يعتقد الكثيرون أن تمتع الطفل بقدرات ذكاء مرتفعة، هو الطريق الأسهل من أجل نجاح دراسي ومن ثم عملي مؤكد، إلا أن العلم يكشف عن أن أهمية الذكاء العاطفي تفوق جميع أشكال الذكاء والقدرات الذهنية الأخرى.
أهمية الذكاء العاطفي
معدلات الذكاء المرتفعة ليست كافية من أجل ضمان نجاح الطفل دراسيا، هذا ما يؤكده الباحثون من جامعة سيدني بأستراليا، حيث بدا من المؤكد أن القدرات الذهنية ومستويات الذكاء المرتفعة ليست هي المعيار وراء تفوق الطلاب أكاديميا.
تتحدث كارولين ماكان، وهي الباحثة من جامعة سيدني عن تلك النتيجة قائلة: “لا يمكننا التقليل من أهمية تمتع الإنسان بشكل عام بمستويات ذكاء مرتفعة أو بقدرة أكبر على العمل والاجتهاد، إلا أن ذلك لا يعد كافيا، وتحديدا بالنسبة للطلاب الصغار، حيث يبدو الذكاء العاطفي وكأنه يسيطر على مقاليد الأمور، نظرا لأنه يتحكم في انفعالات ومشاعر الطلاب في تلك المرحلة بدرجات مرتفعة”.
ذكاء ضد التوتر
يرى العلماء والباحثون أن أهمية الذكاء العاطفي للأشخاص البالغين بشكل عام وللأطفال دون شك، تنبع من دوره في السيطرة على المشاعر السلبية التي تعرقل فرص النجاح، حيث تقول كارولين: “كلما ارتفعت مستويات الذكاء العاطفي لدى الطالب الصغير، كلما صار أكثر قدرة على التحكم في المشاعر والأحاسيس السلبية الكامنة بداخله، مثل القلق والتوتر والملل وربما الصدمة”.
يشير الباحثون من جامعة سيدني الأسترالية وفي مقدمتهم كارولين ماكان إلى أهمية التمتع بالذكاء العاطفي المرتبطة بالعلاقات مع الآخرين، قائلة: “كذلك يمكن للطالب الذي يتمتع بالقدر المناسب من ذكاء العاطفة، أن يحصل على علاقات اجتماعية أفضل مع المحيطين به، سواء كانوا طلابا أم معلمين أم أصدقاء وأفراد أسرة، وهي كلها أمور تؤثر على المستويات الأكاديمية لدى الطلاب”.
كذلك يساهم التمتع بذكاء العاطفة بصورة مباشرة في رفع مستويات الطلاب في بعض المواد الدراسية، التي تتطلب فهم مشاعر البشر وأسباب انفعالاتهم، مثل مواد علم النفس والتاريخ واللغات، في إشارة إلى أهمية حصول الطلاب الصغار على فرص التوعية بشأن أهمية الذكاء العاطفي، الذي يبدو أنه يؤثر على المستويات الأكاديمية بدرجات تفوق أهمية مستويات الذكاء التقليدية.