يأتي التطور التكنولوجي دائما بمتغيرات متتالية على الحياة الاجتماعية للبشر، حيث أصبح من الوارد الآن أن تتعمق علاقات الحب على سبيل المثال، رغم تواجد أطراف العلاقة في دول بل قارات مختلفة، تماما مثلما يمكن لبعض علاقات الصداقة أن تزداد قوة ومتانة رغم بعد المسافات كما نوضح الآن عبر تفاصيل الصداقة عن بعد.
الصداقة عن بعد
قد يبتعد الأصدقاء عن بعضهم البعض لأسباب مختلفة، إما للسفر بغرض العمل أو من أجل الدراسة، في كل الأحوال صار هذا الأمر معتادا، بل وأصبح من السهل التحكم في أزمة بعد المسافات بين الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطور التكنولوجيا الذي يسمح بالتواصل لساعات يومية دون مشكلة، ولكن ماذا عن رأي العلم؟
يرى خبراء علم النفس أن بعد المسافات بين الأصدقاء وإن كان يتسبب أحيانا في الشعور المؤلم بالشوق، إلا أنه يفيد طرفي علاقة الصداقة كثيرا، حيث يجنبهم بعض المشكلات فيما يمنحهم بعض المميزات الأخرى مثل التي نوضحها الآن.
فوائد بعد المسافات
من الوارد أن تسوء العلاقة بين الأصدقاء لأتفه الأسباب، سواء بسبب تأخر أحدهم عن الحضور في الموعد أو نتيجة لاختلاف حول مكان التنزه، يبدو الأمر هنا مختلفا عند بعد المسافات بين الأصدقاء، إذ يتلخص الحديث على الأغلب في أمور إيجابية، تتطلب الترفع عن المشكلات البسيطة التي ليس لها مكان في تلك النوعية من العلاقات.
كذلك يأتي بعد المسافات بين الأصدقاء، ليكسب كل فرد خبرات وثقافات مختلفة عن الآخر، لذا يحقق كل صديق الاستفادة الحقيقية من واقع معرفته بأمور حياة الطرف الآخر، مع الوضع في الاعتبار أن بعد المسافات غالبا ما يقضي على مشاعر سلبية شائعة بين الأصدقاء مثل الغيرة، لذا تبدو النصيحة في تلك الحالة صادقة للغاية.
يشير الخبراء إلى فائدة أخرى تنبع عن الصداقة عن بعد تتمثل في مشاعر اللهفة بين الطرفين، والتي تعني الاستمتاع بالوقت فور التلاقي من جديد، بعكس ما يحدث عندما يلتقي الأصدقاء بصفة يومية أو حتى أسبوعية، الأمر الذي يزيد من قيمة الوقت لكل صديق، وينبه دائما إلى أهمية الاستمتاع باللحظة الحالية دون التفكير فيما يحمله المستقبل من تفاصيل في علم الغيب.