يعرف ماء الذهب بأنه الذهب المذاب في الماء الملكي، ومن المعروف أن الذهب يتميز بصلابته الشديدة لذا يصعب كسره أو إذابته في الماء، كما يحتاج إلى درجات حرارة عالية جدا من أجل انصهاره وتحويله إلى سائل يسهل تشكيله بأشكال مختلفة كالأساور والخواتم وغيرها من مصنوعات الذهب المختلفة.
إلا أنه يمكن تحويله إلى سائل يعرف بماء الذهب بكل سهولة من خلال إذابته في محلول خاص يعرف باسم الماء الذهبي، والذي يعرف لدى الحرفيين في مجال الذهب باسم التيزاب، والذي يتشكل من 3 مركبات من حمض الهيدروكلوريكٍ ومركب واحد من حمض النتريك.
اكتشاف ماء الذهب والكشف عنه
ما نفخر به هو أن اكتشاف ماء الذهب كان على يد عالم عربي، حيث يعد العالم الكيميائي العربي الشهير جابر بن حيان المكتشف الأول لإمكانية إذابة الذهب والبلاتين في محلول حمض الهيدروكلوريك وحمض النتريك، وذلك بإضافة حمض كلوريدريك والنتريك بنسبة 35 حتى 65 على التوالي فنتج عنه ماء الذهب، وقد اعتمد على تقطير الملح بهدف الحصول على حمض الهيدروكلوريك، بينما قام باستخراج حمض النتريك من حمض الكبريتيك.
أما في الوقت الحالي فقد استطاع العلماء تطوير طرق أسهل للحصول على محلول التيزاب وذلك من خلال مزج مركب واحد من حمض النتريك مع 3 مركبات من حمض الهيدركلوريك، ويتميز محلول التيزاب أو كما يعرف بالماء الملوكي بكونه بلا لون إلا أنه سرعان ما يصبح برتقالي اللون.
استخدامات ماء الذهب
يستخدم ماء الذهب من قبل الحرفيين في الكتابة والرسم على الأدوات المنزلية، ويتفاوت سعره حسب نسبة الذهب المذابة في الماء الملكي.
وكان للطب نصيب في استخدام ماء الذهب حيث تحدث الدكتور المصري مصطفى السيد عن علاج السرطان بجزيئات الذهب متناهية الصغر تستهدف الخلايا السرطانية عن طريق الجراحة حيث تذهب إلي الجزء المصاب وبتقنية معينة تتولد حرارة تميت الخلايا السرطانية ولا تتأثر الخلايا السليمة المجاورة، وتقضي جزيئات الذهب على كل أنواع الميكروبات والعدوى.
وقامت شركات كثيرة بصناعة أشياء عديدة من ماء الذهب كطلاء الأظافر (مانكير) وتم صنع هذا المستحضر من غبار الذهب عيار 24 قيراطا مع رقائق الذهب، واستغرق صنعه 3 أشهر، بالإضافة إلى ملمع الشفاه وكريم لإزالة التجاعيد وتنعيم البشرة.
كما تم استخدام ماء الذهب في صناعة المستحضرات التجميلية العلاجية مثل ماسك الذهب عيار 24 وسيرم الذهب، ويكمن سر فاعلية ماسك ماء الذهب التجميلي العلاجي في أنه قد تم تصنيعه بتقنية النانو تكنولوجي، وذلك لأن ذرات الذهب ذات حجم كبير ويصعب امتصاصها عن طريق البشرة إلا إذا تمت معالجتها بطريقة خاصة حتى يتم الامتصاص لأقصى استفادة، كما يضاف الكولاجين وعدد من الفيتامينات الهامة للبشرة حيث تعمل كمضادات للأكسدة للحفاظ على البشرة وتجديد الخلايا والعمل على شد البشرة، كما يضاف عدد من العناصر الهامة لزيادة التأثير وتختلف حسب الشركة المصنعة.
ونختم حديثنا عن ماء الذهب بالعلاقة بينه وبين الكعبة المشرفة إذ بلغ طول كساء الكعبة 24 مترا، وقد حيكت الآيات القرآنية التي نقشت على هذا الكساء كله بماء الذهب.