طائر الدودو هو طائر عاجز عن الطيران منقرض، وقد كان مستوطنا في جزيرة موريشيوس، شرق مدغشقر في المحيط الهندي، وأقرب نوع للدودو ومن نفس الفصيلة طائر ناسك رودريغيس، وهما اللذان يشكلان أسرة الرافينيات من فصيلة الحمام، وأقرب طائر له علاقة بطائر الدودو موجود حاليا هو حمام نيكوبار، كان يعتقد فيما مضى أن طائر الدودو الأبيض موجود على جزيرة قريبة من ريونيون، ولكن تبين أنه طائر أبو منجل ريونيون واللوحات المرسومة هي لطيور الدودو البيضاء.
عاش طائر الدودو قبل أربعة قرون على الأقل، ولم يظل من ذكراه سوى بعض الرسومات التي خلدت شكله، بالإضافة إلى أحافير متفرقة، في حين أن العديد من عاداته وسلوكه ظل غامضا إلى اليوم، وتمثل قصة الدودو مأساة تكشف كيف أن تغول الإنسان على الطبيعة وأنعامها كان سببا في خرابها وفناء بعض الأنواع، فهذا الطائر لم يكن لينقرض لولا استعمار الإنسان لمواطنه الطبيعية. فهو قصة ماثلة لانقراض كائن حي تم بصنع الإنسان.
طائر الدودو
بسبب انقراض طائر الدودو منذ فترة طويلة تقترب من الثلاثة قرون، لم يستطع أحد توثيق شكل الدودو وأوصافه، لكن الدراسات والأبحاث التي أُجريت على بقاياه كشفت لنا بعضًا من هذه التفاصيل.
بالنسبة للطول فإن طائر الدودو كان لا يزيد عن متر واحد، ربما أقل من ذلك بقليل، لكن التفاوت الحقيقي كان في الحجم، فهو يبدأ بعشر كيلوات وقد يصل إلى واحد وعشرين كيلو بالنسبة لأنثى هذا الطائر، فالتفاوت في الحجم بين ذكور وإناث الحيوانات أمر شبه طبيعي، وبالنسبة للألوان فلا نُبالغ إذ نقول إنها كانت تختلف في كل فرد من جماعة طائر الدودو، وعادة لا تكون لونا واحدا، وإنما مجموعة ألوان مُختلفة، لكن في النهاية تبقى كل هذه الأوصاف مجرد تكهنات ومعلومات مأخوذة من تحليل جمجمة وبعض اللوحات المرسومة لهذا الطائر قبل خمسة قرون.
سبب تسمية الدودو
الدودو كلمة ذات أصل من دول الشرق الأقصى وتعني: الطائر الغبي، وسمي هذا الطائر بهذا الاسم نظرا لعجزه عن الدفاع عن نفسه والهروب بطريقة غبية، حيث كان هذا الطائر لا يقدر على الطيران نظرا لعدم استخدامه لجناحيه، لأنه عاش فترة طويلة في الجزر الشرقية النائية بشكل كبير.
وعندما بدأت الرحلات بالسفن اصطاده البحارة والناس حتى انقرض، وله الآن هيكل عظمي في عدة متاحف منها المتاحف البريطانية.
تشريح العلماء للدودو
قال العلماء إنهم استنتجوا حجم مخ الطائر وتركيبه بناء على تحليل جمجمة جيدة الحفظ من إحدى المجموعات المتحفية وتوصلوا إلى أن مخه لم يكن صغيرا بصورة استثنائية لكنه كان متناسبا تماما مع حجم جسمه.
وتوصلوا أيضا إلى أن طائر الدودو كانت لديه حاسة شم قوية تتفوق على أقرانه من الطيور، حيث كان يتميز بفص شمي ضخم في المخ. وبخلاف الطيور الأخرى فربما تكون تلك السمة هي التي مكنته من استنشاق الرائحة وانتقاء الفاكهة الناضجة ليتغذى عليها.
وأشارت نتائج الدراسة التي وردت في دورية علم الحيوان، إلى أن الدودو لم يكن بليد الحس كما يشاع عنه إذ كان ينعم على الأقل بنفس مستوى ذكاء رفاقه الأقرباء من عائلة الحمام والقمري واليمام.
وقالت يوجينيا غولد عالمة الأحياء القديمة بجامعة ستوني بروك بولاية نيويورك “إذا وضعنا في الاعتبار حجم المخ كمؤشر على الذكاء فيمكن القول بأن الدودو كان في مستوى ذكاء الحمام العادي.
فالحمام العادي أكثر ذكاء مما هو معروف عنه إذ استخدم كحمام زاجل لنقل الرسائل خلال الحربين العالميتين”.
عاش الدودو على جزيرة موريشيوس بالمحيط الهندي وكان عجيب الشكل يعيش في أعشاش يبنيها على الأرض وله منقار مدبب ورأس مستدير ويبلغ طوله نحو متر ويزن 23 كيلوغراما تقريبا.
وأسهم قيام الإنسان بصيده في اندثاره بدرجة كبيرة وشوهد آخر طائر من الدودو عام 1662 .
وقالت غولد إن الدودو لم يكن يخشى الإنسان عندما وصل البشر إلى جزيرة موريشيوس إبان القرن السادس عشر.
وأضافت “لماذا يهابون شيئا لم يروه من قبل؟ ولم يكن لهم أعداء طبيعيون على الجزر قبل وصول الإنسان ولهذا السبب جمع البحارة أعدادا كبيرة من الطائر على سفنهم للحصول على لحم طازج في أثناء رحلاتهم البحرية وربما كان -فيما أرى- انصياع هذا الطائر للإنسان الذي ساقه قطعانا إلى السفن هو الذي دفع الإنسان إلى وصمه بالحمق وهو أمر ينطوي على تجاوز”.
وكان طائر الدودو لا يواجه حيوانات مفترسة وكان يعيش حياة ساحرة، ولم تكن هناك ثدييات مفترسة، أو زواحف، أو حتى حشرات كبيرة على موطنه في الجزيرة، وبالتالي لا داعي لتطوير أي دفاعات طبيعية، وفي الواقع، كان طائر الدودو على ثقة تامة حتى أنه كان في الواقع يتجول مع المستوطنين الهولنديين المسلحين غير مدرك أن هذه المخلوقات البشرية تهدف إلى قتلهم وأكلهم وأصبح غذاء لا يقاوم للقطط والكلاب والقرود المستوطنين.