ثقافة ومعرفة

 شجرة الرسل والانبياء بالترتيب .. والفرق بين النبي الرسول

 شجرة الرسل والانبياء بالترتيب .. والفرق بين النبي الرسول، شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد، فقد أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين للناس، حيث تختلف مهماتهم ولكن هدفهم واحد وهو عبادة الله الواحد، وتتمثل هذه المهمات في دعوة الناس لعبادة الله الواحد الأحد وترك الأصنام والوثنية، والتمسك بالأخلاق الحميدة، وقد جاء ذكر بعضهم في القرآن الكريم والبعض الآخر لم يُذكر، ونحن كأمة الإسلام نؤمن بأن الله أرسل في كل أمة رسولا؛ قال تعالى: “وإن من أمة إلا خلا فيها نذير”، وقال تعالى: “ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت”.

ولا شك أن إرسال الأنبياء والرسل دلالة واضحة وعلامة وبرهان مبين على أن الله سبحانه وتعالى رحيم بأمته، وذلك لأن من رحمته بعباده أنه سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول؛ قال تعالى: “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا”، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عدد الأنبياء وعدد الرسل جملة؛ فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: (ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا)، وفي رواية: قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدد الأنبياء؟ قال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا).

الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن

سوف نتعرف سويًا على شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد، وقد ورد ذكر خمسة وعشرين نبيا ورسولا في القرآن الكريم من شجرة الانبياء والرسل، ذكر منهم في سورة الأنعام ‏ثمانية عشر، والباقي في سور متفرقة، وهم: آدم، وهود وصالح، وشعيب، ‏وإدريس، وذو الكفل، ومحمد، صلى الله عليهم أجمعين. ‏
قال تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا)، وقال تعالى: (وإلى عاد ‏أخاهم هودا ..)، وقال تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحا)‏، وقال تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيبا)، وقال: تعالى: ( وإسماعيل وإدريس ‏وذا الكفل)، وأما الثمانية عشر الذين ذكروا في سورة الأنعام فقال تعالى: (وتلك حجتنا آتيناها ‏إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم  ووهبنا له إسحاق ‏ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف ‏وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين* وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من ‏الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين)، ومن هؤلاء الخمسة والعشرين أربعة من العرب وهم: هود وصالح وشعيب ومحمد صلى ‏الله عليهم أجمعين، ففي صحيح ابن حبان عن أبي ذر مرفوعا: “منهم أربعة من العرب: هود وصالح وشعيب، ‏ونبيك يا أبا ذر”.

الأنبياء الوارد ذكرهم في السنة النبوية

‏وقد نصت السنة المطهرة على أسماء أنبياء لم يذكروا في القرآن الكريم وهم شيث: قال ‏ابن كثير: (وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا ‏أنه أنزل عليه خمسون صحيفة).


ويوشع بن نون: ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي ‏الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “غزا نبي من الأنبياء، فقال للشمس ‏أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئا” والذي دل على أن هذا النبي هو يوشع ‏بن نون فتى موسى، قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس لم تحبس إلا ليوشع ليالي سار ‏إلى بيت المقدس”. ‏

وقد اختلف في ثلاثة ممن ورد ذكرهم في القرآن الكريم هل هم أنبياء أم لا؟ وهم ذو ‏القرنين، وتبع، والخضر، فذهب طائفة من أهل العلم إلى أن ذا القرنين نبي من الأنبياء، ‏وكذلك تبع، والأولى أن يتوقف في إثبات النبوة لهما، لما صح عن رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم أنه قال: “ما أدري تبع أنبيا كان أم لا؟ وما أدري ذو القرنين أنبيا كان أم لا؟”، وأما الخضر فالراجح أنه نبي لقوله تعالى: في آخر قصته: (وما فعلته عن أمري) أي أنه قد أوحى إليه فيه.

شجرة الانبياء والرسل بالترتيب

وأتت شجرة الأنبياء بالترتيب على النحو التالي:

  • أبو البشر وهو آدم عليه السلام ولقد أحياه الله تعالى لألف عام.
  • شيث بن آدم عليه السلام
  • سيدنا إدريس وقد أحياه الله تعالى 856 عاما.
  • سيدنا نوح وقد لبث في قومه ألف عام إلاّ خمسين.
  • سيّدنا هود وقد لبث بقومه 446 عااً.
  • سيدنا صالح لم يرد فترة مكوثه بقومه.
  • أبو الأنبياء أو خليل الله سيدنا إبراهيم، وقد لبث بين قومه 137 عاما.
  • سيدنا لوط وقد ذكرت قصته تفصيليا في كتاب الله تعالى ولم يرد فيها فترة مكوثه بقومه.
  • شعيب عليه السلام .
  • ذبيح الله سيدنا إسماعيل وقد لبث 137 عاما.
  • إسحاق عليه السلام
  • المنسوب إلى بني إسرائيل سيدنا يعقوب ولقد عاش بين قومه 147 عاما.
  • أمّا عن سيدنا يوسف فلقد لبث بين قومه 110 عام.
  • أيوب عليه السلام.
  • ذو الكفل لم نعرف كم لبث.
  • يونس عليه السلام.
  • ابن عمران وكليم الله سيدنا موسى لم يذكر فترة مكوثه بين قومه.
  • هارون أخ لموسى وقد مكث بين قومه 122 عام.
  • إلياس ولم يُذكر فترة مكوثه.
  • اليسع.
  • سيدنا داود الذي استمر ملكه 40 عاما ومكث في الدنيا 100 عام.
  • ابن داود سيدنا سليمان وكان عمره 52 عا.
  • زكريا المتكفل بالسيدة مريم ومكث بالقوم 150 عا قبل أن يُنشر بالمنشار.
  • يحيى عليه السلام.
  • روح الله سيّدنا عيسى عليه السلام، وقد عاش على الأرض قبل أن يرفعه الله تعالى له 33 عا.
  • خاتم النبيين والمُرسلين سيدنا محمد التي أتت رسالته للناس عامة وقد عاش بين قومه 63 عا.

الفرق بين النبي والرسول

على الرغم من وضوح الفرق بين النبي والرسول إلا أن عدد كبير من الناس لا يعلم الفرق بينهم، وبالرغم من أن الله أرسل الكثير من الأنبياء والرسل إلا إنه في كتابه العظيم لم يقص علينا سوى البعض منهم، تبعًا لقوله تعالى  ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر (78) لذلك نوضح شجرة الانبياء والرسل والفرق بين النبي والرسول

لكن في النهاية سواء كان رسولًا أو نبي أرسله الله فـ غايته هي إرشاد الناس لعبادة الله تعالى، ويكمن الفرق بين النبي والرسول الجوهري بين الرسول والنبي في الاختصاص الشرعي الذي أُرسَل له وهو ما ورد عن النبي محمد صل الله عليه وسلم في توضيح الفرق بين النبي والرسول، حيث أن الرسول هو (من قد جاء له وحي بالشرع وأُمِر من الله بتبليغه) وأما النبي هو (من أُنزِل عليه الوحي ولكنه لم يؤمر بالتبليغ، قياسًا على هذا فإن كل رسول نبي، ولكن ليس كل نبي رسول)

أوضح عدد كبير من الفقهاء والعلماء في الدين أن النبي يشترك مع الرسول فيما يتعلق بـ تبليغ الرسالة، وفي القرآن الكريم لم نجد تفريقًا واضحًا أشار الله عنه بين النبي والرسول، النبي هو الشخص الذي تم إرساله لكي يُقرر شريعة أنزلها الله على رسول قبله، لذلك نجد أن الأنبياء الذين أرسلهم الله جميعًا إلى بني إسرائيل قد جاؤوا بما تنص عليه شريعة نبي ورسول الله موسى عليه السلام وقد أقروا رسالته كما جاءت.

نرى بعد ذلك في الأمم التالية أن الله قد أرسل لهم رسول جديد لديه شريعة أخرى وشرع مختلف وجديد عن ما سبقه من شرائع سماوية أنزلها الله، حتى وإن اتفقت جميعها على رسالتها الأسمى وهي عبادة الله وحده ولكن في شرائعها الخاصة بها اختلفت فيما بينها.

ترتيب الرسل والأنبياء

تعددت الرُسل والأنبياء الذين أرسلهم الله لعباده على مدار حضارات وسنوات وعصور سميت بـ شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد وكان الهدف من إرسالهم دائمًا هو إرشاد الناس إلى طريق الله لذلك هناك ترتيب الرسل والأنبياء وأول الأنبياء في شجرة الأنبياء بالترتيب هو أبو البشر نبي الله آدم عليه السلام، خلق الله سيدنا آدم وخلق من ضلعه زوجه وهي حواء وأسكنهما في الجنة مُنعميين ومُترفيين، إلى أن وسوس إليهم الشيطان أن يأكلوا من شجرة قد حرمها الله عليهم.

نتيجة لفعلتهم هذه أمر الله بأن يهبطوا إلى الأرض، ثم ندم نبي الله آدم على فعلته وتاب إلى الله وقبل الله توبته وجعله خليفة له في الأرض يُعمِرها ويُسكِنها وينشر دعوة الله للناس ويأمرهم بالتوجه إلى عبادة الله وترك ما هو دون الله.

كانت هذه محل كيد وقهر للشيطان لأنه منذ بداية خلق آدم عليه السلام يحقد عليه ويستكبر وجوده مُختال النظر لتكوينه من النار وخلق آدم من الطين،  وعلى الرغم من أنه نجح بالفعل في أن يُوقِع آدم في سوء أفعاله ولكن لم يفلح كيده في أن يغفر الله لآدم عليه السلام ويتقبله في عباده الصالحين ويعفو عن خطيئته بل ويجعله نبي في الأرض ينشر بها تعاليم دين الله ويدعو الناس لعبادته.

لذلك بغض الشيطان أكثر فأكثر من بني آدم وطلب من الله أن يجعله ولي لكل مُتكبر عنيد يُغويه بوسوسته وكيده، وكان لآدم عليه السلام دور كبير في تحذير الناس من الشيطان وذريته وعدم الانسياق لما يُوسوس به من كفر بالله وأفعال بغيضة وفيما يلي نذكر ترتيب الرسل والأنبياء مع قصتهم في دعوة قومهم.

إدريس عليه السلام

في بداية شجرة الانبياء حدثنا الله عن إدريس عليه السلام في كتابه الكريم حيث قال ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) مريم (56 – 57) أنزل الله على إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة أمره فيهم أن يدعوا قومه إلى الله وأن يكونوا ربّانيين ومُسلمين لله وحده لا شريك له، وقد  آمن من قومه ألف إنسان.

بدأت دعوة سيدنا إدريس عليه السلام في خلال الفترة الزمنية الواقعة بين آدم عليه السلام وصولًا إلى نوح عليه السلام، وجدير بالذكر أن هذه الفترة قد استغرقت سنين طويلة للغاية وصلت إلى ما يقرب من عشرة قرون، وطوال الفترة الأولى من بعد سيدنا آدم عليه السلام كان الناس يعبدون الله ويمتثلون لأوامره كما أمرهم آدم عليه السلام.

لكن بعد فترة من الوقت وسوس لهم الشيطان بأن يتجهوا إلى عبادة ما دون الله من أوثان وأصنام، ويُعرف سيدنا إدريس عليه السلام بـ سِبط شيت عليه السلام، وهو جد سيدنا إبراهيم عليهم جميعهم السلام، ويُعرف أيضًا سيدنا إدريس بأنه النبي الأول الذي قد أختاره الله ونال شرف تبليغ رسالته من بعد آدم عليه السلام وأبوه شيت عليه السلام.

عاش سيدنا إدريس عليه السلام ما يقرب من اثنين وثمانين سنة، خلال فترة حياته لم يفعل سوى عبادة الله وإعمار الأرض وتبليغ رسالة الله لقومه وحثهم على ترك الأصنام والأوثان والتوجه إلى أبواب الله والتوبة عن هذه الأفعال، وكانت نبوة سيدنا إدريس عليه السلام أنه أول من خط بالقلم، وأول نبي ينظر إلى علم الكواكب والنجوم.

نوح عليه السلام

لكل نبي مُعجزة ونبوة ودلالة على أنه نبي ورسول مُرسل من الله عز وجل، ووكان سيدنا نوح عليه السلام ثاني نبي في شجرة الانبياء وواحد من الرسل الذين أرسلهم الله لهداية قومه بعد الكثير من الجهل والتعدي على الأوامر الإلهية بصورة بشعة وقد قال الله عن نوح عليه السلام في كتابه: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

سيدنا نوح عليه السلام نبي ورسول من الله تعالى وجده هو سيدنا إدريس تبعًا لنسبه حيث، نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنخوخ بن إدريس عليه السلام، وُلد سيدنا نوح عليه السلام بعد 126 سنة من وفاة سيدنا  آدم عليه السلام كما ذكر ابن جرير، ولكن بعض أهل الكتاب قالوا أنه وُلد بعد سيدنا آدم بما يقرب من 146 سنة، حيث جاء في الحديث أن المدة بين سيدنا آدم ونوح كانت عشرة قرون نسبةً إلى قول عبّاس (كان بين نوحٍ وآدمَ عشرةُ قرونٍ كلُّهم على شريعةٍ من الحقِّ فاختلَفوا فبعث اللهُ النبيين مُبشِّرينَ ومُنذرِين قال وكذلك هي في قراءةِ عبدِ اللهِ { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا)

بدأ سيدنا نوح عليه السلام رسالته بدعوة القوم إلى عبادة الله وتوحيده والبُعد عن الشرك به كما قال الله تعالى في قوله ( فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) خاطب سيدنا نوح قومه وكانوا مُتكونين من أهله وبدأ دعوته بأن يُذكرهم بحق القرابة عليه لكي يبدأوا بتقبل الكلام ومن ثم الدعوة إلى عبادة الله ثم إلى عشيرته وقومه عمومًا.

هود عليه السلام

قال الله تعالى عن هود عليه السلام في كتابه ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) الأعراف، ولكن لم يرد عن سيرة سيدنا هود تفاصيل عن نسبه للأنبياء وقد تم ذكر سيدنا نوح في القرآن 7 مرات وفيهم جميعهم لم يأتي ذكر أي تفاصيل تُنسب إلى نسبه، كذلك هو الحال بالنسبة للسُنة النبوية لم يأتي بها ذكر عن نسب سيدنا هود عليه السلام.

أما ما يتعلق بالكتب الخاصة بالتاريخ الإسلامي فقد وُرد نسب سيدنا هود عليه السلام خلالها وهو هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن غوص بن إرم بن سام بن نوح، وبُعِث سيدنا نوح إلى قوم كانوا يعبدون ما دون الله من أصنام وأوثان، ويُعتبر نبي الله هود عليه السلام أول الأنبياء من نسل العرب.

أرسل الله هود عليه السلام إلى قوم عاد والموجود في حضرموت في الأحقاف، وجاءت قصة سيدنا هو مع قومه في مواضع كثيرة في القرآن في السور المختلفة مثل سورة الأعراف، هود عليه السلام، المؤمنون والشعراء، كان قوم نوح يتميزون بحضارة عريقة ومميزة لأنهم قاموا ببناء البنيات الضخمة وهو ما ميّزهم عن غيرهم.

أنعم الله على قوم عاد بعدد كبير من النعم، مثل الأغنام والأنهار والبساتين وكذلك المواشي وغيرها من كل المُترفات التي تُساعدهم في تأسيس وبناء حضارة عريقة تدوم لسنوات، ولكنهم على الرغم من ذلك انحرفوا في إيمانهم وتولوا عن عبادة الله لذلك أرسل الله إليهم هود عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك ما دونه من أوثان وأصنام والجدير ذكره أن سيدنا هود هو ثالث نبي في شجرة الانبياء

صالح عليه السلام

كان سيندا صالح عليه السلام ضمن شجرة الانبياء والرسل ذكر الله صالح عليه السلام في القرآن الكريم حيث قال: ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الأعراف، أُرسَل سيدنا صالح عليه السلام إلى قوم ثمود وهم قوم ظالم ومتكبر منحهم الله الكثير من النعم والعطايا وعلى الرغم من ذلك عصوا الله كثيرًا واتجهوا إلى عبادة الأصنام.

يعود أصل قوم ثمود إلى قبيلة عربية سكنت ما بين منطقتي الحجاز وتبوت، عندما ازداد طُغيانهم أرسل الله لهم سيدنا صالح عليه السلام والذي بدوره قام بدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وحثهم على ترك عبادة الأصنام التي لم تنفعم بشيئًا، ولكنهم على الرغم من ذلك رفضوا ولم يؤمنوا به وكان مُبررهم هو أنهم لا يقدرون على ترك ما كان يعبد أجدادهم وآبائهم.

لكنهم بعض فترة من استمرار ومثابرة سيدنا صالح عليه السلام في تبليغ رسالته قالوا له أنهم سيؤمنون بالله إذا تحققت مُعجزة وكانت المعجزة المطلوبة هي وجود صخرة كبيرة توجد بالقرب من مكانهم، قالوا له أن يخرج لهم من هذه الصخرة ناقة بمواصفات وشروط مُعينة، أتجه بعدها سيدنا صالح إلى المصلى وبات يدعو الله أن يُرسل إلى قومه هذه الناقة.

بالفعل أخرج الله لهم منها الناقة بالشروط التي وضعوها، أمن بعد هذه المعجزة القليل من القوم واستمروا في الكفر والطغيان ثم أجتمع بهم صالح عليه السلام وأمرهم بأن يتركوا الناقة تشرب من بئر مُحدد بصورة يومية وفي اليوم التالي يشربون هم من هذا البئر، إلى أن جاء تسعة من القوم وأتفقوا على قتل الناقة وبالفعل قاموا بذلك.

بعد أن وصل هذا الخبر إلى صالح عليه السلام غضب كثيرًا وتوعدهم بعذاب من الله شديد بعد ثلاثة أيام، في اليوم الأول كانت وجوه القوم مسفرة وفي اليوم الثاني محمرة حتى اليوم الثالث والأخير كانت مسودة، إلى أن جاء الأمر الإلهي العظيم بعذابهم عندما أشرقت الشمس جاءت معها صيحة من السماء أهلكتهم جميعًا.

إبراهيم عليه السلام

ورد ذكر إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) التوبة، كان لسيدنا إبراهيم عليه السلام صفات واضحة تحدث عنها الله في كتابه العزيز حيث قال: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) أي أنه كان سمح وحنيف عليه السلام.

كما قال الله عنه (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ) بمعنى أنه لا يتعجل عقاب وجزاء غيره ولكنه كان حليمًا ويرجع إلى الله كثيرًا، وكذلك قال الله عنه بأن لديه قلب سليم كما قال في قوله تعالى (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) وغيرها الكثير من الصفات الحميدة، قام سيدنا إبراهيم بدعوة قومه للتوحيد بالله وترك عبادة الأوثان وأول من بدأ معهم الدعوة كان والده، الذي حثه على ترك عبادة الأصنام وأن يعود إلى الله وحده لا شريك له ولكنه أصر على موقفه.

أعتزل إبراهيم عليه السلام والده بعده، وبدأ يدعو قومه إلى عبادة الله وترك الأصنام ولكنهم لم يلقوا له بالًا مما دفعه إلى أن يقوم بهدم هذه الأصنام وترك كبيرهم وعندما سأله القوم من فعل هذا بآلهتنا رد عليهم بأن يسألوا كبيرهم، وهو ما دفعهم أن يُوقعوا عليه العذاب الشديد بأن يلقوه في النار ولكن على الرغم من فعلتهم هذه إلا أن الله أنقذه ونجاه بأن تكون هذه النار بردًا وسلامًا على جسده الشريف.

لوط عليه السلام

إذا كانت جميع الناس مؤمنة بالله ولم تُشرك به شيئًا فبالتأكيد لم تكن هناك حاجة إلى إرسال الأنبياء والرُسل، ولكن العلة الحقيقية هي لماذا كفر الأمم السابقة بالله على الرغم من أن الله منح لهم الكثير من النعم والعطايا التي تجعلهم مؤمنين به، ولكن بالنظر في الأقوام السابقة نرى أنهم كفروا إما اعتيادهم للكفر بالله كما كان يفعل أجدادهم  وآبائهم، أو لأن فكرة الإيمان نفسها تتعارض مع شهواتهم ومصالحهم.

كان قوم لوط عليه السلام واحد من الأقوام التي كانت تتعارض شهوتهم ومصالحهم مع فكرة الإيمان، سكنوا في منطقة سدوم وهي في قرى الأردن ويُقال أنها مكان البحر الميت الموجود حاليًا، أرتكب قوم لوط ذنب عظيم فوق شركهم بالله وهو أنهم كانوا يأتون الرجال دون النساء وهو الأمر المُعاكس للفطرة التي شرعها الله وخلق بها عباده.

أُرسِل فيهم لوط عليه السلام يدعوهم بالحُسنى وتجنب مثل هذه الأفعال السيئة والتضرع إلى الله وعبادته، ولكن بالرغم من هذه الدعوات من لوط عليه السلام لم يُحرك فيهم ساكنًا واستمروا في فعل الفواحش وكانت زوجة لوط عليه السلام من الغابرين، أي أنها كانت سلبية لم تتخذ فعلًا يحسم موقفها اتجاه هؤلاء القوم، بعد ذلك جاء لسيدنا لوط عليه السلام ضيوف وهما جبريل وإسرافيل وميكائيل وكانوا على هيئة رجال شديدة الجمال.

رأى قوم لوط عليه السلام هؤلاء الضيوف وقرروا أن يُمارسوا معهم أفعالهم السيئة، ولكن أعترض طريقهم لوط وأقترح عليهم الزواج من بناته ولكنهم رفضوا وأصروا على موقفهم إلى أن أمر الله بعذاب هؤلاء القوم والقضاء عليهم تمامًا، وهو ما حدث بعد أن أمر الله لوط عليه السلام ومن آمن معه بالخروج من القرية الظالم أهلها، لكي يحل بهم عذاب الله الشديد وقال الله في عذابهم (وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ).

إسماعيل عليه السلام

من اسماء الانبياء والرسل هو إسماعيل عليه السلام، فمر إسماعيل عليه السلام عدة محن خلال حياته بدأت مُنذ إن كان طفلًا عندما تركه أبوه إبراهيم عليه السلام هو وأمه هاجر في الوادي وفي ذلك الحين كان طفلًا لم يُفطم حتى آنذاك، في هذه الفترة لم تكن هناك أي علامات أو بوادر حول العيش بسبب عدم وجود مياه أو طعام ولكن لم ينساهم الله بعد مرور السيدة هاجر سبع مرات حول جبل الصفا وجبل المروة، وبعدها جلست بجانب طفلها إسماعيل وسمعت في بكاؤه الحاجة إلى العطش.

لكنها لم تيأس من رحمة الله وكانت على يقين بأن الله لن يتركهم وبالفعل ضرب إسماعيل عليه السلام أثناء بكاؤه الأرض بقدمه ومن موضع قدمه الشريف انفجرت الماء وهي بئر زمزم، الذي يفيض بالماء حتى الآن على كل المُسلمين.

ثم جاء الاختبار الثاني لإسماعيل عليه السلام والمحنة الأكبر في سن الشباب، عندما رأى أبوه إبراهيم عليه السلام أمر من الله بأن يقتله (فلما بلغ معه السعي قال يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى) وجاء رد إسماعيل عليه السلام بكل إيمان وثقة بتدابير الله قائلًا له قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) لكن الله أفتدى نبيه الكريم بكبش عظيم.

ثم بعد ذلك قام سيدنا إسماعيل ببناء بيت الله مع والده إبراهيم عليه السلام حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ) وما إن تفرغ من بناؤه قاموا بدعوة القوم إلى عبادة الله وحده لا شريك الله، ودعوا الله أن يتقبل منهم عملهم بقولهما: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

إسحاق عليه السلام

والتالي من اسماء الانبياء والرسل في شجرة الأنبياء بالترتيب هو النبي إسحاق عليه السلام من بيت النبوّة حيث أن والده هو سيدنا إبراهيم وأخوه هو إسماعيل عليهما السلام ومن ذرية إسحاق كل أنبياء بني إسرائيل ومنهم يعقوب عليه السلام (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ).

سيدنا إسحاق عليه السلام هو ابن لسيدنا إبراهيم الذي كان أولي العزم من الرسل وذلك لأنه وقف أمام قومه وكان مغوارًا لا يُعتريه شيئًا ولا خوف ومن ذريته جاء إسحاق عليه السلام، بعد سنوات طويلة من عدم إنجاب سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته السيدة هاجر وذلك تبعًا لما ورد في القرآن الكريم حيث قال الله – تعالى-: (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)

يؤكد القرآن مرة أخرى على أن سيدنا إبراهيم رُزق بإسحاق عليه السلام وهو كبير في السن حيث قول الله تعالى على لسان نبيه (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) لذلك كان إسحاق عليه السلام بُشرى عظيمة لإبراهيم عليه السلام وزوجته.

نشر سيدنا إسحاق عليه السلام تعاليم الإسلام السمحة بين قومه وضرورة التوجه والتضرع إلى الله، وذلك لأن الأخلاق الحميدة بشكل عام هي صفات الرسل والأنبياء، ونتعلم من قصة إسحاق عليه السلام أن رحمة الله واسعة وأن قضاء الله وأقداره مكتوبة حتى وإن بدت مستحيلة لأن الله هو المُجيب القريب لقلوب عباده دائمًا وأبدًا.

يعقوب عليه السلام

ويأتي الدور على يعقوب عليه السلام في شجرة الأنبياء بالترتيب وهو بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، أرسله الله إلى قومه لكي يستمر في نشر تعاليم الإسلام على خُطى والده وجده وهو أيضًا يُسمى بإسرائيل ومنه يُنتسب بني إسرائيل حيث قوله تعالى (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).

ذكره الله بالمدح في كتابه العظيم حيث قال (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّن الصَّالِحِينَ*وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) وكذلك وُرد عن النبي الكريم أنه مدح يعقوب عليه السلام حيث قال (الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلامُ).

شب وكبر يعقوب عليه السلام مع والده إسحاق في فلسطين وبعد ذلك أنتقل إلى أرض حرّان وتزوج وأنجب هُناك أولاده بما فيهم سيدنا يوسف وبنيامين عليهما السلام، كان قوم يعقوب عليه السلام هي إسرائيل وهو ما أتفق عليه جميع المُفسرين وهم نفسهم الموجودين حاليًا وذلك بسبب قول الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).

نشر النبي يعقوب عليه السلام دعوته سنوات طويلة وكان سيدنا يوسف هو أحب الأبناء إليه، وفي قصة يوسف الشهيرة مع أخواته أبيضت عين يعقوب عليه السلام من الحزن على يُوسف، حتى رده الله إليه وفي قصة يعقوب عليه السلام معنى جميل في حُسن الظن بالله والتوكل عليه دائمًا والثقة التامة في تدابيره مهما طال الزمن.

يوسف عليه السلام

لا يفوتنا ونحن نتعرف على اسماء الانبياء والرسل، التعرض لقصة يوسف عليه السلام واحدة من أفضل القصص والمؤثرة في حياة الإنسان لذلك كان أهم من في شجرة اسماء الانبياء والرسل وقد قال الله تعالى عنها أحسن القصص حيث قوله تعالى (نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) وبالفعل هي واحدة من قصص الأنبياء التي ذكرها الله بصورة مُفصلة جدًا من حيث السرد وتتابع الأحداث.

بدأت قصة يوسف عليه السلام عندما ألقوه اخواته في الجب نتيجة لما ورد في قلوبهم من حقد وكراهية اتجاهه وذلك لأن والده كان شديد الحب له، وبعد ذلك رجعوا إلى والدهم قائلين له أن الذئب قد أكل يوسف وأخرجوا قميص كاذب مُلطخ بالدماء ولكنه لم يُصدقهم وقال لهم (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).

بعدها ألتقط القوم سيدنا يوسف عليه السلام وباعوه إلى رجل في مصر وكبر يوسف عليه السلام في بيت العزيز وزوجته، حتى بلغ أشده حاولت أن تفتنه امرأة العزيز ولكنه دعا الله أن يذهب شرورها عنه وقال (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)، بعد واقعة امرأة العزيز اجتمعت بالنسوة وأدخلت يوسف عليه السلام عليهن، وقد فُتنوا به أيضًا وعندما رأى ذلك نبي الله قال قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ).

بعدها أمر عزيز مصر أن يدخل يوسف السجن وقضى سنوات هُناك وتغيرت حياته بعد أن رأى عزيز مصر رؤية أحتاج فيها مُفسر، وقد وقع الاختيار على يوسف عليه السلام بعد أن قال عنه أحد الرجال الذي فسر لهم النبي في السجن حلمه حيث قال (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ).

بعدها أمر العزيز بخروج يوسف من السجن بعد أن ثبتت براءته أمام القوم، ثم أصبح عليه السلام وزير للخزينة، وفي خلال هذه الفترة ألتقى يوسف بأخواته من جديد وطلب منهم أن يحضروا إليه أخيه بنيامين، ولكن النبي يعقوب رفض في البداية ولكنه في نهاية الأمر وافق وأرسله معهم، بعد ذلك بقى النبي بينامين مع أخوه يوسف ينشرون تعاليم الله بين القوم.

ثم ألتقى مرة أخرى إخوة يوسف به بعد أن أرسل يوسف قميصًا له أمر أخواته بأن يلقوه على وجه يعقوب عليه السلام لكي يرتد له بصره، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك تحققت رؤية يوسف ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾.

أيوب عليه السلام

واحدًا من أهم اسماء الانبياء والرسل هو أيوب عليه السلام واحد من نسل الأنبياء وذلك وفقًا لما ورد في كتاب الله حيث (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)، فمن المُتفق عليه أنه من ذرية ونسل إبراهيم عليه السلام وذلك بسبب ما أتفق عليه العلماء في الضمير على العائد على إبراهيم عليه السلام وليس سيدنا نوح.

بدأت بعثة أيوب عليه السلام في خلال الفترة الواقعة بين موسى ويوسف عليهم السلام، أشتهر أيوب عليه السلام بـ صبره على البلاء وهو ما جعله قدوة في الصبر، وذكر الله عبده أيوب عليه السلام في القرآن الكريم حيث (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)

دعا أيوب عليه السلام قومه إلى عبادة الله كما فعل النبيين من قبله، وبعد أن أُصيب بـ المرض الذي جعله عاجز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى