تتعدد الأسباب الصحية التي يجب أن تلزم الإنسان بالابتعاد عن المشروبات الكحولية، فما بين زيادة الوزن، والمعاناة من إدمان شربها فيما بعد، نشير الآن إلى جانب آخر، يتلخص في تأثير التوقف عن شرب الكحول على الصعيد المؤقت وبعيد المدى.
آثار التوقف عن شرب الكحول بصورة مؤقتة
ربما لن يبدو الأمر سهلا في البداية، خاصة مع اعتياد شرب الكحول بكميات كبيرة، إذ يصاب المرء في الـ48 ساعة الأولى بالتعرق الزائد وارتفاع ضغط الدم، فيما يشعر بالصداع والغثيان، علاوة على الإحساس باهتزاز الجسم والأرق الشديد.
من الوارد أن يعاني المرء في تلك الأيام الأولى من التوقف عن شرب الكحول، من بعض المشاعر النفسية السلبية، حيث ينتابه الغضب والتوتر لأوقات طويلة، فيما يصاب بالكوابيس أثناء نومه المتقطع، وهو الأمر المتوقع نظرا لاعتياد معالجة الأزمات النفسية الخاصة بالتجاهل عبر شرب الكحوليات وغيرها.
يشير المعهد الوطني لإدمان الكحول بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن الرغبة الشديدة في الحصول على تلك المشروبات المضرة، بعد تجنبها بأيام بسيطة، هو أمر طبيعي، ينصح معه بعدم الاستسلام لتلك الرغبة الملحة، التي ربما تستمر لأيام فقط، فيما يمكنها أن تبقى لأشهر على حسب نسبة الاستخدام من قبل.
الآثار الإيجابية الدائمة
بينما يبدو الأمر معقدا في الأيام الأولى، والتي تشهد التوقف عن شرب الكحول بعد اعتياده، فإن الوضع يصبح أكثر سهولة بمرور نحو 72 ساعة، حين يبدأ الجسم في التخلص من آثار الكحوليات ويحصل نوعا ما على اتزانه المطلوب، ما يبدو أكثر وضوحا في غضون أسبوع أو أسبوعين، حين ينتظم النوم دون الحاجة إلى الحصول على الكحوليات أو غيرها من المواد المضرة من أجل سهولة الاستغراق في النوم، لذا تتراجع مشاعر الغضب والقلق، وتتبدل بأحاسيس إيجابية من الراحة والهدوء.
تزداد المشاعر الإيجابية مع بدء فقدان الوزن، حيث يفاجأ مدمنو الكحوليات دائما بالتمكن من إنقاص أوزانهم دون تغيير أي من أنظمة الغذاء لديهم أو بذل أي مجهودات تذكر، فقط يتطلب الأمر تجنب عادة شرب الكحول فحسب، كذلك يتحسن الجلد فورا مع التوقف عن شرب الكحول، فبينما تعد تلك المشروبات مدرة للبول، فإنها تتسبب في جفاف الجلد ومن ثم سوء مظهره، ما يعني بأن تجنبها يساهم في تحسين شكل وجمال البشرة والجلد.
بشكل عام، يؤكد الأطباء أن تجنب الحصول على المشروبات الكحولية، يؤدي إلى الوقاية من أمراض مختلفة، مثل داء السكري، وبعض الأورام السرطانية، علاوة على مشكلات بالكبد، لذا ينصح في النهاية بمحاولة تجنب تلك العادة وتحمل الآثار السلبية لذلك الأمر في البداية، حتى تنعم بالنتائج الإيجابية مدى الحياة.