لا ترتكز الصداقة على التشابه في كثير من الأحيان، بل من الوارد أن تخلق الاختلافات مزيجا رائعا بين صديقين، هذا ما تؤكده واحدة من أغرب أشكال صداقة الحيوانات، بين حمامة لا تطير وكلب لا يسير، فكيف تشكلت العلاقة بينهما؟
حمامة لا تطير
بدأ الأمر في عام 2018، عندما استقبلت مؤسسة ميا الأمريكية والمختصة بالحيوانات التي تعاني من عيوب ولادة، الحمامة هيرمان، حيث كانت تعاني لأيام من عدم القدرة على الحركة، فيما عثرت عليها لحسن الحظ المرأة وراء تأسيس منظمة ميا، سو روجز، فقامت بحملها إلى مقر المؤسسة لتلقى الرعاية المطلوبة.
قامت سو بإطعام الحمامة عبر أنبوب واصطحبتها يوميا إلى الخارج من أجل استعادة قوتها، ما حدث بالفعل ولكن من دون أن تعود إليها قدرة الطيران للأسف، لذا صارت الحمامة الضعيفة من المقيمين الدائمين بمؤسسة ميا، حتى أتى زائر جديد.
كلب لا يسير
تمثل الزائر الجديد في كلب صغير يبلغ من العمر 4 أسابيع فقط، فيما كانت الحمامة التي اعتادت التواجد بالمؤسسة الأمريكية على مدار نحو عامين في حسن استقباله، وكأنها صارت من أصحاب هذا المكان المفعم بالدفء والحنان.
أرسل الكلب الذي أطلق عليه اسم لاندي، عبر مربيه الذي لاحظ عدم قدرته على المشي، حيث بدا من الواضح أنه يعاني من مشكلات مزمنة في القدمين الخلفيين، كما أنه كان ضعيفا ولا يزن إلا 170 جراما فقط، ما دعى الأطباء البيطرين إلى الاعتقاد بأنه يعاني من استسقاء الرأس، وهو أحد الأمراض التي تصيب الكلاب الصغيرة على الأغلب، وربما تؤدي إلى المعاناة لاحقا من تلف الدماغ، قبل أن يتكشفوا معاناته من مشكلات بالحبل الشوكي تحتاج لبعض الوقت لعلاجه.
صداقة الحيوانات البريئة
على الرغم من اختلاف الفصائل بين الحمامة والكلب الصغير، إلا أن المشكلات الجسدية على ما يبدو قد جمعت بينهما، فبينما ترك الحيوانان إلى جوار بعضهما البعض في مكان واحد حتى لعبا بكل راحة سويا، وبدا الوفاق واضحا رغما عن قلق المربين في بداية الأمر، ما دعا سو لالتقاط صور مذهلة تكشف عن إمكانية وجود علاقة صداقة بين حمامة وكلب.
الآن يبدو الاثنان غير قادرين على الافتراق عن بعضهما البعض، ربما يحدث عكس ذلك فقط في حالة قيام إحدى العائلات بتبني الكلب الصغير، إلا أنه حتى ذلك الحين فإنها تبدو علاقة صداقة حيوانات مستمرة إلى الأبد، بين حمامة غير قادرة على الطيران وكلب غير قادر على السير، لكنهما قادرون من دون شك على الحب.