ليصل به الحال إلى أن يعمل في 3 وظائف مختلفة في اليوم الواحد.
أما الطفل الصغير حينئذ، نيمار دا سيلفا، فقد واجه مع شقيقته أزمة انقطاع الكهرباء في المنزل طوال الوقت، لعدم قدرة الأبوين على سداد مصاريفها، لذا كان من البديهي أن يستذكر الطفلان البريئان دروسهما المدرسية بالاعتماد على أضواء الشموع فحسب.

موهبة في الطريق

نيمار.. القصة غير المروية لـ"سيد الليل"
على عكس المعتاد، لم تكن بداية ظهور نيمار الكروية من داخل المستطيل الأخضر، بل عبر ملعب كرة سلة، كان يحتضن مباريات كرة الصالات، التي برع فيها نيمار الصغير بصورة مفاجئة، بل وتطور من خلالها سريعا، وخاصة وأن ملاعب كرة القدم الضيقة تلك، تتطلب امتلاك مهارات فردية خاصة اكتسبها نيمار بسرعة البرق، ليصبح واسع الشهرة على الأقل بين أقرانه من عشاق لعب كرة الشوارع والصالات.
بدا من الواضح أن نيمار الأب كان يرى في طفله الصغير الذي صار مراهقا موهوبا، تجسيدا لحلمه الذي لم يتحقق من قبل، لذا ساند الأب ابنه وكذلك الأم، التي طالما طبعت قبلة حانية على وجه ابنها قبل إنطلاقه لأداء أي من المباريات، قائلة له: “ربما كان من الممكن أن تحصل على أبوين أفضل منا، إلا أنك الابن الأفضل بالنسبة لنا دون منازع، اذهب ونل من اللاعبين المنافسين”.
على الجانب الآخر، يرى نيمار أن الفضل يعود في كل شيء لوالدته، التي تحدث عنها قائلا: “أمي هي من تقود الأسرة، من دونها نشعر جميعا بالضياع، فهي تساندنا بقوة طوال الوقت”، مضيفا: “أصبحت مقربا للغاية من أمي وانا صغير، حيث انشغل والدي بكثرة الترحال منذ سنوات، بعدما كان لزاما عليه أن يسافر كثيرا لكسب المال، لذا صرت أنا وأمي كالأصدقاء”، الأمر الذي يؤكد نيمار حقيقته بالفعل مع اصطحابه لوالدته إلى الحفلات ومباريات الكرة، بدلا من أصدقائه.

نيمار سيد الليل

نيمار.. القصة غير المروية لـ"سيد الليل"
لعب نيمار  لفريق سانتوس البرازيلي منذ الصغر، حتى أثبت امتلاكه لقدرات فائقة، أهلته للانضمام إلى أحد أعرق أندية العالم، وهو فريق برشلونة، ليجاور أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة، وهو ليونيل ميسي.
في برشلونة، أطلق زملاء نيمار عليه اسم سيد الليل، وهو اللقب الذي تفسره حياة ابن السامبا الصاخبة، التي تشهد ميل اللاعب إلى الاستمتاع بالوقت قدر الإمكان، وقضاء السهرات بصفة دائمة، فيما أحب نيمار هذا اللقب للدرجة التي جعلته يرتدي ملابس سيد الليل الحقيقي، باتمان، ليلتقط لنفسه الصور المثيرة التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي بقوة في هذا الوقت.
في النهاية، وسواء أعجبت بخطوة انتقاله من برشلونة لباريس سان جيرمان مقابل نحو 263 مليون دولار أم كرهتها، يظل نيمار دا سيلفا أحد أبرع لاعبي الكرة الذين أمتعونا في السنوات الأخيرة، فيما نرغب دون شك أن تستمر المتعة معهم لسنوات وسنوات قادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى